أثار أحدث ظهور جديد لجمال مبارك النجل الأكبر للرئيس المخلوع حسني مبارك، وأسرته حالة من الجدل بالشارع المصري، فيما دعاه متابعون للترشح للرئاسة، بينما شكك آخرون بإمكانية ترشحه من الأساس.
وظهر جمال مبارك بصحبة عائلته، فيما نشر السياسي الذي يعلن دعمه جمال مبارك و"مشروعه الإصلاحي"، سامح أبوعرايس، تلك الصورة عبر صفحته بـ"فيسبوك".
ويركز جمال مبارك وشقيقه علاء على نشر الصور العائلية وحضور المناسبات الاجتماعية، حيث ظهروا في آخر مشاركاتهم مع والدتهما سوزان مبارك في عزاء زوجة رئيس مجلس الشعب الأسبق فتحي سرور.
ومازالت محكمة جنايات القاهرة تنظر في محاكمة علاء وجمال مبارك و7 آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ"التلاعب بالبورصة".
"مرحلة وانتهت"
وفي تعليقه على الموضوع يقول مدير مركز "طيبة" للدراسات السياسية الدكتور خالد رفعت: "لا أستطيع الجزم إن كان يعني ذلك استعادة عائلة مبارك لحضورهم بالشارع المصري أم لا".
وأكد لـ"عربي21"، "عدم اعتقاده أن جمال مبارك، ما زال يحلم بتحقيق حلمه برئاسة مصر، بغض النظر عن إمكانية تحقيق ذلك على أرض الواقع أم لا، موضحا أن الزمن لا يعود وأن هذه مرحلة سياسية وانتهت".
وقال رفعت: "لا أعتقد أن ما يظهر من تعاطف من المتابعين عبر مواقع التواصل بشكل دائم مع علاء وجمال، يقلق رأس السلطة عبدالفتاح السيسي".
"القرار للدبابة"
من جانبه استبعد الكاتب الصحفي جمال سلطان، إمكانية أن يصبح جمال مبارك رئيسا لمصر في ظل الوضع الحالي.
رئيس تحرير صحيفة "المصريون"، قال لـ"عربي21": "مصر لا تحكمها السياسة، وإنما تحكمها الدبابة"، مضيفا أن "من يملك قرار الدبابة يملك السلطة"، مؤكدا أن "الباقي مجرد استعراض لا أكثر".
ولا يظن سلطان، أن "طموح عائلة مبارك ما زال قائما بغض النظر عن قدرتهم على تحقيقه من عدمه في ظل تآكل شعبية السيسي"، موضحا أن "جمال مبارك، رجل دولة، ويفهم قواعد اللعب فيها جيدا".
"تحت أعين الأجهزة"
من جهتها، ترى الكاتبة الصحفية مي عزام، أن "عائلة مبارك حاضرة بالشارع المصري، وصورهم تظهر من حين لآخر وتحصد اهتمام المواقع الصحفية ومنصات التواصل الاجتماعي".
وفي حديثها لـ"عربي21"، بررت عزام حفاوة بعض المصريين بعائلة مبارك، "بشهرة علاء وجمال، وانخراطهم بين الناس، ولأن مقارنة الحاضر مع أيام مبارك تكون لصالح عهد والدهما".
وتعتقد الكاتبة المصرية أن "هذا الظهور لأسرة مبارك وانتشار صورها متعمد وليس بمحض الصدفة"، مؤكدة أن "كل ما يتم تداوله يتم تحت أعين الأجهزة العليا بالدولة ولهم باع فيه".
وترى عزام، أنه "بالنهاية فإن آل مبارك لا يمثلون خطرا وهم تحت السيطرة، وأخبارهم لا تزيد عن فرقعات إعلامية".
"بالحدود الآمنة"
بدوره أكد السياسي المصري، محمد سعد خيرالله، أنه "بعد كل ما حدث من (تعديلات دستورية)؛ فأظن أن الحديث عن أن هناك شخصا سيتولى الرئاسة بعد السيسي، عبر الانتخابات القادمة يدخل في نطاق الهذيان، ومحاولة لمن يتخيل ذلك للهروب من الواقع المر والعيش في أوهام وأمنيات".
وفي حديثه لـ"عربي21" يرى المعارض المصري المقيم في السويد، أن "جمال مبارك، بالفعل لديه طموح"، مشيرا إلى أن "هناك الكثيرين الآن يترحمون على عهد أبيه؛ بعدما ساءت الأمور ووصلت لكل هذا الضنك".
ويعتقد منسق التجمع الحر من أجل الديمقراطية والسلام، أن "هذا حق جمال وغيره في رئاسة مصر غير قابل للتطبيق؛ إلا باختفاء السيسي"، جازما بقوله: "طالما السيسي متواجد على ظهر كوكب الأرض فهو مستمر بالحكم، وبانتهاء فترات رئاسته سيكون رئيس مصر أحد أفراد عائلته ليس أبدا من خارجها".
خيرالله، قلل من احتمالات قلق السيسي من تنامي شعبية عائلة مبارك، وقال إن "الأمر بالنسبة للسيسي، حتى الآن داخل الحدود الآمنة؛ ولو خرج خارج هذا الإطار فستجد التلويح بقضية أو أخرى بحق أسرة مبارك مقابل الصمت التام ومعاودة الاختفاء من المشهد".
السياسي المصري ختم بقوله: "من يصل بمصر لهذا الحال؛ من الطبيعي والمنطقي جدا أن يقلق من أي شخص لديه شعبية؛ ولكن هو الذي يمتلك البندقية وآلة القمع والبطش والتنكيل والتي تصنف عالميا الآن بأنها الأسوأ بالعصر الحديث".
السيسي يقود حراكا أفريقيا بشأن السودان.. ما الدلالة؟
كيف سقط "الوفد" و"التجمع" بفخ التعديلات الدستورية؟
هل بدأ السيسي بنقل خبرته للقضاء على الثورة السودانية؟