نفت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، السبت، شائعات حول تسلمها شحنات أسلحة من تركيا.
وقال المتحدث باسم الحكومة مهند يونس، خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة طرابلس، إن "حكومة الوفاق تنفي شائعات تتداولها وسائل إعلام داعمة للمجرم حفتر عن تسلمها شحنات أسلحة من تركيا".
وتشهد طرابلس معارك عسكرية منذ 4 أبريل/ نيسان الماضي إثر هجوم يقوده اللواء المتقاعد خليفة حفتر قائد الجيش في الشرق الليبي.
وتعرضت كتيبة تابعة لقوات حفتر، بالجنوب الليبي، اليوم السبت، ضربة موجعة أسفرت عن مقتل عدة جنود وجرح العشرات.
واتهمت غرفة عمليات "الكرامة" التابعة لحفتر، حكومة الوفاق الليبية بعلاقتها بالهجوم، الذي أعلن تنظيم الدولة في وقت لاحق مسؤوليته عن ذلك الهجوم.
اقرأ أيضا: معارك طرابلس تتواصل.. ومقتل 9 يتبعون لحفتر في سبها
ومن جانبها تساءلت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، في بيان أصدرته السبت، عن الإرهاب الذي يدعي حفتر محاربته، في العاصمة طرابلس، بينما يوجد في سجون طرابلس أكثر من خمسمائة عنصر إرهابي منتم لتنظيم الدولة، ضبطوا من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للوفاق وقوات البنيان المرصوص.
وأوضح البيان، أن حفتر هاجم العاصمة طرابلس بدعوى تحريرها من المليشيات، في حين أن قواته تتكون من عناصر مليشياوية من بينها المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية محمود الورفلي، والمتهمون في قضايا قتل جماعي في مدينة ترهونة، جنوب شرق طرابلس، محسن ومحمد وعبد العظيم الكاني، والمتهم بقتل الأسرى فوزي المنصوري، وكتيبة سبل السلام التي تسير رحلات صحراوية للهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، حسب ما جاء في تقرير مجلس الأمن الدولي.
وأكد البيان، أن قوات حفتر تفرض عدم التنقل والحركة في مدينتي غريان وترهونة، اللتين تحولتا إلى قواعد عسكرية لهجومه، وتوقفت فيها حياة المواطنين.
وأشار البيان، إلى أنها ضبطت عنصرين خطيرين منتمين لتنظيم الدولة استغلا أوضاع الحرب وحاولا القيام بأعمال إرهابية يجري التحقيق فيها، إضافة إلى ضبط بعض العناصر الإجرامية وتأمينها للمدن الخاضعة لسيطرة قوات حكومة الوفاق الوطني، وللمظاهرات السلمية المنددة بقوات حفتر المهاجمة لطرابلس.
وثمنت وزارة الداخلية، بحسب البيان، ما وصفته بوعي المواطنين، الذي بدأ يزداد يوما بعد يوم تجاه حرب اللواء المتقاعد خليفة حفتر على العاصمة الليبية طرابلس.
اقرأ أيضا: ذا هيل: حفتر لم يعد جزءا من الحل وحملته العسكرية فاشلة
بدوره، حمّل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي، السبت، اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مسؤولية عودة تنظيم الدولة لنشاطه الإرهابي، بعد أن نجحت حكومة الوفاق الوطني في القضاء عليه وملاحقة خلاياه النائمة.
وقال المجلس في معرض تعليقه على الهجوم المسلح الذي استهدف مركز تدريب بمدينة سبها جنوب ليبيا، إنه حذر مرارا من أن المستفيد من عدوان حفتر على طرابلس هو التنظيمات الإرهابية، وأنه سيوفر لها المناخ الملائم لاستعادة نشاطها.
وأكد المجلس الرئاسي أن حفتر وقواته تركا الجنوب الليبي في فوضى، بعد زعمهما أن الحرب فيه كانت من أجل القضاء على الإرهاب، مثلما يزعم الآن في حربه على العاصمة طرابلس.
وأوضح الرئاسي الليبي أن حفتر زج بقواته في حرب خاسرة، وخلق بشهوته في السلطة واستهانته بأرواح الليبيين فوضى في كل أنحاء البلاد.
وقال البيان، إن المجتمع الدولي إذا ظل صامتا تجاه ما يقوم به حفتر، فإنه مشارك في تمدد هذه الجماعات مجددا داخل ليبيا، بعد أن تمكنت حكومة الوفاق من القضاء عليه، وما تبع ذلك من جهود في تعقب خلاياه النائمة.
طمع حفتر
من جانبه، أكد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أن طمع اللواء المتقاعد خليفة حفتر في السلطة، تسبب في إفشال كل المحاولات لتأمين المنطقة، مؤكدا أن الذي فاقم الأمر هو عدوانه على مدينة طرابلس، الذي أدى إلى فراغ أمني كبير ساهم في زيادة انتشار العناصر الإرهابية.
ودعا الأعلى للدولة، في بيان، كافة الجهات ذات العلاقة إلى توحيد الجهود، لأجل القبض على هؤلاء المجرمين، ووضع خطة شاملة يفرض من خلالها الأمن في المنطقة.
وفي السياق ذاته، أعلنت مصادر محلية ليبية، فرار قرابة 200 سجين، السبت، جراء هجوم مسلح استهدف معسكرا للتدريب يضم سجنًا في مدينة سبها (جنوب)، وخلّف قتلى.
وقال عميد بلدية سبها، حامد الخيالي، وفقا للأناضول، إن بين الفارين عناصر تابعة لتنظيم الدولة سبق أن ألقي القبض عليهم بالمناطق الجنوبية.
وأشار الخيالي أن الهدف من الهجوم على معسكر التدريب والسجن "ربما يكون إخراج تلك العناصر الإرهابية"، فيما لم يذكر بالتحديد عدد العناصر التي فرت.
كان خبراء حذروا من أن تنظيم الدولة يمكن أن يزيد قوته وخطورته في ليبيا عبر الاستفادة من بيئة الفوضى التي يعيشها هذا البلد.
الصحة العالمية: 400 قتيل في طرابلس خلال شهر من هجوم حفتر
مقاتلات حكومة الوفاق تقصف معسكرين لحفتر جنوبي طرابلس
الرئاسي الليبي: هجوم حفتر يأتي خدمة لنزواته التسلطية