اتهم الأمن المغربي صحيفة "CUATRO TV" (القناة الرابعة) الإسبانية، بدفع أموال لشاب مغربي من أجل الظهور في برنامج لها، معلنا أنه "إسكوبار" المغرب، وأن حجم تجارته يفوق 180 ألف يورو شهريا، ادعى فيه أنه محصن ضد المتابعات الأمنية والقضائية ليتم اعتقال شخصين على ذمة القضية فيما بعد.
الشخص الموقوف بحسب شهادات معروف بكونه بلطجي يساهم في قمع الوقفات والأنشطة الحقوقية التي تعرفها طنجة شمال المغرب، كان آخرها مشاركته في قمع وقفة أسر معتقلي حراك الريف الشهر الماضي.
توقيف "إسكوبار" مزور
وقالت المديرية العامة للأمن الوطني، في بلاغ لها: "مكن إجراءات البحث المنجز في إطار هذه القضية من تشخيص هوية (البارون) المزعوم، والذي اتضح أنه حارس عرضي في مرآب للسيارات".
وأضاف البلاغ أن "إدلاءه بتلك التصريحات الكاذبة كان بإيعاز وتحريض من الطاقم الصحفي الإسباني، الذي أوهمه بأن الأمر يتعلق بتصوير فيلم سينمائي يتناول حياة مهرب للمخدرات، وذلك مقابل مبلغ مالي قدره 2000 درهم حوالي (200 دولار)".
وأوضح أن "الأبحاث والتحريات المتواصلة أسفرت عن توقيف شخص من مدينة سبتة (خاضعة لاحتلال إسبانيا)، كان يرافق الطاقم الصحافي الإسباني خلال عملية التصوير، والذي هو من اقترح حارس السيارات لتشخيص دور (البارون المزعوم)، بسبب علاقة المعرفة السابقة بينهما".
وزاد البلاغ أن "مرافق الطاقم الصحافي الإسباني، كان ضحية فريق الطاقم الصحفي الإسباني، الذي أوهمه هو الآخر بأنهم ينشطون في جمعية مدنية تعنى بمكافحة الإدمان، وأنهم بحاجة لاختلاق سيناريو لدفع الداعمين والمانحين لتمويل أنشطة جمعيتهم الوهمية".
حقائقنا أزعجت المغرب
وسجل البلاغ: "اطلعت خلال الأسبوع المنصرم على حوار صحفي أجرته القناة الإسبانية مع شخص محجوب الهوية، تم تقديمه على أنه (إسكوبار المغرب)، مع مزاعم كاذبة مؤداها أنه محصن ضد المتابعات الأمنية والقضائية، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك للتحقق من هذه المزاعم والادعاءات".
لم يتأخر رد المؤسسة الإعلامية الإسبانية "Unicorn" والمالكة لقناة "CUATRO TV" التي دفعت عن نفسها التهم التي وجهتها الشرطة المغربية، حول اختلاق وقائع وترويجها بخصوص "إسكوبار" المغرب.
وقالت جريدة "إلبايس" الإسبانية واسعة الانتشار، عن مصدر مسؤول في شركة "Unicorn" المالكة للقناة والمنتجة للبرامج التصورية، إنها لم "تدفع المال لأي جهة مقابل التصوير أو سرد قصة وهمية خلال برنامج (آنا روزا)".
وأضافت إلباييس نقلا عن مسؤولي الشركة: "هذا البرنامج هو مكان لسرد الحقيقة المزعجة، وجزء منها يبدو أنه أزعج السلطات المغربية، مؤكدة أنها لم تدفع مقابل شهادات أو نسج قصة".
وزادت: "لقد تم التسجيل فور حدوث الوقائع في شوارع طنجة، وكشفت القناة الإسبانية أنها تفاجأت للغاية ببيان الشرطة المغربية قائلة نحن نعلم أنه في تقريرنا نروي حقائق غير مريحة".
ومضت تقول: "لقد أظهر لنا هذا الرجل الذي سجل معه حبوبا مهلوسة بينما كنا نقابله. وأخبرنا أنه يكسب 180 ألف يورو شهريا".
بلطجي كبير
وتبين فيما بعد أن "إسكوبار" المفترض، يعمل "حارسا مؤقتا للسيارات"، كما أن لديه سوابق قضائية، ويتهمه نشطاء حقوق الإنسان بكونه أحد البلطجية الذين يعتدون على الأنشطة الحقوقية في طنجة (شمال).
وقال الحقوقي خالد البكاري: "لم تنته سلسلة المفاجآت هنا، حارس السيارات هذا لم يكن سوى المدعو (الراضي)، الشخص الذي كان يقود عصابات البلطجية المدججين بالأسلحة البيضاء، والذين كانوا يعتدون على أغلب الوقفات الاحتجاجية التي ينظمها نشطاء طنجة".
وأضاف خالد البكاري في مقال نشره على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "وخصوصا تلك المرتبطة بالتضامن مع حراك الريف، وللمصادفة فقد وثق النشطاء الذين شاركوا في وقفة 26 نيسان/ أبريل التي سبقت توقيف معتقلي الحراك لإضرابهم عن الطعام قيادة هذا الشخص لعصابات البلطجة ضدهم بالصور والفيديوهات، دون تدخل من قوات الأمن التي كانت مرابطة بالمكان".
وبثت "CUATRO TV" قبل أيام ربورتاجا مصورا، في مدينة طنجة، استضافت فيه تاجر مخدرات قالت إنه معروف بالمنطقة، واعترف "إسكوبار" المغرب خلال المقابلة مع قناة (كواترو) باحترافه تجارة الحشيش، ومختلف أنواع المخدرات، بما في ذلك أدوية، ومهدئات قوية مهربة من إسبانيا.
تعديل الدستور بالمغرب.. هل انطلق مسلسل عزل العدالة والتنمية؟
"قلب حزين".. أغنية لألتراس الوداد تنتقد الأوضاع بالمغرب (شاهد)