كشف مسؤول أفغاني كبير سابق، عن معلومات مثيرة عن الملا عمر، الزعيم السابق لحركة طالبان في أفغانستان، رافضا بعض المعلومات التي ذكرها كتاب تناول حياة الزعيم الروحي للحركة المسلحة، التي باتت أمريكا تجري مفاوضات معها.
وتناول رئيس المديرية الوطنية للأمن في أفغانستان السابق، رحمة الله نبيل، تفاصيل عن حياة الملا عمر، بعد أن تم تسليط الضوء عليها مؤخرا، رافضا بعض التفاصيل التي تم نشرها.
وتصريحات رحمة الله نبيل، التي ترجمتها "عربي21"، تأتي بعد نشر كتاب معنون بـ"البحث عن العدو"، أعده الصحفي الهولندي بيتي دام، يظهر أن زعيم طالبان كان يعيش كراهب افتراضي، على بعد مسافة قصيرة من قاعدة أمريكية في أفغانستان.
وعلى الرغم مما ورد في الكتاب، إلا أن نبيل رد بأن القائد المؤسس لطالبان الملا عمر، "لم يعش في أفغانستان بعد نيسان/ أبريل 2001".
اقرأ أيضا: تعرّف على المكان البسيط الذي عاش فيه الملا عمر (صور)
والكتاب المذكور، يتعارض في فحواه مع ما ذكره نبيل، إذ إنه أورد أن الملا عمر كان يعيش في أفغانستان قبل وفاته عام 2013.
"لم يعش بأفغانستان"
وقال نبيل وفق "TOLOnews"، إن الملا عمر كان في منطقة شاه والي كوت، في ولاية قندهار، لفترة قصيرة في عام 2001، ثم نُقل منها إلى كويتا في باكستان.
وأضاف أنه في عام 2011، عندما كان الملا عمر يعاني من مرض السكري، وأمراض في الكلى، كانت هناك بعض الأسباب الأخرى أيضا التي دفعته إلى أن ينتقل من كويتا إلى كراتشي.
زوجة الملا عمر
وكشف عن أن "الشخص الوحيد الذي كان يسمح له أن يزور الملا عمر هو زوجته الثانية أثناء تواجده في كراتشي. لا سيما أنه كان تحت مراقبة الجيش الباكستاني"، وفق قوله.
وقال نبيل إن زوجة الملا عمر، كانت تزوره من كويتا، لأجل رؤيته، وكانت أيضا تنقل بعض الرسائل الصوتية والرسائل النصية إليه.
وفاة الملا عمر
وقال نبيل إن الملا عمر توفي "بشكل غامض" في مدينة كراتشي الباكستانية في نيسان/ أبريل 2013، مضيفا أن "إدارة الأمن الوطني الأفغانية أصدرت خبر وفاة الملا عمر بعد ثلاثة أشهر من رحيله".
وكشف أنه "في البداية، علم أربعة من قادة طالبان بوفاة الملا عمر، أحدهم كان أختر منصور (الملا منصور)، ولم يكن يريد أن ينتشر خبر موت الملا عمر بين عناصر طالبان، وأراد بذلك الحفاظ على سلطة القيادة في الحركة".
نفي لصحة الكتاب وكاتبه يدافع
وبحسب الموقع ذاته، فإن الحكومة الأفغانية، سبق أن رفضت النتائج التي توصل إليها الكتاب الأخير عن حياة الملا عمر، لا سيما الأنباء التي تتحدث عن مكان وجوده.
ونفى كذلك رئيس جهاز الأمن الوطني السابق عمرو الله صالح، صحة المعلومات في الكتاب.
إلا أن الصحفي الهولندي بيتي دام، أصر على دقة معلوماته، مؤكدا للموقع ذاته، أنه تحدث مرارا وتكرارا مع حوالي 150 مصدرا في هذا الشأن.
اقرأ أيضا: الغارديان: هذا ما كشفه كتاب عن مخابئ ملا عمر الأخيرة
وأضاف: "حاولت التحدث إلى أكبر عدد ممكن من الناس. إجمالا، تحدثت إلى 150 شخصا، مضيفا أن "الجنود الأمريكيين يرتكبون أخطاء في قتال طالبان، وإنه من خلال إجراء الأبحاث التي قمت بها، أردت تقديم صورة دقيقة عن العدو، لمساعدة الغرب على معرفة عدوهم لقمع المتشددين".
وقال: "السبب الرئيس وراء رغبتي في كتابة الكتاب، هو فهم سبب ذهاب القوات الغربية إلى أفغانستان، وارتكاب الكثير من الأخطاء، وهم لا يعرفون أساسا كيفية التعامل مع العدو. لذلك كان هدفي هو تقديم المعلومات حول العدو، حتى يكون هناك نقاش أفضل حول من هم الذين يقاتلهم الأمريكيون".
وسبق أن أكدت طالبان المعلومات التي ذكرها دام في كتابه، إذ أصدرت لقطات لمنزل كان وفقا للحركة البيت الذي كان الملا عمر يعيش فيه. وأصرت الحركة على أن الملا عمر لم يغادر أفغانستان أبدا.
وكانت أمريكا تظن أن الزعيم الذي فقد إحدى عينيه، كان مختبئا في باكستان، لكن السيرة الجديدة للملا عمر بينت أنه كان يعيش على بعد حوالي 4 كيلومترات من قاعدة عمليات عسكرية أمريكية متقدمة في مسقط رأسه في ولاية زابل، إلى حين وفاته عام 2013.
وأمضى الصحفي دام خمس سنوات من الأبحاث من أجل كتابه، وقابل الحارس الشخصي لعمر، جبار عمري، الذي ساعده في الاختباء، وقام بحراسته بعد إسقاط نظام طالبان.
وبحسب الكتاب، فقد استمع عمر إلى نشرات أخبار شبكة "بي بي سي" بلغة البشتون في المساء، لكنه لم يعلّق إلا نادرا على الأحداث التي كانت تحصل في العالم الخارجي، حتى عندما علم بمقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
اختتام جولة مفاوضات بين واشنطن و"طالبان" دون اتفاق
مسؤول أفغاني يطرح الطريقة الأنجع لوقف الحرب مع طالبان
جنرال أمريكي: الوضع في أفغانستان لا يستدعي الانسحاب