كشف مسؤول يمني عن حسم القوى السياسية الممثلة في مجلس النواب (الغرفة الأولى للبرلمان) مسألة هيئة رئاسة المجلس الجديدة، الذي من المقرر أن يعاود الانعقاد شرق البلاد في اليومين القادمين.
وقال وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، محمد مقبل الحميري، إن الكتل البرلمانية تواقفت على أن تتشكل هيئة رئاسة مجلس النواب من سلطان البركاني رئيسا، ومن ثلاثة نواب له.
وأضاف الحميري في منشور له بموقع "فيسبوك"، مساء الثلاثاء، أن النواب الثلاثة لرئيس المجلس هم "محمد الشدادي وعبد العزيز جباري ومحسن باصرة"، مؤكدا أن إجراءات الانتخاب ستتم وفقا للدستور واللائحة، في إشارة إلى اللائحة المنظمة للبرلمان في اختيار رئاسته.
اجتماع مع هادي
فيما أفاد مصدر ثان مسؤول بأن عملية التوافق جرت في اجتماعات عقدت مع الرئيس عبدربه منصور هادي، خلال يومي الاثنين والثلاثاء.
وقال المصدر لـ"عربي21"، مفضلا عدم ذكر اسمه، إن الرئيس هادي اجتمع مع قيادات الأحزاب ورؤساء الكتل التابعة لها في البرلمان؛ لحسم اختيار الهيئة الجديدة له، حتى رست عملية التوافق على هذه الأسماء.
كما أضاف أنه ربما يتم إرجاء عقد جلسة البرلمان في مدينة سيئون، عاصمة وادي حضرموت، يوما آخر، لاستكمال الترتيبات النهائية لذلك.
وكان المقرر أن يعقد المجلس جلسته يوم الأربعاء، إلا أن المصدر رجح أن يتم تأجيلها حتى يوم الخميس.
وتكتسب هذه الجلسة، التي تعقد للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل أربعة أعوام، أهمية كبرى، كونها ستقوم بانتخاب رئيس جديد للمجلس، خلفا لرئيسه الحالي "يحيى الراعي" الموجود في صنعاء، ويقوم بإدارة جلسات للنواب الموالين للحوثيين وجناح حزب المؤتمر المتحالف معهم.
أقرأ أيضا: السعودية تلقي بثقلها لانعقاد مجلس النواب اليمني.. لماذا؟
لمحة عن الرئاسة الجديدة
وسلطان البركاني، الذي تم التوافق على أن يكون رئيسا للمجلس، هو قيادي بارز في حزب المؤتمر الشعبي العام، ورئيس كتلته البرلمانية بالمجلس، وهو من القيادات التي غادرت صنعاء، بعد اجتياحها من قبل الحوثيين بدعم من زعيم الحزب الراحل، علي عبدالله صالح.
أما عبد العزيز جباري، فهو سياسي ناقد، وسبق أن استقال من حزب المؤتمر، عقب مجزرة "جمعة الكرامة" ضد شباب ثورة 11 فبراير في صنعاء في العام 2011، ليشكل بعد مع قيادات أخرى حزبا جديدا اسمه "العدالة والبناء"، حيث يشغل حاليا أمينه العام.
كما يعد جباري من الأصوات البارزة التي انتقدت علاقة التحالف بالحكومة الشرعية، وهو أول من أبدى معارضة لسياسات ومواقف دولة الإمارات، ثاني أكبر دولة في التحالف الذي تقوده السعودية، قبل أن يقدم استقالته من منصبيه كنائب رئيس الوزراء وزير الخدمة المدنية في آذار/ مارس 2018.
أما محمد الشدادي، فهو أحد القيادات المقربة من الرئيس هادي، كونه ينتمي لمحافظة أبين، مسقط رأسهما، وما زال يحتفظ بموقعه نائبا لرئيس البرلمان.
فيما برزت شخصية السياسي محسن باصرة، القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي اختير في هيئة الرئاسة للمجلس، وهو من أبناء محافظة حضرموت التي تحتضن الجلسة الأولى للبرلمان خارج مقره المعتاد في صنعاء القابعة تحت سيطرة الحوثيين.
وتلقي الرياض بثقلها لانعقاد مجلس النواب اليمني، حيث تشرف حاليا على التحضيرات لعقد هذه الجلسة من خلال التنسيق مع أعضائه بما يحقق النصاب القانوني لنجاح الجلسة.
اقرأ أيضا: ترتيبات حقيقية لانعقاد برلمان اليمن.. وهذه جهود السعودية
وكانت السعودية قد دفعت في الأيام الثلاثة الماضية بلواء عسكري بكامل عتاده الحربي من بينها منظومة دفاع جوي "باتريوت"، تم نصبها في محيط مقر انعقاد البرلمان في سيئون، وذلك بحضور الرئيس اليمني، الذي دفع أيضا بقوات من أولوية الحماية الرئاسية إلى تلك المدينة الصحراوية.