خصصت صحيفة "واشنطن بوست" افتتاحيتها، التي جاءت تحت عنوان "الضغط على السعودية بدأ أخيرا بالعمل، واصلوا الضغط"، للحديث عن الناشطات السعوديات المعتقلات.
وتبدأ الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، بالقول إن السعودية ربما تتنازل أمام الغضب الدولي المتزايد في ما يتعلق بالجرائم التي ارتكبتها قوات الأمن المرتبطة بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وتقول الصحيفة إن الحكومة السعودية أعلنت يوم الخميس عن إطلاق سراح ثلاث نساء معتقلات، وقالت منظمات حقوقية سعودية إن هناك إمكانية للإفراج عن ثماني نسوة أخريات في الأيام المقبلة.
وتعلق الافتتاحية قائلة: "لو كانت هذه هي الحال فإنها ستكون خطوة لإنهاء المعاناة عن هؤلاء الناشطات السلميات، لكنها تظل خطوة قاصرة وتنقصها المحاسبة التي تؤكد عدم تكرار بلطجية محمد بن سلمان للممارسات ذاتها".
وتشير الصحيفة إلى أن "عزيزة اليوسف وإيمان النجفان كانتا من بين الناشطات اللاتي اعتقلن في أيار/ مايو، وتم الإفراج عنهما بكفالة إلى جانب الباحثة الدينية رقية محارب، مع أن محاكمتهن مستمرة، فيما لا تزال في المعتقل الناشطة لجين الهذلول وهاتون أجواد الفاسي، بالإضافة إلى سمر البدوي ونسيمة السادة، اللتين لم تكونا ضمن اللاتي قدمن للمحاكمة، ولا تزالان معتقلتين دون توجيه تهم".
وتلفت الافتتاحية إلى أنه "بعد اعتقال الناشطات، اللواتي تم احتجازهن في أماكن مجهولة لعدة أشهر، وبناء على الشهادات التي قدمت أمام المحكمة فإنه اتضح أنهن تعرضن لتعذيب قاس، وقالت عائلة الهذلول إنها وغيرها من المعتقلات تعرضن لتعذيب شديد وصعقات كهربائية وإيهام بالغرق وتحرشات جنسية".
وتفيد الصحيفة بأن واحدة من المعتقلات، التي صدمت من المعاملة السيئة، حاولت الانتحار، فيما قامت الصحافة الحكومية ووزير الخارجية عادل الجبير ومحمد بن سلمان بالتشهير بهن ووصفهن بأنهن خائنات قبلن المال الأجنبي والقيام بعمليات تجسس.
وتنوه الافتتاحية إلى أنه عندما قدمن للمحاكمة الشهر الماضي تبين أن الاتهامات أضعف مما روجت له الحكومة، مشيرة إلى أنه بحسب منظمات حقوق الإنسان ومصادر أخرى، فإن الهذلول اتهمت بمحاولات التواصل مع منظمات حقوقية وصحافيين ودبلوماسيين أجانب، وتقديم طلب انتساب للحرفيين الشباب في الأمم المتحدة.
وترى الصحيفة أن "التراجع عن الاتهامات والتشهير الذي قام به ولي العهد والجبير يعكسان حقيقة أن محاكمة النساء التي شجبتها الأمم المتحدة وحكومات غربية أخرى ومجلس الشيوخ الأمريكي لا يمكن استمرارها".
وتقول الافتتاحية إن "العدالة البسيطة تقتضي الإفراج عن النساء المعتقلات وسحب التهم الموجهة إليهن كلها، ومع ذلك فإن هذا لن يحل المشكلة الرئيسية، خاصة أن ولي العهد يقود مؤسسة أمنية ارتكبت جرائم عدة، بما فيها قتل الصحافي جمال خاشقجي، وكان مهندس عملية قتل خاشقجي هو سعود القحطاني، الذي أشرف على عملية تعذيب لجين الهذلول وهددها بالاغتصاب والقتل".
وتجد الصحيفة أنه "مع ذلك فلم تتم محاسبة هذا المستشار المقرب من ولي العهد، فهو ليس من ضمن المعتقلين في جريمة القتل، فيما تحاول الحكومة التعتيم على تعذيب المعتقلات".
وتعتقد الافتتاحية أن "إنهاء الانتهاكات التي ارتكبها ابن سلمان أمر صعب، في ضوء الطريقة اللينة التي عاملت فيها إدارة دونالد ترامب ولي العهد، ولم تقل شيئا عن المعتقلات، إلا أن الضغط الذي برز من الكونغرس والحكومات الأوروبية أخيرا بدأ يترك أثره".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول إنه "من الواجب مواصلة الضغط حتى تتم محاسبة السعوديين المسؤولين عن الجريمة، وتفكيك النظام الذي ساعدهم على جرائمهم".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
FP: علاقة واشنطن مع الرياض بأسوأ مراحلها.. هل ينقذها ترامب؟
نيويورك تايمز: فرق التدخل السريع تعري ابن سلمان "المصلح"
واشنطن بوست: توبيخ الغرب للسعودية لن يغير مسارها