تعهدت رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماي، الاثنين، بكلمة وجهتها لوزراء في حكومتها بالرحيل عن الحكومة، في حالة وحيدة، موضحة ما هي.
وبحسب ما نقلته محطة "آي.تي.في" التلفزيونية البريطانية، فإن ماي تعهدت بالاستقالة إذا صوت مؤيدو الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست" لصالح الاتفاق مع بروكسل.
وسبق أن صوت مؤيدون للخروج من الاتحاد الأوروبي مرتين على خطتها، بالرفض، داخل البرلمان.
وكتب المحرر السياسي للمحطة روبرت بيستون: "قيل لي من مصدر موثوق، إن تيريزا ماي قالت لبوريس جونسون وليان دانكن سميث وستيف بيكر وجاكوب رييس-موغ وديفيد ديفيس وآخرين في تشيكرز إنها ستستقيل إذا صوتوا لصالح اتفاقها بما يشمل ترتيبات الحدود الخاصة بإيرلندا التي يرفضونها".
وأضاف بيتسون: "لكنها لم تذكر أي تفاصيل. لذلك ليست هناك ثقة كبيرة في أنها ستستقيل حقا".
حكومة مهددة
وسبق أن شهدت لندن مليونية، للمطالبة باستفتاء ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبي، ما يضغط بشكل أكبر على حكومة ماي.
وأجرت ماي الأحد، محادثات أزمة مع زملائها في حزب المحافظين، فيما تسعى إلى وضع خطة للأسبوع الحاسم في عملية بريكست، وسط تقارير تفيد بأن رئاستها للحكومة باتت مهددة.
والتقت ماي في مسكنها الريفي في شيركز بنواب الحزب المؤيدين لبريكست، ومن بينهم النائب النافذ جاكوب ريس-موغ ووزير الخارجية السابق بوريس جونسون، الذي يعد طامحا في خلافتها.
اقرأ أيضا: مليونية بلندن تدعو لاستفتاء جديد على "بريكست" (شاهد)
ويتعين على ماي اتخاذ قرار حول ما إذا كانت ستطلب من النواب التصويت مرة أخرى على اتفاق بريكست الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي والذي رفضه البرلمان مرتين.
وعقب أسبوع شهد فوضى عارمة، تنتشر تكهنات على نطاق واسع بأن المحافظين يستعدون لإجبار ماي على الاستقالة.
وقالت صحيفة "صنداي تايمز" الأحد إن ماي "تتعرض لانقلاب كامل"، حيث تم وضع خطط لكي يتولى نائبها ديفيد ليدينغتون دور رئيس حكومة تصريف أعمال.
وذكرت الصحيفة أنها تحدثت إلى 11 من كبار الوزراء الذين "أكدوا أنهم يريدون أن تفسح رئيسة الوزراء الطريق لشخص آخر"، وأنهم يعتزمون مواجهتها بذلك في اجتماع للحكومة الاثنين.
وعادة ما يجري مثل هذا الاجتماع أيام الثلاثاء، ولكن الحكومة أكدت أنه من المقرر أن يعقد الاجتماع الساعة العاشرة صباحا بالتوقيت المحلي، الاثنين.
من جهتها توقّعت صحيفة "ميل أون صندي" أن تتم تنحية ماي "خلال أيام"، وأن يتولى وزير البيئة المؤيد لبريكست مايكل غوف مهام رئيس الحكومة المؤقت.
إلا أن غوف وليدينغتون نفيا أي رغبة لهما في تولي رئاسة الوزراء.
وقال غوف: "ليس هذا هو الوقت المناسب لتغيير قبطان السفينة".
اقرأ أيضا: ماي توافق على عرض الاتحاد الأوروبي بشأن تأجيل بريكست
وانتقد وزير المالية فيليب هاموند الأحد من يخططون للإطاحة بماي، وأكد لشبكة "سكاي" البريطانية، أن "تغيير" رئيسة الحكومة "لا يحل المشاكل"، معتبرا أن السعي للإطاحة برئيسة الوزراء "في غير محلّه" في وقت تواجه فيه المملكة المتحدة في ملف بريكست أحد أكبر التحديات في تاريخها المعاصر.
ووصف بيان صادر عن مكتب رئيسة الوزراء اللقاءات في قصر تشيكرز مقر إقامتها الصيفي بأنها "محادثات مطولة مع زملاء رفيعي المستوى حول تنفيذ بريكست".
وتواجه ماي كذلك احتمال سيطرة النواب على إجراءات مجلس العموم، بهدف عقد سلسلة من ما تسمى "عمليات التصويت الدلالية" للكشف عن الدعم الموجود لخيارات أخرى بشأن بريكست.
ويأتي ذلك بعد أن حصلت ماي هذا الأسبوع خلال قمة الاتحاد الأوروبي على تأجيل بريكست لمدة ثلاثة أسابيع عن موعده في 29 آذار/ مارس للحصول على موافقة على اتفاق بريكست أو العثور على بديل آخر.
ويعاني البرلمان والحكومة البريطانيان من أزمة مستمرة منذ أشهر بسبب بريكست، حيث لم يتمكن النواب من اتخاذ قرار حول كيفية تنفيذ نتيجة استفتاء 2016 حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يعكس انقسامات مريرة في أنحاء البلاد.
ففي حال وافق البرلمان على اتفاق بريكست، فستخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 22 أيار/ مايو المقبل، بموجب الشروط التي توصلت إليها ماي مع الاتحاد الأوروبي العام الماضي.
مليونية بلندن تدعو لاستفتاء جديد على "بريكست" (شاهد)
لهذا لن يصوت البرلمان البريطاني مرة ثالثة على "بريكست"
"عموم" بريطانيا يؤيد تأجيل بريكست ويرفض إجراء استفتاء ثان