قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن السعودية أجلت مطالبتها باكستان بمستحقات غير مدفوعة عن شحنات النفط السعودي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن تأجيل السعودية مطالبتها باكستان مستحقات غير مدفوعة عن شحنات النفط السعودي، هو محاولة على ما يبدو لتقوية التحالف السعودي الباكستاني، وسط التوتر الحاصل مع إيران.
وتلفت الصحيفة إلى أن وزير المالية الباكستاني عبد الحفيظ شيخ أعلن يوم الأربعاء عن تأجيل دفع 275 مليون دولار في الشهر، وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة، أي 9.6 مليار دولار، وقال عبد الحفيظ إن هذا سيعزز من قوة وضع المدفوعات الباكستانية.
ويفيد التقرير بأن باكستان تواجه أزمة مالية حادة، وتراجعا في احتياطات التبادل الأجنبي، التي لا تغطي بالكاد شهرين من الاستيراد، مشيرا إلى أن حكومة رئيس الوزراء عمران خان قد توصلت إلى اتفاق مبدئي مع صندوق النقد الدولي ليقدم رزمة إنقاذ بـ6 مليارات دولار وعلى مدى ثلاثة أعوام، وتأتي هذه الرزمة بشروط تقضي بإصلاحات بنيوية صارمة.
وتقول الصحيفة إن تأجيل الدين المستحق على باكستان يأتي بعد قرار السعودية في تشرين الأول/ أكتوبر 2018 منح حكومة خان قرضا بقيمة 6 مليارات دولار، ليستخدم نصف المبلغ لتقوية وضع الاحتياطي المتراجع، أما النصف الثاني فيستخدم لدفع المستحقات النفطية.
وينوه التقرير إلى أن هذا الإعلان يأتي في وقت تقوم فيه السعودية بتقوية موقفها في المنطقة، بعد تصاعد النزاع القائم منذ عقود بين الولايات المتحدة وإيران، وقبل زيارة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لباكستان هذا الأسبوع.
وتنقل الصحيفة عن أستاذة العلاقات الدولية في معهد إدارة الأعمال في كراتشي، هوما باقاي، قولها: "التوقيت مهم، فالنزاع في المنطقة وتصاعد التوتر يخلقان مرة أخرى سياسة التحالفات"، وأضافت أن تأجيل الدفع هو "محاولة للحفاظ على باكستان في المعسكر السعودي- الأمريكي"، مع أن حكومة إسلام آباد أعلنت عن حيادها في موضوع النزاع الأمريكي الإيراني.
ويورد التقرير نقلا عن وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، قوله في الأسبوع الماضي إن إسلام آباد لن تنضم إلى أي معسكر في النزاع.
وتنقل الصحيفة عن المؤلف والمحلل السياسي زاهد حسين، قوله إنه في حالة خروج النزاع عن السيطرة فإن السعودية قد تعتمد على دعم باكستان الأمني، ويضيف حسين: "لطالما تعاملت السعودية مع باكستان على أنها جزء من شبكتها الأمنية، بما في ذلك ترسانتها النووية، تتوقع الرياض مسارعة باكستان لدعمها في حال اندلاع حرب مع إيران".
ويورد التقرير نقلا عن المحلل في شؤون جنوب آسيا في جامعة ستانفورد أسفنديار مير، قوله إن الولايات المتحدة ربما استخدمت السعودية لدفع باكستان للمساعدة في تحقيق اتفاق سلام دائم مع حركة طالبان في أفغانستان، ويضيف: "يمكن لباكستان زيادة الضغط على حركة طالبان في أفغانستان.. الأمور لا تبدو جيدة، وأعتقد أن الولايات المتحدة تريد من باكستان أن تعمل المزيد".
وتشير الصحيفة إلى أن المرة الأخيرة التي عقدت فيها الرياض صفقة مماثلة مع باكستان كانت قبل 21 عاما، عندما تعرضت باكستان لعقوبات دولية بعد إجرائها أول اختبار نووي.
وبحسب التقرير، فإن مسؤولا حكوميا بارزا قال إنه تم إلغاء محاولة لتأجيل مدفوعات مع الإمارات دون إبداء السبب.
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول المسؤول إنه يتوقع إقراض الإمارات باكستان مليار دولار في نهاية حزيران/ يونيو، بحيث يصل مجمل الدعم الإماراتي للعام المالي من تموز/ يوليو إلى حزيران/ يونيو إلى 3 مليارات دولار.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
ناشونال إنترست: كيف غذت الولايات المتحدة النزاع في اليمن؟
كاتبة: الدبلوماسية خيار السعودية الوحيد للتعامل مع إيران
وول ستريت: لماذا تخشى دول الخليج الحرب مع إيران؟