بعد زيارة مدير مكتبه.. هل أعلنت روسيا رسميا دعمها لحفتر؟

أثارت زيارة مدير مكتب اللواء الليبي، خليفة حفتر إلى روسيا في هذا التوقيت، ردود فعل وتساؤلات عن دور روسي في الهجوم الذي تشنه قوات "حفتر" الآن على العاصمة "طرابلس"، وما إذا كانت موسكو قد قطعت علاقتها نهائيا مع حكومة الوفاق.

ويزور مدير مكتب "حفتر"، خيري التميمي العاصمة الروسية موسكو، ويشارك في مؤتمر حول "الأمن الدولي" ينظمه الجيش الروسي، ما اعتبره البعض إعلانا رسميا من قبل روسيا بدعمها لحفتر وعدوانه على العاصمة.

"دور مخادع"

وأثار الاهتمام من قبل وزارة الدفاع الروسية بزيارة "التميمي" وتنسيق عدة لقاءات تلفزيونية معه ومنها القناة الروسية الرسمية، ردود فعل حول دور متناقض من قبل "موسكو" التي تعلن "إعلاميا" تأييدها للحل السياسي في ليبيا، وفي السر تدعم "حفتر" بل وتمده بالسلاح، وفق عدة تقارير.

في حين، نقلت وكالة "اسوشيتد برس" الأمريكية، أن "دبلوماسيا روسيا بارزا دعا أمس الأربعاء، قوات "حفتر" لوقف إطلاق النار ووقف تقدمه نحو "طرابلس"، وأن هذه المطالبة جاءت بالتزامن مع زيارة مسؤول كبير من القيادة العامة (قوات حفتر) موسكو"، وفق الوكالة.

لكن روسيا استغلت عضويتها الدائمة في مجلس الأمن، ومنعت قرارا كان يدين "حفتر" وعدوانه على "طرابلس"، ما يؤكد تقاربها مع الأخير رغم زعمها أنها تتواصل مع جميع الأطراف الليبية ومنهم حكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

اقرأ أيضا: ممثل لحفتر يصل موسكو وسلامة يجري اتصالات لوقف القتال

تصريحات "غامضة"

وفي حضور مدير مكتب "حفتر"، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أنه "لا يوجد بديل للتسوية السياسية من خلال الحوار الوطني الذي يشمل جميع القوى العرقية والدينية والسياسية في ليبيا، لكنه أشار إلى أن من أسماهم "الإرهابيين" في ليبيا يحاولون التوسع إلى الدول المجاورة"، دون تفاصيل.

وطرحت زيارة "التميمي" ومشاركته لمؤتمر برعاية الجيش الروسي، تساؤلات من قبيل: هل أعلنت روسيا رسميا دعمها لـ"حفتر"؟ وكيف سترد حكومة الوفاق والمجتمع الدولي على الأمر؟

"مساومة أمريكا"

من جهته، رأى الصحفي الليبي من "طرابلس"، محمد الشامي أنه "إذا ما صح حضور مدير مكتب "حفتر" للمؤتمر الأمني في موسكو، فهذا يؤكد شكوك الرأي العام هنا بأن الضوء الأخضر تحصل عليه الأخير من روسيا وفرنسا وبدعم مالي من السعودية واستخباراتي من الإمارات ولوجستي من مصر".

وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أنه "من الواضح دعم موسكو لحفتر سواء من خلال استعمال حق "الفيتو" في مجلس الأمن لرفض مقترح بريطانيا بوقف إطلاق النار واتهام حفتر بتقويض الحوار أو أي أمور أخرى، أما ظهور الدعم علنا فهو "مساومة" لأمريكا بورقة ليبيا في ملفات أخرى مثل سوريا واليمن والسودان"، وفق كلامه.

غطاء ودعم صريح

وقال الباحث السياسي الليبي، علي أبو زيد، إن "هذه الزيارة في هذا التوقيت هي مؤشر واضح على أن "موسكو" لازالت تربطها علاقات وثيقة وتعاون صريح مع "حفتر" ومشروعه، وفي حضور مدير مكتب الأخير لهذا المؤتمر تأكيد على أن ممارسات روسيا تناقض تصريحات مسؤوليها".

اقرأ أيضا: روسيا تنفي دعم حفتر.. ومجلس الأمن يجتمع لبحث التطورات

وتابع في حديثه لـ"عربي21": "كما يؤكد أن دعم موسكو للعملية السياسية ما هو إلا غطاء لممارسات تخالف قرارات أممية، ومن غير المستبعد أن يتم على هامش المؤتمر تقديم مزيد من الدعم والتعاون لحفتر وقواته من قبل النظام الروسي لاستكمال مشروعه".

وبخصوص رد فعل حكومة الوفاق، قال أبو زيد: "أعتقد أنه صار لزاما على الحكومة التخلي عن اللغة الناعمة مع مثل هذه الممارسات وضرورة انتهاج التصعيد الدبلوماسي بداية من الاستهجان والشجب وحتى سحب السفراء"، كما رأى.