توقفت صحيفة "التايمز" البريطانية عند ما وصفتها بالأزمة الأكبر والأخطر في تاريخ العلاقات بين تركيا وحلف "الناتو".
وكانت الصحيفة تتحدث عن قرار تركيا شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية المعروفة بـ"أس-400".
ووصفت الصحيفة في افتتاحيتها التي ترجمتها "عربي21"، تركيا، وهي الدولة العضو في حلف الناتو بأنها "الوكيل المفترض لبوتين"، مشيرة إلى أنها دولة عابرة للقارات تقع ما بين أوروبا وآسيا، وعادة ما توصف بأنها "جسر بين الشرق والغرب".
وتضيف؛ لكن تركيا في سلوكها الدبلوماسي تغير علاقتها مع الغرب وتحالفها الطويل معه.
وتخطط حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان لشراء النظام الصاروخي الروسي رغم سخط حلفائها في الناتو. وأخبر الجنرال كريتس سكراباروتي؛ قائد القوات الأمريكية في أوروبا الكونغرس في شهادة قدمها الأسبوع الماضي، أن الصفقة بين تركيا وروسيا ستعرض أمن الناتو للخطر. وقال إن أردوغان سيفعل خيرا لو تعرف للخطر وتجنب إمكانية فرض الولايات المتحدة عقوبات عليه.
وتواصل الصحيفة قائلة إن تقارب أردوغان مع موسكو يقوم بدعوة نظام بوتين لتقسيم حلف الأطلسي الذي خدم تركيا جيدا. وتضيف أن بوتين ليس مدفوعا إلى الصفقة بحسن النية، فهو يقوم بحملة طويلة من أجل عرقلة التضامن داخل الحلف، وسيكون الشعب التركي هو الخاسر.
وأكد الجنرال سكاباروتي أن النظام الصاروخي الروسي، لا يمكن دمجه في نظام الدفاعات الجوية التي يعمل عليها الناتو. وهو ما يطرح إمكانية استخدام النظام لملاحقة الطائرات التابعة للناتو، وبخاصة مقاتلات أف-35.
وحصلت تركيا على أول دفعة من مقاتلات أف-35 ، وتخطط لطلب 100 طائرة أخرى. وستكون الصفقة عرضة للخطر لو قامت الولايات المتحدة بمنع نقل الطائرات، إلا في حال التوصل إلى حل بالنسبة لنقل النظام الصاروخي الروسي إلى تركيا.
وتعلق الصحيفة بالقول، إن ميول أردوغان تجاه الكرملين يعد استراتيجية غريبة. فمن الناحية التاريخية تخشى تركيا من روسيا ولأسباب حقيقية. ويعود التحالف التركي مع الولايات المتحدة إلى عام 1946 عندما حاول ستالين السيطرة بقوة على مناطق من تركيا. ومنذ انضمام تركيا لحلف الناتو عام 1952، لم تتعرض العلاقة إلا لأزمات قليلة، خاصة بعد أحداث قبرص عام 1974، إلا أن الأزمة الحالية تعد الأكبر والأخطر كما تقول الصحيفة.
وتضيف أن الزعيم التركي يحوّل بلاده إلى حليف لا يمكن الوثوق به، وهي مقامرة ولأسباب تتعلق بالسياسة المحلية. فـأردوغان يواجه انتخابات محلية ويريد الظهور بمظهر الزعيم القوي. كما أن ميله نحو روسيا لا علاقة له بالسلاح بقدر ما يتعلق بسوريا. ولو استسلم للضغوط الأوروبية وتخلى عن المنظومة الصاروخية أس- 400، فسيطالب مقابل ذلك بتخلي الولايات المتحدة عن الأكراد السوريين.
وفي الوقت نفسه يستفيد بوتين من هذه الدبلوماسية الحرة. ويعرف عن بوتين أن لديه القدرة على شن هجوم ضد آخر معاقل المقاومة في إدلب. وفي أيلول/ سبتمبر اتفق بوتين وأردوغان على صفقة توقف الهجوم الروسي، دعما للنظام مقابل إخراج تركيا الجماعات المتشددة. ولو حدث الهجوم الآن، فإنه سيدفع معظم سكان المحافظة البالغ عددهم 3 ملايين نسمة نحو الحدود التركية. وتمثل إدلب صورة عن السياسة الواقعية التي يعمل من خلال بوتين على زرع الانقسام بين الولايات المتحدة وحلفائها. ولا علاقة لها برفاه تركيا. وبالطبع ستعيد روسيا تذكير أنقرة بإسقاط الطائرة الروسية في عام 2015.
وكان ترامب رافضا لأهمية الناتو، لكن التقارب الروسي- التركي ليس بالضرورة من عمل يده. فالتوتر بين أنقرة وواشنطن يغلي منذ سنوات. وجزء منه بسبب دعم الولايات المتحدة للأكراد في سوريا. ويعتقد أردوغان أن واشنطن قدمت دعما تكتيكيا للانقلاب ضده في عام 2016.
وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن تحول تركيا نحو السلاح الروسي يعد خطوة كبيرة، وسيضعف واحدا من أهم مبادئ الناتو، معايير المعدات والتدريب.
ويقول أردوغان إنه ربما اشترى صواريخ باتريوت، إلا أن تركيا لا تستطيع شراء النظامين، ولا يمكن الخلط بين أنظمة الأمن التي يوفرها الناتو، مشيرة إلى أن بوتين يريد توسيع الخلافات في "الناتو". ويجب عدم السماح له بالنجاح.
"التشيك" توضح موقفها من نشر صواريخ أمريكية على أراضيها
هذا شرط روسيا لقبول إنشاء تركيا منطقة آمنة شمال سوريا
الأمن التركي يوقف 52 مشتبها بانتمائهم لتنظيم الدولة