استقبل المستشفى الذي يعالج فيه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بمدينة جنيف السويسرية، منذ 4 آذار/ مارس الجاري آلاف المكالمات والرسائل النصية من جزائريين يسألون عن صحة رئيسهم، وغلب عليها طابع الطرافة.
ومنذ 24 شباط/ فبراير الماضي يرقد بوتفليقة بالمستشفى الجامعي في جنيف لإجراء "فحوصات طبية روتينية"، كما قالت الرئاسة الجزائرية سابقا في بيان.
والأربعاء، قال الناطق باسم مستشفيات جنيف الجامعية نيكولا دو سوسور لصحيفة "لودوفيني ليبيري" الفرنسية، إن محول الهاتف للمستشفى الجامعي بجنيف كان يتلقى ما معدله 3 آلاف مكالمة.
واستدرك دوسوسور: "لكن منذ يومين أصبح يستقبل الضعف والعدد الكبير للمتصلين من الجزائر".
ودشن نشطاء حملة للضغط على مستقبل المكالمات بالمستشفى الذي يعالج فيه الرئيس بوتفليقة لمعرفة حالته الصحية، وكذا إرسال رسائل بريدية للبريد الإلكتروني الخاص بالمستشفى الجامعي.
مجلة "جون أفريك"، قالت إن الحملة بدأت على سبيل المزاح لتبدأ في كسب الزخم، لافتة إلى أنها اتصلت بالمستشفى ليخبرها أحد مستقبلي الاتصالات أنهم تلقوا العشرات من المكالمات لمواطنين جزائريين.
ولا يؤكد المستشفى الجامعي وجود الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في مقراته، ويرفض مستقبلو المكالمات الإجابة عن حالة الرئيس الصحية أو التصريح بوجوده في المستشفى، حيث كانوا يردون على المكالمات التي تسألهم عن البحث عن اسم بوتفليقة في لائحة المرضى بالقول: "لا أرى اسم السيد بوتفليقة في سجل المرضى".
ونشر عدد من المواطنين على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، المحادثات الطريفة التي جمعتهم بموظفي استقبال المستشفى السويسري.
ونشر أحد النشطاء فيديو وهو يتصل بالمستشفى ويحادث مستقبلة المكالمات قائلا: "أتصل بكم من الجزائر للسؤال عن الرئيس بوتفليقة وأعتقد أنّكم تلقيتم مئات المكالمات".
فأجابت المستقبلة (وهي تضحك): "بل تلقينا الآلاف".
فقال الناشط: "لا أطلب منكم شهادة طبية أو السؤال عن أحوال الرئيس بوتفليقة، بل أشكركم على رحابة صدركم مع الجزائريين".
وتابع ساخرا: "إذا أردتم أن تصنعوا خيرا بالشعب الجزائري ما عليكم سوى توقيف الآلات التي تبقي بوتفليقة على قيد الحياة".
ناشط آخر أجرى اتصالا بدوره بالمستشفى وقال: "لقد أوصلنا أربع طلبيات بيتزا إلى الطابق الثامن (حيث يوجد بوتفليقة) لكن لم تدفعوا الحساب".
فيرد مستقبل المكالمة ضاحكا: "أنت تتحدث من الجزائر من أجل الرئيس بوتفليقة، الذي تعتقد أنّه متواجد في الطابق الثامن".
وأضاف: "لا أملك هذه المعلومة في جهاز الكومبيوتر".
فيجيبه المتصل: "موزع البيتزا طلبوا منه بيتزا خامسة" (ويقصد بها ترشح بوتفليقة لولاية خامسة).
وتابع المتصل: "إذا لم تدفعوا حساب أربع "بيتزات" (يقصد 4 ولايات) فلا توجد هناك خامسة (أي ولاية خامسة)".
ومن كثرة ضغط الاتصالات التي تسأل عن الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، توقف مستقبل المكالمات بالمستشىفى عن العمل، حيث تفاجأ المتصلون بالمجيب الآلي يقول: "من كثرة الضغط علينا لا نستطيع الإجابة على اتصالكم.. المستشفى الجامعي بجنيف من مهامه العلاج، ولا يمكنه الإفصاح عن هويات المرضى أو حالتهم الصحية.. نشكركم على تفهمكم".
المستشفى يعلق
وفي رد على تساؤلات المواطنين الجزائرين، قال المستشفى الجامعي بجنيف على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ردا على الرسائل الواردة، تذكر مستشفيات جامعة جنيف أن مهمتها الوحيدة هي معاملة أي شخص في حاجة، بغض النظر عن صفته.. (العاملون في المستشفى) لا يتواصلون أبداً حول الحالة الصحية لمرضاهم".
وأضاف: "يمكن للمريض فقط، أو الشخص المفوض من قبله، تقديم المعلومات. نشكركم على احترام الأخلاق والقيم العالمية التي يتشاطرها المعالجون".
وكان السفير الجزائري بفرنسا، عبد القادر مسدوة، قال خلال استضافته على القناة الإخبارية الفرنسية "سي نيوز" إن ترشح الرئيس الجزائري المنتهية ولايته، عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية خامسة، بمثابة "كفاح أخير يتمثل في تسليم المشعل للشباب"، مؤكدا أنه مازال حيا ويتمتع بعقل شاب عشريني.
اقرأ أيضا: سفير الجزائر بفرنسا: بوتفليقة حي ويتمتع بعقل شاب عشريني
الرباط تكشف موقفها من احتجاجات الجزائر الرافضة لبوتفليقة
الجزائريون يبدعون بالاحتجاجات رفضا للعهدة الخامسة (شاهد)
آلية تقدم بوتفليقة بأوراق ترشحه تثير جدلا قانونيا