كشف تقرير إسرائيلي أن الرقابة العسكرية الإسرائيلية على وسائل الإعلام زادت بنسبة متسارعة خلال العام المنصرم 2018، حيث قررت حظر نشر 363 خبرا صحفيا، وتدخلت في صياغة 2712 خبرا آخر منذ انتهاء حرب غزة الأخيرة في، وهي النسبة الأعلى في الصحافة الإسرائيلية منذ ثماني سنوات.
وقال حاغاي ميتر في تقريره المنشور على موقع "محادثة محلية"، وترجمته "عربي21" إن الحريات الصحفية في إسرائيل تشهد مستوى غير مسبوق من الضغط والمراقبة والحظر، ووفق المعطيات فإن عام 2018 وحده شهد تدخلا من الرقابة العسكرية في صياغة وتحرير 2712 خبرا صحفيا، وفي المتوسط منعت كليا نشر 363 خبرا".
وأضاف أنه "من خلال المقارنة، فإن المعطيات الرقمية تظهر أنه منذ العام 2011 لم تكن نسبة التدخل من الرقابة العسكرية بهذه الصورة، باستثناء عام 2014 حين اندلعت حرب غزة الأخيرة، مع العلم أنه في ذلك العام تدخلت الرقابة العسكرية الإسرائيلية في صياغة 3122 خبرا، وحظرت كليا نشر 597 خبرا صحفيا".
وأوضح أن "عام 2018 شهد حظر 92 خبرا بنسبة أكثر من عام 2017، فقد كان هناك تدخل في 625 خبرا وتقريرا صحفيا أكثر من السنة التي سبقتها، وبصورة إجمالية فقد منعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية نشر 2661 خبرا صحفيا بصورة نهائية، مع العلم أن ما ينظم عمل الرقابة العسكرية هو القوانين التي تلزم وسائل الإعلام الإسرائيلية بنقل كل خبر يتعلق بالأمن القومي لإسرائيل للرقابة العسكرية قبل نشره".
وأشار إلى أن "الأخبار الصحفية المتعلقة بالأمن القومي تشمل: العلاقات الخارجية، تجارة السلاح، الاعتقالات، وغيرها.. ويحق للرقابة العسكرية طلب إجراء تغيير أو حظر نشر، ولا يحق لوسائل الإعلام أن تذكر أن نشر هذه الأخبار قد تم، أو حظر من قبل الرقابة العسكرية، رغم أن هذا الأمر قد تكرر في السنوات الأخيرة".
اقرأ أيضا: أكبر مؤتمر أمني بإسرائيل يكشف ذعر الاحتلال من هجمات الهاكرز
وأكد أنه "في عام 2018 قدمت وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة إلى الرقابة العسكرية ما يقرب من 10938 خبرا صحفيا، في حين بلغ عدد الأخبار المقدمة للرقابة العسكرية عام 2017 قرابة 11035 خبرا، ويعود التراجع في عدد الأخبار المقدمة للرقابة العسكرية إلى الشعور السائد بالرقابة الذاتية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، لاسيما حين يتعلق الأمر بالقضايا الأمنية".
وأوضح أن "زيادة تدخل الرقابة العسكرية الإسرائيلية في وسائل الإعلام متعلق بزيادة التطورات الأمنية الخارجية، سواء حالة المواجهة مع إيران، والهجمات التي تشنها إسرائيل على قواعدها في لبنان وسوريا، أو تلك المتعلقة بالوحدة الاستخبارية الإسرائيلية التي تم كشفها في خانيونس جنوب قطاع غزة في تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، من قبل حماس، وأدت إلى اندلاع تصعيد عسكري واسع في القطاع".
وأشار إلى أن "الرقابة العسكرية الإسرائيلية شملت أيضا إصدار الكتب والمؤلفات، فمن بين 83 كتبا أرسلت للرقابة قبل طباعتها، تناولت شؤونا أمنية وعسكرية، فقد تدخلت الرقابة في 49 منها".