لا يزال الجدل يتواصل في
مصر حول ماهية ودور ودستورية قوات GIS، التي ظهرت على ملابس رجال أمن في أثناء تسلم ضابط الجيش المصري المفصول هشام
عشماوي، نهاية الشهر الماضي.
ونقلت مواقع صحفية موالية للنظام، عن مصادر لم تسمها، أن حروف "GIS" هي اختصار لـ"general intelligence service، وتعني "قوات المخابرات العامة".
وتتخصص هذه القوات في مكافحة الإرهاب، ويتم استخدامها في العمليات الكبرى، والتي تهدف لتأمين وصول شخصيات رسمية أو مطلوبين للأمن المصري بجرائم إرهابية.
وقال خبير أمني مصري لـ"
عربي21" إن مثل هذه القوات لم تكن معروفة
قبل هذه الواقعة التي تم نقلها على الهواء مباشرة، لكنها لا تخرج عن القوات النظامية
للجيش، ولها مهام خاصة.
وفي 30 أيار/ مايو الماضي، أعلنت السلطات المصرية استلام هشام عشماوي، في أعقاب
زيارة مدير المخابرات المصرية، عباس كامل، مدينة بنغازي الليبية للقاء اللواء المتقاعد،
خليفه
حفتر.
"جهاز مواز للحرس الجمهوري"
وفي تعليقه على ظهور قوات GIS وعدم الإعلان عنها بشكل رسمي، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس
الشورى السابق، رضا فهمي، لـ"
عربي21": "لا أحد يعلم على وجه التحديد
لأي جهاز تتبع هذه القوات، وهل هي كما أشيع تابعة للمخابرات العامة، فلا يوجد أي تصريح
رسمي أو وثيقة تؤكد ذلك، أم أنها تابعة لمؤسسة الرئاسة مباشرة".
ورجح أن "تكون تلك القوات تابعة للرئاسة؛ لأنها تعبر عن حالة القلق
والشك والتربص التي يعيشها نظام عبدالفتاح السيسي، ففكرة الانقلاب العسكري المضاد حاضرة
دائما في ذهنه؛ فلجأ إلى قوات حماية خاصة على طريقة القذافي، وغيره".
وأضاف: "في مصر الحرس الجمهوري هو جيش مصغر لحماية مؤسسة الرئاسة، ولعب دورا رئيسيا في الانقلاب
على الرئيس محمد مرسي، لكنه غير متوقع أن يقوم بالشيء ذاته مع السيسي، فلماذا يلجأ
إلى جهاز مواز؟ هل هو تشكيك في قدرات الحرس الجمهوري؟"، مشيرا إلى أن "هذه
القوات الخاصة فشلت هي وغيرها في القبض على عشماوي في مصر خلال سنوات تجوله من مكان
لآخر".
ورأى فهمي أن "الحديث عن القوات الجديدة ربما يكون محاولة لتلميع
دور اللواء عباس كامل مدير جهاز المخابرات العامة، الذي لم يكن في يوم من الأيام أحد
أفراد هذا الجهاز، وهي محاولة أيضا للتغطية على تراجع دور الجهاز في عهده".
"قوات مهام جديدة"
ونفى مساعد وزير الداخلية الأسبق، اللواء محمود نور الدين، أن يكون أحد
على علم بهذه القوات قبل نقل مشاهد استلام ضابط الجيش المصري المفصول، هشام عشماوي،
قائلا: "إنه لا يُعرف شيئا عن تاريخ تشكيل هذه القوات، وطبيعة مهامها تحديدا".
ولكنه أوضح لـ"
عربي21" أنها ربما "تكون جزءا من قوات الصاعقة
التابعة للجيش المصري، التي تضم بعض المجموعات مثل 777 أو 999 أو أي مسميات أخرى، وهي
مدربة تدريبا خاصا لمهام خاصة ومحددة، مثل فض اعتصام، إطلاق سراح رهائن، أو استلام
مطلوبين...الخ".
ونفى أن تكون تلك القوات من خارج الجيش أو الشرطة، وقال: "هذه قوات
تابعة للجيش، وليست كقوات فالكون التي يقتصر نشاطها على التأمين التجاري، أو بعض المنشآت
مثل الجامعات، وهي غير مؤهلة للمهام العسكرية أو الاستخباراتية كالقوات التابعة للجيش".
وشدد مساعد وزير الداخلية الأسبق على أن "الدستور المصري يمنع تشكيل
أي مليشيات أو جماعات أو حركات مسلحة بناء على خلفية دينية أو عرقية أو طائفية، وإلا
أصبحنا مثل لبنان".