نشر موقع
"آف.بي.ري" الروسي تقريرا تحدث فيه عن الطرق الغريبة التي لجأ إليها
أسلافنا لتشخيص الحمل قبل التقدم العلمي وظهور العديد من الطرق الحديثة، التي
تساعد على تشخيص الحمل بشكل سريع على غرار، استخدام اختبار الحمل وفحص الدم وإجراء
الأشعة الصوتية.
وقال الموقع في
تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن أول اختبار للحمل تم إجراؤه في مصر
القديمة، إذ كان كل ما على المرأة فعله هو التبول على حبوب القمح والشعير على مر
عدة أيام. فإذا نمت بذور القمح، فهذا يعني أن الجنين أنثى، أما إذا نمت بذور
الشعير، فهذا يعني أنها حامل بذكر. وفي حال لم تنمُ كلا البذرتين، فذلك يعني أن
المرأة ليست حاملا.
وتجدر الإشارة إلى
أن العلماء أثبتوا نجاعة هذا الاختبار. ففي سنة 1963، أجريت تجربة أظهرت أن 70
بالمئة من الحبوب تنمو في حال تم التبول عليها من طرف الحوامل، بينما لم يحفز بول
النساء غير الحوامل ولا بول الرجال، نمو هذا النوع من البذور.
وأضاف الموقع أن
الإغريق القدامى لجؤوا إلى استخدام البصل لتشخيص الحمل. وبناء على توصية من
أبقراط، كان يتوجب على المرأة التي تشك في حدوث الحمل، أن تقحم داخل مهبلها حبة
بصل صغيرة وتتركها هناك طوال الليل. ففي حال انبعثت من فمهما في الصباح، رائحة
البصل، فذلك يدل على أنها ليست حامل. أما إذا لم تنبعث من فمها رائحة البصل، فذلك
يعد بمثابة مؤشّر على حدوث الحمل.
إقرأ أيضا: دراسة: هكذا يُحسن تناول الحامل للمكسرات من ذكاء طفلها
وفي نهاية القرن
الخامس عشر، استُخدم المفتاح والقفل لتشخيص الحمل، وكان يتمثل الاختبار في تبول
المرأة في حوض صغير، ثم وضع مفتاح أو قفل في هذا الحوض وتركه لمدة ثلاث أو أربع
ساعات هناك، من ثم التخلص من البول وإزالة القفل. ففي حال تُرك أثر له في الحوض أو
في جسم معدني، فذلك يعني أن المرأة حامل.
وذكر الموقع أن
طبيب العيون، جاك جوليمو، الذي عاش وعمل في القرن السادس عشر، اكتشف أنه بالإمكان
تحديد حمل المرأة، من خلال النظر في عينيها. وفي هذا السياق، صرح جوليمو أنه خلال
الشهر الثاني من الحمل تغور عينا المرأة الحامل ويصغر بؤبؤها، بينما تنحني أجفانها
وتبدو الأوردة في زوايا عينيها متورمة. وعلى الرغم، من عدم تأكيد الباحثين في
العصر الحديث لهذه النظرية، إلا أنه خلال فترة الحمل تطرأ بعض التغيرات على حاسة
البصر عند المرأة، وغالبا ما تتدهور القدرات البصرية.
وأوضح أنه خلال
عشرينيات القرن العشرين، اكتشف عالمان ألمانيان يُدعيان أسخايم وزونداك، هرمونًا
في بول النساء الحوامل، يُعرف اليوم باسم موجهة الغدد التناسلية المشيمية، المسؤول
عن نمو المبيض. ولتشخيص الحمل، تم حقن الفئران التي لم تبلغ بعد سن البلوغ بهذا
البول. وبعد مرور خمسة أيام كان يتم قتل الفئران وتشريحها بهدف معرفة حالة
المبايض، فإذا تبين أن المبايض بدأت في النمو، فهذا يعني أن المرأة حامل والعكس
صحيح.
وفي أواخر
الأربعينيات، ابتكر العلماء اختبارًا آخر، مشابه لاختبار الفئران، لكنه يُبقي على
حياة الحيوانات. ومن هذا المنطلق، يتمثل الاختبار في حقن بول المرأة الحامل داخل
ضفدع. ونتيجة لذلك، في حال كانت المرأة حاملا يبدأ هذا الحيوان في التبويض في غضون
أربع وعشرين ساعة.
وأفاد الموقع أنه
في العصور القديمة، لجأت بعض النساء، اللواتي يشتبهن في حدوث الحمل، إلى شرب كمية
قليلة من حليب امرأة وضعت مولودها حديثا. فإذا تقيأت مباشرة بعد ذلك، يُعتبر ذلك
مؤشرا يدل على الحمل. بالإضافة إلى ذلك، اكتشف الطبيب الفرنسي، جيمس تشادويك، سنة
1936، أنه في الأسبوع السادس أو الثامن من الحمل، يصبح كل من المهبل وعنق الرحم
أزرق أو أرجواني اللون، حيث يعود ذلك إلى حقيقة أنه خلال هذه الفترة تزيد كمية
الدم المتدفقة إلى الأعضاء التناسلية. والجدير بالذكر أن العلماء المعاصرين أكدوا
هذه النظرية.
وأقر أنه في القرن
السادس عشر في أوروبا كان يمكن لما يُطلق عليهم آنذاك "أنبياء البول" التعرف
على أي مرض يصيب جسم الإنسان. وعموما، يعتقد البعض منهم أنه بإمكانهم تحديد ما إذا
كانت المرأة حاملا من خلال لون وخصائص بولها، بينما ارتأى البعض الآخر خلط البول
بالنبيذ وملاحظة ما سيحدث. وفي هذا الصدد، يجادل العلماء المعاصرون أن الكحول تدخل
في تفاعل خاص مع البروتين الموجود في بول المرأة الحامل.
ونوه الموقع بأنه
حتى في العصر الحديث، تميل بعض النساء إلى تشخيص الحمل باستخدام بعض الطرق الغريبة
على غرار، وضع القليل من معجون الأسنان في وعاء صغير من ثم التبول عليه. فإذا طرأت
عليه بعض التغييرات، فإن المرأة حينها تكون حاملا.