نشرت مجلة "ريدرز
دايجست" تقريرا تحدثت فيه عن أبرز المصادر والأسباب التي تزيد من شعورك
بالتوتر في العمل والطرق الفعّالة للتخلّص من هذا الشعور نهائيا.
وقالت المجلة في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنّ المعهد الوطني للسلامة والصحة
المهنية في الولايات الأمريكية أفاد بأن نسبة كبيرة من الأشخاص يعتبرون أن العمل
هو السبب الرئيسي للشعور بالتوتر الذي يهيمن على حياتهم. وتجدر الإشارة إلى أن
المشاكل التي يعيشها المرء في البيت قد تستحوذ على جل تركيزه في العمل وتزيد من
شعوره بالتوتر.
وحيال هذا الشأن، ذكرت
الأخصائية النفسية باربرا غرينبرغ أن القدرة على التقسيم هي المفتاح للتغلّب على
هذا الشعور السلبي، حيث أوضحت بأننا نحتاج إلى تطوير مهارة التقسيم، وذلك من خلال
الحرص ألا تؤثر حياتنا الشخصية في حياتنا العملية. وشدّدت على ضرورة الحصول على
مساعدة صديق أو اللجوء إلى معالج نفسي، إذا اقتضى الأمر ذلك، للحديث عن المشاكل
التي تواجهها في المنزل.
وذكرت المجلّة أنك في
بعض الأحيان تحتاج إلى الابتعاد عن عملك والاهتمام بحياتك الشخصية. وفي حال كان
صاحب العمل لا يتمتع بمرونة إزاء موظفيه، فإن ذلك سيساهم في زيادة الشعور بالتوتر
لديك. وفي هذا الإطار، بيّن بري رينولدز من شركة فليكس جوبس، أن "خيارات
العمل المرنة، على غرار العمل عن بُعد أو العمل ضمن جدول زمني مرن، تعتبر أحد الحلول
لمشاكل التوتر المرتبطة بالعمل، على غرار التنقل.
وأضافت أن عملك يحتّم
عليك أن تكون دائم الانشغال، ولكن عندما يصل بك الأمر إلى عدم قدرتك على التحمل،
فإنك تحتاج إلى التوقف لبرهة من الزمن وإعادة التفكير. وفي حال وجدت نفسك تعاني من
ضغط هائل بسبب المهام الموكلة إليك التي يستحيل عليك إنهائها، توصيك الأخصائية
النفسية غرينبرغ بالتحدث إلى أحد المشرفين في مكان العمل لإسناد بعض المهام إلى
موظفين آخرين، ناهيك عن إعداد قائمة بالواجبات حتى تتمكن من خلق توازن.
علاوة على ذلك، يعزّز
شعورك بالعجز عن التقدّم في عملك لأنك إما المعيل الوحيد لأسرتك أو لأنك لا تستطيع
الحصول على ترقية، من شعورك بالتوتر. وفي هذا الإطار، أفادت غرينبرغ بأنه:
"في حال كنت تشعر بأنك غير قادر على التقدّم في عملك، فإنه ينبغي عليك البحث
عن طرق جديدة حتى تجعل عملك مقبولا أكثر.
فعلى سبيل المثال، استغل
فترات الإجازة بشكل جيّد وأنشئ صداقات جديدة، وحاول العثور على طرق جديدة تجعل
بيئة عملك ألطف، حيث أن إحداث بعض التغييرات في مكان عملك كفيل في التخفيف من
شعورك بالتوتر".
إقرأ أيضا: لحماية عينيك من الشاشة.. انتبه إلى "الضوء الأزرق"
وأوردت المجلّة أنه في
حال كنت تشعر بالخوف من فقدان وظيفتك، فسيزيد ذلك حتما من شعورك بالتوتر في العمل.
وفي هذا الإطار، أظهرت دراسة أجراها موقع "كاريير كاست" أن انعدام الأمن
الوظيفي يُعدّ أكبر مصادر التوتر المتعلقة بالعمل. وبحسب ما أفادت به الأخصائية
النفسية، باربرا غرينبرغ، قد يكون إنشاء علاقة جيّدة مع رئيسك في العمل الحل الأمثل
للقضاء على مخاوفك.
وبيّنت المجلة أن
الموظفين الذين يكونون عادة منغلقين على أنفسهم ولا يشعرون بانتمائهم إلى
"المجموعة" يتملّكهم شعور بالرهبة والخوف وهو ما يزيد من شعورهم
بالتوتر. وفي هذا الإطار، قال الرئيس التنفيذي لشركة كونونو، موريتز كوثي إن
"العديد من الموظفين أكّدوا أنهم لم يكونوا قادرين على المساهمة في أداء
وظائفهم كفريق متماسك لأنهم لم يتشاركوا في تناول وجبات الغداء أو لم تسنح لهم
الفرصة لقضاء بعض الوقت معا بعد نهاية الدوام.
وأشارت المجلة إلى
دراسة أجرتها كل من كلية ميلمان للصحة العامة بجامعة كولومبيا وجامعة مدينة
نيويورك إلى أن الموظفين الذين يضطرون إلى السفر لمدة أسبوعين أو أكثر طوال الشهر
هم الأكثر عرضة للإصابة بأعراض التوتر والاكتئاب. فضلا عن ذلك، يعاني هؤلاء
الموظفون من مشاكل متعلّقة بالنوم، وعادة ما يميلون للتدخين.
ونوّهت المجلة بأنه
حين يشعر الموظفون بأنهم لا يتمتعون بكفاءة عالية في العمل مقارنة بزملائهم، فإن
ذلك سيزيد من مستويات التوتر لديهم وستهتزّ ثقتهم بأنفسهم. وحيال هذا الشأن، قدّمت
الدكتورة غرينبرغ نصائح للتغلّب على هذه العراقيل، حيث قالت: "في حال تبيّن،
بعد إجراء تقييم ذاتي دقيق، أنّك ما زالت في الواقع غير مستعدّ للعمل في هذا
المنصب مقارنة بزملائك، فعليك حينها أن تغتنم الفرصة للتمتّع بالحظوظ ذاتها وإيجاد
طرق للبقاء على إطلاع بما يجري من حولك، على غرار المطالعة وتثقيف نفسك. فاستغل
هذه الفرصة للتعلم واعتبرها خطوة إيجابية".
من جهة أخرى، نقلت
المجلة عن الأخصائية في العلاج النفسي، أليشيا هودج، أن "الموظفين قد يشعرون
بالتوتر إزاء الإبقاء على الحدود في العمل والتعرف على زملائهم بشكل مستمر"،
مضيفة أنهم قد يشعرون بأنهم بحاجة إلى أن يكونوا اجتماعيين إما مع زملائهم في
العمل أو مع رؤسائهم للحصول على ترقية.
وأفادت المجلة نقلا عن
الدكتورة هودج أن "التكنولوجيا من شأنها أن تجعل عملك أسهل بكثير، ولكنها قد
تجعل من الصعب عليك الابتعاد عنه. وعموما، ينطوي البريد الإلكتروني على فوائد
وسلبيات تتمثّل في حقيقة أنه يمكن إرسال رسائل عبره على مدار 24 ساعة في اليوم،
وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى قيام الموظفين بالتحقق من بريدهم الإلكتروني
بشكل مستمر".
في المقابل، تنصح هودج
بأنه في حال كانت الإشعارات في البريد الإلكتروني تجعلك تشعر بالتوتر أو أنك تحرص
على عدم الاطلاع عليها، فإن ذلك قد يكون مؤشرا على الشعور بالتوتر المرتبط بالعمل.