قالت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "
معسكرات الاعتقال في تشنجيانغ: ليست عار
الصين فقط"، إن أعدادا كبيرة من الإيغور والأقليات المسلمة الأخرى قيد الاحتجاز، مشيرة إلى أنه يجب على العالم التحدث.
وتشير الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، إلى أن باحثا أشار إلى قائمة طويلة من المعتقلين، الذين يضمون شخصيات عامة من فنانين وموسيقيين وباحثين ومتقاعدين وعمالا في الخدمة المدنية، فيما يعتقد أن هناك 1.5 مليون مسلم معتقلون في معسكرات الاعتقال في منطقة تنشيجانغ، دون توجيه تهم إليهم أو تقديمهم للمحاكمة، وقال الباحث إن عمليات القمع طالت كل عائلة إيغورية تقريبا.
وتلفت الصحيفة إلى أن الصين نفت في البداية وجود معسكرات الاعتقال، ووصفتها لاحقا بأنها مراكز للتعليم المهني تشبه المدارس الداخلية، مشيرة إلى أن أنه قبل انعقاد مؤتمر مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الأسبوع الماضي، قامت الحكومة الصينية بترتيب زيارة مبرمجة دعت فيها دبلوماسيين من دول اختارتها لعدد من "المراكز" مع الصحافيين، واستقبل المعتقلون الزوار بأغنية "لو كنت سعيدا وتعرف أنك سعيد فصفق".
وتورد الافتتاحية نقلا عن حكومة بكين، قولها إن هؤلاء هم طلاب يتلقون تعليما مجانيا ومسكنا وتدريبات مهنية ودروسا في اللغة الصينية والقانون.
وتستدرك الصحيفة بأن "هذا لا يفسر الأسلاك الشائكة ولا شراء الأسلحة الكاتمة أو عمليات التثقيف السياسي، أو الانتهاكات التي تصل إلى مستوى التعذيب، ويقال إن عددا من المعتقلين اعتقلوا بسبب اختيارهم آيات قرآنية في هواتفهم النقالة، أو إجراء مكالمات مع أهاليهم في الخارج، فيما هناك تقارير عن إخلاء سبيل عدد كبير منهم، لكن للإقامة الجبرية أو الأشغال الشاقة، لكن القمع ليس في المعسكرات فقط بل في المنطقة التي تتعرض لنظام رقابة وقمع صارم كلها".
وتنقل الافتتاحية عن الحكومة الصينية، قولها إن هذه الإجراءات ضرورية وفعالة من أجل مواجهة العنف، لافتة إلى قول مسؤول في وفد الحكومة لجنيف إن ما تبنته الحكومة أدى إلى تقليص الهجمات الإرهابية، وقال حاكم الإقليم، وهو أبرز مسؤول إيغوري، إن الأعداد ستتناقص، وربما اختفت المراكز يوما، (عندما لن يعود مجتمعنا بحاجة إليها)".
وتعلق الصحيفة قائلة إن "كلماته لا تمثل عزاء إلا لقلة من الإيغور، فأبناء الإقليم الذين يقيمون في الخارج بدأوا بالحديث علنا عن مأساة أهاليهم هناك، رغم ما يواجه عائلاتهم من مخاطر، وتم اعتقال الناشط والداعية لحقوق الإيغور البارز شيركجان بيلاش في كازاخستان، فيما يعتقد أنه بناء على ضغط من الحكومة الصينية".
وتقول الافتتاحية إن "الدول الإسلامية أبدت صمتا عما يجري للإيغور، رغم انتقاد الحكومة التركية في وقت متأخر المعسكرات، ووصفتها بأنها (مدعاة لعار الإنسانية)، فيما رفضت ماليزيا تسليم عشرة من الإيغور المعتقلين لديها، وتحدث أنور إبراهيم، الذي ينتظر تولي منصب رئاسة الوزراء، عن المعتقلات وشجبها".
اقرأ أيضا: تركيا: تعامل الصين مع أقلية الأويغور المسلمة "عار على الإنسانية"
وتنوه الصحيفة إلى أن "منظمة التعاون الإسلامي، المكونة من 57 دولة، بينها تركيا وماليزيا، أثنت في بيانها الختامي على جهود الصين (لتحسين أوضاع مواطنيها المسلمين)، هذه ليست نكتة قاتمة، بل هي دليل على زيادة قوة الصين السياسية والاقتصادية".
وتفيد الافتتاحية بأن "الولايات المتحدة زادت من نقدها وتحدثت عن تفكيرها باتخاذ إجراءات ضد الأفراد المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان، فيما كانت بريطانيا أول دولة تدعو في جنيف للإفراج عن المعتقلين دون تهم".
وتختم "الغارديان" افتتاحيتها بالقول إن "الأمم المتحدة طالبت بشكل متكرر بالسماح لمفوضتها لحقوق الإنسان ميشيل باشليت بزيارة المعسكرات، ويجب أن تكون هذه المطالب بقوة؛ لأن هذه المعسكرات ليست عار الصين فقط، بل عدم اهتمام العالم هو عار أيضا".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)