أعطت مشاركة أيقونة الثورة الجزائرية، المناضلة جميلة بوحيرد، في مظاهرات شعبية ضد الولاية الخامسة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، زخما لهذا الحراك الشعبي المتصاعد منذ أيام.
وفاجأت بوحيرد (84 سنة)، متظاهرين كانوا في مسيرة بشارع ديدوش مراد، وسط العاصمة، عندما انضمت للمحتجين وسط التفاف المواطنين حولها.
وأعطى ظهور هذه الأيقونة الثورية حماسة للمتظاهرين بعين المكان، وفق شهود عيان، خاصة وأنها قليلة الظهور في الأماكن العامة، وكذلك بسبب تقدمها في السن.
ومعلوم أن بوحيرد، تعد من بين رموز الثورة الجزائرية (1954-1962) القلائل الذين أعلنوا مواقف معارضة لفترة حكم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي وصل الحكم في 1999، كما أعلنت في 2014 معارضتها ترشحه لولاية رابعة.
وفي 2009، وجهت له وللجزائريين رسالة تشكو فيها من التهميش، وأنها تعيش وضعية اجتماعية صعبة، ولم تعد قادرة على توفير مصاريف العلاج، وهي خرجة كانت صادمة لأنها من رموز الثورة التحريرية.
وكانت صورة بوحيرد، وسط المتظاهرين، الجمعة، من أكثر المشاهد تداولا عبر شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنيت، وكذا في وسائل إعلام محلية ودولية.
وعلق عليها الإعلامي الرياضي الجزائري الشهير حفيظ دراجي، على صفحته بموقع فيسبوك، بالقول "البطلة المجاهدة جميلة بوحيرد، في الصفوف الأولى مع أبناء شعبها اليوم. سيشهد التاريخ أنك شاركت في ثورتين عظيمتين؛ ثورة التحرير، وثورة استعادة الكرامة".
وخرجت، الجمعة، مظاهرات حاشدة في العاصمة الجزائرية وعدة محافظات أخرى، في الجمعة الثانية على التوالي، ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، لولاية خامسة في انتخابات، 18 أبريل/نيسان المقبل.
وفي شباط/ 10 فبراير الماضي، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، تلبية "لمناشدات أنصاره"، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على "إصلاحات عميقة" حال فوزه.
ومنذ ذلك الوقت تشهد البلاد حراكا شعبيا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية خامسة، وشاركت فيه عدة شرائح مهنية على غرار المحامين والصحفيين والطلبة.
اقرأ أيضا: ستراتفور: هل الانتخابات الرئاسية "بداية النهاية" في الجزائر؟
الحزب الحاكم بالجزائر يعلن ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة
حركة "حمس": ترشُّح بوتفليقة لولاية خامسة ليس في مصلحته
رئيس حكومة الجزائر يعلن ترشّح بوتفليقة لانتخابات الرئاسة