أغلقت السلطات
الموريتانية في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، جمعيين مقربتين من الإسلاميين،
وذلك ضمن مسلسل إغلاق الجمعيات القريبة من الإسلاميين الذي بدأ في موريتانيا منذ أيلول/
سبتمبر الماضي.
وأغلقت السلطات مساء
الأربعاء جمعية "يدا بيد" التي تنشط في المجال الاجتماعي والثقافي، وكلك
جمعية "الإصلاح الثقافية".
وقد وصل أفراد من
الشرطة إلى مقرات الجمعيتين في العاصمة نواكشوط وطلبوا من الحاضرين إخلاء المقرات
وقاموا بإغلاقها، فيما لم تعلن السلطات مبررا لإغلاق الجمعيتين.
وجاء إغلاق جمعية
"يدا بيدا" قبل ساعات من موعد تنظيم مؤتمر "الأخوة السادس"
وهو مؤتمر دأبت الجمعية على تنظيمه سنويا بهدف تعزيز الوحدة الوطنية بين مكونات
الشعب الموريتاني.
وقبل أسابيع أغلقت
السلطات الموريتانية أيضا "جمعية الخير" وهي أكبر الجمعيات المقربة من
الإسلاميين في موريتانيا والتي كانت تنشط في مجال كفالة الأيتام وتقديم المساعدات
للفقراء وتجهيز المنشآت الصحية.
وسبتمبر الماضي أقدمت
السلطات الموريتانية أيضا على إغلاق
"مركز تكوين العلماء بموريتانيا" و"جامعة عبد الله بن ياسين"
ويرأس المؤسستين العلامة الموريتاني وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ محمد
الحسن ولد الددو.
رفض واسع
وقوبل إغلاق السلطات
الموريتانية لجمعيات الإسلاميين برفض واسع، إذ عبر عدد من السياسيين والبرلمانيين
والإعلاميين عن رفضهم لقرار إغلاق الجمعيات محذرين من تبعاته.
واعتبر النائب في البرلمان
الموريتاني الصوفي ولد الشيباني أن
"إغلاق المراكز التعليمية والجمعيات الخيرية والدعوية والثقافية الجادة
العاملة في مجال نشر العلم والثقافة وخدمة المحتاجين وكفالة الأيتام وإرساء
التعايش والانسجام وتكريس الإخوة بين مكونات المجتمع إجراءات تعسفية ظالمة لا
تستند إلى أي مبرر لا قانوني ولا مصلحي. وحتى السلطات التي أقدمت على هذه الإجراءات
الظالمة لم تستطع تقديم أي أدلة تبرر تصرفاتها".
وأضاف في تدوينة عبر
حسابه على فيسبوك: "إنها الاستهانة بمصالح المجتمع وازدراء الرأي العام
وممارسة هوية تصفية الحسابات لا أكثر، لكن بأي منطق نبيح لأنفسنا تعطيل مصالح
الغير وتدمير مستقبله ووقف جهود نشر الخير والمعرفة والدعوة والإخوة؟ إنه التعسف
الصارخ والظلم البين وعاقبة الظلم لا شك وخيمة".
وكتب النائب في
البرلمان محمد الأمين ولد سيدي مولود على صحفته في فيسبوك أيضا: "إغلاق جمعية
الإصلاح فتح للمجال أمام جمعية الإفساد ومشتقاتها #الخاتمة الرديئة".
أما الباحث الموريتاني
محمد الأمين ولد محمد المصطفى فعلق على إغلاق للجمعيات بالقول:" من يحمل قبس
الإيمان، ونور العلم ومشروع الإصلاح والإخاء والدعوة الوسطية الشاملة، لن تثنيه شطحات متشبث بالكرسي عاض على
الجهل بالنواجذ".
وتابع: "حققت
جمعية (يدا بيد) خلال العقد الماضي ما عجز المستبدون بأمر البلد عنه، فغرست بذور
الأخوة، وجعلت مكان الكراهية الود، وجسدت مشروع التعايش والمواطنة،. كانت مواسم
الأخوة التي تنظمها الجمعية نفحات يتعرض لها الناس فتنفحهم بمعاني الإيمان
والتعاون والتعاضد، ثم جاءت يد الاستبداد الظالمة لتقطع عن الناس هذا المنبع العذب
والمعين الصافي، تبت يد الاستبداد وتب المستبدون".
أما الإعلامي أحمد ولد
الوديعة فكتب على صفحته في فيسبوك: "حين أستعيد صورة مئات الشباب من مختلف
المكونات الذين غرست فيهم جمعية يدا بيد قيم الأخوة والمحبة والاعتزاز بالتنوع،
وحين استشعر ما أعرف فيهم من شوق وتلهف لموعد ملتقاهم السنوي الذي يحترقون شوقا
إليه يتطارحون فيه مشاعر وطنية وإسلامية نقية صافية.
حين أستعيد تلك
الصورة، واستحضر تلك المشاعر، وافتح عيني على سيارة شرطة تسد الأبواب الموصلة لحيث
كانت توضع اللمسات الأخيرة على الموسم السادس، لحيث أودع هؤلاء الشباب أحلامهم في
تشييد نموذج مجتمع العدل والأخوة والمساوة، حينها أشعر بحالة حزن وأسى ليس على
الجمعية وقيمها فتاريخ الأفكار يقول إن محاولات حجبها بالقمع تنتمي لمراهنات حجب
الشمس بغربال، إنما أحزن لحال شعب ما زال راض بالعيش في كنف أنظمة تعتبر حرياته
وخياراته منة ومنحة، بله سلعة تباع بثمن بخس في أسواق الليكود العربي، وسفهاء
الأعراب الأغنياء الأغبياء.
لا تدوم حالة الحزن
تلك، ولا تصمد حين التدقيق في نظرات الأمل التي تشع من وجوه وعيون المشاركين
والمشاركين في سجل عطاء الجمعية الثر".
حملة مبكرة للانتخابات الرئاسية الموريتانية والمعارضة تحذر