مددت السلطات
الأردنية سجن أحد أبرز منظري التيار السلفي الجهاد في الأردن على خلفية انتقادات
حادة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان عبر رسالة بعث بها إلى مدير السجن.
وجاء قرار السلطات
القضائية تمديد توقيف عبد شحادة الطحاوي مدة 14 يوما ووجهت له تهمة تعكير صفوة علاقات مع دول شقيقة، بسبب رسالة تضمنت أبيات شعر هاجم فيها ابن سلمان على خلفية
مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي قتل في 2 تشرين أول/أكتوبر 2018 في قنصلية بلاده
في إسطنبول على يد مسؤولين سعوديين.
وكانت محكمة أمن
الدولة الأردنية قررت سجن الطحاوي في منتصف يناير 9 أعوام بعد إدانته بتهمة
"التحريض على مناهضة نظام الحكم" خلال أحداث وقعت عام 2011، وكان من
المتوقع الافراج عن الطحاوي في شهر نيسان\ابريل الحالي، إلا أن السلطات الأردنية
قررت تمديد توقيفه 14 يوما على ذمة التحقيق في قضية "تعكير صفوة علاقات مع
دول شقيقة" .
ويبين عبد الله نجل
الطحاوي في حديث لـ"عربي21" أن والده يعاني من حالة صحية سيئة، ولا
يستطيع الحركة إلا على كرسي متحرك، مطالبا بتوفير رعاية صحية عاجلة له داخل زنزانته
الانفرادية التي يمكث فيها منذ خمس سنوات.
ويعاني الطحاوي
الذي يبلغ من العمر 64 عاما من أمراض مزمنة، كالسكري والضغط، وأمضى في السجن ما
يقرب من سبع سنوات، منها 3 في الحبس الانفرادي دون عرضه على محاكمة، كما يقول ابنه
عبد الله.
من هو الطحاوي؟
وبرز اسم
الأردني عبد القادر شحادة الملقب بـ(أبي محمد الطحاوي)، في سماء الشخصيات الجهادية
في تسعينيات القرن الماضي، ليصبح فيما بعد أحد أهم منظري التيار السلفي الجهادي
الأردني، ورقما صعبا في معادلة شطرت التيار نصفين بين "الدولة"
و"جبهة النصرة".
عمل الطحاوي
مدرسا للتربية الإسلامية في المملكة العربية السعودية في الثمانينيات، وتأثر كثيرا
في وقتها بكتابات الشيخ عبد الرحمن الدوسري (أحد أبرز شيوخ السلفية في السعودية)،
لتسفّره السلطات السعودية هو عائلته في بداية التسعينيات إلى الأردن؛ بسبب ما
يحمله من فكر سلفي "لا يرضي آل سعود" كما يقول صديق مقرب منه.
إقرأ أيضا: الحكم على الجهادي الأردني "الطحاوي" بالسجن 9 سنوات
واستقر الطحاوي
في عام 1990 في الأردن، ليتوجه فيما بعد إلى "الجهاد في أفغانستان" التي
أمضى فيها عامين كاملين ليعود مجددا إلى مسقط رأسه مدينة إربد (شمال العاصمة
عمان)، ويبدأ بنشر الفكر السلفي الجهادي برفقة أبي مصعب الزرقاوي وأبي محمد
المقدسي في فترة وصفها الكاتب المتخصص بشؤون الجماعات الإسلامية، محمد أبو رمان
بــ“الفترة الذهبية لصعود التيار الجهادي الأردني”؛ لأسباب اقتصادية واجتماعية.
قاد الطحاوي
التيار السلفي الجهادي الأردني إلى انعطافات مهمة بعد الربيع العربي، وشكل تحت
وطأة المسيرات التي اجتاحت مدن وقرى المملكة عام 2011 "حراكا سلفيا
جهاديا"، لينخرط ضمن الأصوات المطالبة بالتغيير، رافعا شعار "الشعب يريد
تحكيم القرآن"، والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من أبناء التيار.
الحراك خلق له
أعداء من أبناء التيار رفضوا الانخراط في المسيرات باعتبارها "ضربا من
الكفر"، ما أحدث انقساما في صفوف التيار، وصلت إلى تكفير الطحاوي ومن شارك في
المسيرات على يد عمر مهدي زيدان المكنى بأبي المنذر، الذي أعلن تنظيم الدولة مقتله
في أبريل/ نيسان 2017 في رسالة تهديد موجهة إلى الأردن تحت اسم "إصدار بما
يسوؤهم".
ودافع الطحاوي
في حينها عن الاعتصامات في حديث سابق، معتبرا أن "هذه الوسائل مشروعة،
استنادا لما قاله علماء في أن الأصل فيها الإباحة ما لم يرد نص فيها يحرمها، كما
أن هذه الوسائل تتوافق إلى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام وقاتلوا المشركين
باللسان والسنان".
استمر الطحاوي
وأنصاره بتنفيذ الاعتصامات، ليشكل اعتصام مدينة الزرقاء في نيسان/ أبريل 2011 نقطة
مفصلية في مصير التيار، بعد أن اشتبك أعضاء التيار مع الأجهزة الأمنية الأردنية
التي فضت تجمعهم بالقوة واعتقلت المشاركين.
التحول الكبير
في حياة الطحاوي جاء بعد بروز تنظيم الدولة في سوريا والعراق، ليعلن من سجنه
(الموقر 2) مبايعة التنظيم في عام 2014 ومهاجمة أبي محمد المقدسي وأبي قتادة، خلال
رسالة سربها لوسائل الإعلام، معلنا عن ولادة جسم بديل للتيار في رسالته يحمل اسم
"أبناء دعوة التوحيد والجهاد"، الأمر الذي زاد التيار انقساما بين تنظيم
الدولة وجبهة النصرة.
وقال الطحاوي في
رسالته: "الدولة الإسلامية ليست فقاعة كما يقولون والتحالف الدولي حرب على
الله ورسوله".
زادت هذه
الرسالة –بحسب صديق مقرب سُجن مع الطحاوي- من إصرار السلطات الأردنية على عدم
الإفراج عن الطحاوي الطاعن بالسن رغم حالته الصحية السيئة والأمراض المزمنة التي
يعاني منها.
دروز الجولان يهاجمون ترامب لاعترافه بـ"سيادة إسرائيل" للهضبة
مصدر أردني يعلق على خبر رفض طلب بحظر حماس والإخوان
"مجتهد" يكشف شخصيات "مغمورة" ومهمة بدائرة ابن سلمان