ارتفعت حدة السجال السياسي بموريتانيا مع دخول الحملة الدعائية الممهدة للانتخابات الرئاسية يومها الثالث، وكثف المترشحون للرئاسة من مهرجاناتهم الدعائية بمحافظات البلاد، فيما لا تزال العاصمة نواكشوط أقل هدوءا في انتظار عودة المترشحين من جولاتهم في المحافظات على ما يبدو.
ولد عبد العزيز في الواجهة
وقد أثارت مشاركة الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز في مهرجان دعائي داعم لمرشح الأغلبية الحاكمة الجنرال المتقاعد محمد ولد الغزواني الجدل، وفاقمت كلمته التي هاجم فيها مرشح المعارضة الرئيسي حدة السجال السياسي في هذا البلد الذي يشهد أزمة سياسية منذ 10 سنوات سببها الانقلاب العسكري الذي أطاح بأول تجربة ديمقراطية في البلاد سنة 2008.
فقد هاجم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز اثنين من مرشحي المعارضة البارزين، واصفا أحدهم بأنه يمثل الأنظمة السابقة التي خربت البلد، وذلك في إشارة إلى تولي مرشح المعارضة الرئيسي، سيدي محمد ولد بوبكر منصب رئيس الحكومة إبان فترة حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع.
كما هاجم ضمنيا، أيضا، مرشحا معارضا آخر هو الناشط الحقوقي بيرام ولد اعبيدي، معتبرا أنه يسعى لتقسيم البلد وضرب وحدته الوطنية.
اقرأ أيضا: انطلاق الحملة الدعائية لرئاسيات موريتانيا بتنافس محموم (صور)
وأضاف ولد عبد العزيز: "لقد صبرنا على انعدام الأمن والاستقرار، وغيّرنا الواقع بعد ذلك، ولا يمكن أن ندع الماضي يعود. وعلى المواطنين الاندفاع بقوة حتى ينجح محمد ولد الغزواني، لأن البلد لا يتحمل العودة إلى الوراء".
تطور خطير
وقد وصف إسماعيل ولد الشيخ سيديا، الناطق الرسمي باسم حملة المترشح سيدي محمد ولد بوبكر، مشاركة الرئيس المنتهية ولايته في مهرجان دعائي لمرشح السلطة بأنه تطور خطير من شأنه أن يعرقل مسار العملية الانتخابية.
وأضاف ولد الشيخ سيديا، في تصريح خاص لـ"عربي21": "خطاب الرئيس المنتهية مأموريته في مهرجان مرشح السلطة محمد ولد الغزواني، يعتبر بكاء على الأطلال في قالب نثري يهدف من بين ما يهدف إليه التشويش على إرادة الناخب وعلى عمل لجنة الانتخابات".
وتابع: "كان حريا برئيس الجمهورية أن لا ينزل بمقامه الدستوري إلى هذا الحضيض. حضوره في مهرجان دعائي لمرشح منافس يعتبر خرقا للدستور وتدمير لهيبة مؤسسة رئاسة الجمهورية".
ولفت إلى أن خطاب ولد عبد العزيز خلال المهرجان الدعائي، كان "وصية مودع تملكته الرغبة في التعمية على الخلل الكبير الظاهر في تماسك أغلبيته".
لكن سيدي ولد بياده، القيادي في الأغلبية الداعمة للمرشح محمد ولد الغزواني، استغرب كل هذه الضجة التي أثارتها مشاركة الرئيس المنتهية ولايته في افتتاح حملة المترشح ولد الغزواني.
وأضاف في تصريح لـ"عربي21": "رئيس الجمهورية له الحق في أن يكون له موقف سياسي، ومن حقه أن يدعم أحد المترشحين".
وتابع: "الرئيس ولد عبد العزيز قام بالكثير من الإنجازات، وهو معني أكثر من غيره بالمحافظة على هذه الانجازات في حدود احترام القانون والدستور".
الحكومة على الخط
وقد دخلت الحكومة على خط الدفاع عن مشاركة الرئيس المنتهية ولايته في افتتاح حملة المرشح محمد ولد الغزواني.
وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير الثقافة سيدي محمد محم، إن الرئيس والحكومة ليسا طرفا في إدارة العملية الانتخابية التي قال إنها بالكامل تشرف عليها اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات.
وأضاف في مؤتمر صحفي: "الرئيس على الحياد فيما يتعلق بتسيير الدولة، لكن له مواقفه السياسية التي على أساسها انتخب رئيسا للبلد، ومن حقه دعم مشروع سياسي معين، لكن هذا لا يمس من مركز أي مرشح آخر".
وبدأت الجمعة الماضية الحملة الدعائية الخاصة بالانتخابات الرئاسية في موريتانيا، تمهيدا للانتخابات المقررة في 22 من الشهر الجاري.
اقرأ أيضا: هذا ما قاله مرشحو رئاسة موريتانيا مع بدء حملاتهم الدعائية
ويتنافس في هذه الانتخابات 6 مترشحين، أبرزهم وزير الدفاع السابق الجنرال المتقاعد محمد ولد الغزواني المدعوم من أحزاب الأغلبية الحاكمة، ورئيس الحكومة الأسبق سيدي محمد ولد بوبكر المدعوم من الإسلاميين.
فيما لم يترشح لهذه الانتخابات الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، الذي أمضى ولايتين رئاسيتين، ولا يسمح له الدستور بالترشح لولاية رئاسية أخرى.
المعارضة الجزائرية: فتوى المجلس الدستوري "غير دستورية"
هكذا تفاعلت الطبقة السياسية بالجزائر مع تأجيل الانتخابات
تزايد مخاوف المرشحين للرئاسة بموريتانيا من تزوير الانتخابات