أخطر ما صنعته سلطة أوسلو ضد الشعب الفلسطيني هو الاعتماد على الغير، بخاصة الأعداء، في توفير الرواتب، أي توفير جزء كبير من رغيف خبز الشعب بأموال مساعدات قدمتها أمريكا ودول أوروبية وعربية، وأموال مسؤولٌ الكيان الصهيوني عن جمعها. كان في ذلك ما ولد عقلية التسول والاعتماد على غير الذات في كسب لقمة العيش. أخذ الناس في فلسطين المحتلة 67 ينتظرون هبات الغير المالية وإحسانهم وصدقاتهم لتغطية نفقاتهم وتعليم أبنائهم.
إصرار على إذلال الشعب الفلسطيني
وبهذا ارتضى الناس لأنفسهم أن يكونوا أصحاب اليد السفلى، وهي يد مسلوبة الإرادة وعليها أن تنصاع لأوامر من يهب ويتصدق. فكان الكسل والشعور بالعجز هما عنوان مرحلة أوسلو، وفقد أغلب الناس الثقة بأنفسهم وقدراتهم، واستمرأوا الهوان وذل مد اليد. الشعوب الأبية لا تقبل مثل هذه الأوضاع، وكان من المفروض أن يتحرك الشعب الفلسطيني منذ البدء ضد القادة الذين مرغوا كرامتهم بالتراب. لكن المؤسف أن ما حصل في عهد السلطة لم يكن إلا امتدادا لسيرة منظمة التحرير التي طالما تبنت سياسة شراء الذمم بأموال تسولتها في الغالب.
ارتضى الناس لأنفسهم أن يكونوا أصحاب اليد السفلى، وهي يد مسلوبة الإرادة وعليها أن تنصاع لأوامر من يهب ويتصدق
شروط استقلال القرار الوطني
لا يكفي أن نبقى نطلق شعارا كاذبا اسمه القرار الوطني الفلسطيني المستقل، بل علينا أن نترجم ذلك واقعا. ومن السبل التي أراها أمامنا هي الاعتماد بقدر الإمكان على الاستثمارات التي أقامتها منظمة التحرير قديما والتي لم نعد نسمع عنها. المفروض فتح ملفات منظمة التحرير لنعرف مصير هذه الاستثمارات ومصير الأموال التي ترتبت عنها. وعلينا أن نستثمر أيضا في الأرض المحتلة 67 بخاصة في مجال الزراعة ومجالات السياحة والتي من المفروض أن تكون مدينة نابلس أحد عناوينها الرئيسية. وفي هذا المجال، علينا أن نفتح المجال للمستثمرين الفلسطينيين القادمين من الخارج، وأن نجنبهم ابتزازات الأجهزة الأمنية والرئاسة الفلسطينية.
من المعروف أن العديد من المستثمرين هربوا من الضفة وغزة لأن مؤسسات فلسطينية كانت تشترط الدخول معهم كشركاء بدون المساهمة في رأس المال. ثم علينا أن نبحث عن مساعدات لدى أثرياء فلسطينيين وهم منتشرون فعلا في أنحاء العالم. لكن علينا أن نقابلهم باحترام وليس بتكبر ونفس ثوري زائف، وأيضا قد نجد دولا عربية وإسلامية لديها الاستعداد للدعم بدون شروط.
أسوا ما يمكن فعله
أسوأ ما يمكن عمله هو العودة إلى الممارسات المستمرة على مدى سنين السلطة الفلسطينية وهي إثقال الناس بالضرائب الباهظة والرسوم المتصاعدة على معاملاتهم الرسمية. من خلال ممارسات السلطة المالية، يضطر الناس لدفع أتاوات وخاوات قضت على قدراتهم في استثمار ممتلكاتهم، وتوفير أموال من أجل النهوض بأوضاعهم الاقتصادية والمالية. وهنا لا بد من الإشارة إلى تطوير ظاهرة الزعران التي غزت الشوارع الفلسطينية وأشاعت الرعب والإرهاب والخوف في صفوف الناس.
مطلوب من الدكتور اشتية أن يقضي على ظاهرة الزعران علما أن أغلبهم يحملون سلاحا تحت سمع وبصر الاحتلال
حراك الجزائر وورطة الانقلابيين
هل غير لقاء أبوظبي مسار التسوية السياسية في ليبيا؟