نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا لمراسلها في الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، يقول فيه إن دول الخليج دعمت خطط إدارة دونالد ترامب الاقتصادية التي قدمها صهره جاريد كوشنر في المنامة على مدى يومين، موضحة أنها تعد علاقات جيدة مع إسرائيل هي أمر محوري لمستقبل المنطقة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن وزراء مالية كل من السعودية والإمارات والبحرين شاركوا وزير المالية الأمريكي ستيفن منوشين في ورشة السلام والازدهار التي عقدت في العاصمة البحرينية المنامة، لافتا إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية عارضت الورشة التي قدمت خطوطا عامة للاستثمار في الضفة الغربية وغزة.
وينقل سبنسر عن وزير المالية السعودي محمد الجدعان، قوله: "نحن وزملاؤنا نشترك في الرؤية بأننا سندعم أي شيء يحقق الازدهار للمنطقة".
وتلفت الصحيفة إلى أن السعودية كانت من الناحية التقليدية الضامن للحقوق الفلسطينية، ودعم الخطة العربية التي تقوم على حل الدولتين، لكن كوشنر قال إن الإدارة لم تعد تتعامل مع هذه الخطة على أنها أساس للحل في المستقبل.
ويفيد التقرير بأن وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد آل خليفة اعتبر أن المقترح الجديد "يغير قواعد اللعبة" فيما يتعلق بالعلاقة بين إسرائيل والعالم العربي، وقال لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل": "ننظر إليه على أنها مهمة جدا جدا"، وأضاف أن إسرائيل، بحسب رؤية البحرين، "لها الحق في الوجود" وهي "هنا لتبقى"، فيما قال وزير المالية الإماراتي عبيد بن الحميد الطاير: "علينا منح الخطة فرصة".
ويقول الكاتب إن هذا اللقاء كان من المفترض أن يؤدي إلى تعزيز انطلاقة سياسية، أو جلب الاستثمار، إلا أن معظم المشاركين يؤكدون أن أي تمويل يعتمد على الحل السياسي الذي يقبله الفلسطينيون، مشيرا إلى أن الشيخ خالد آل خليفة أكد أن المحادثات مع إسرائيل يجب أن تقوم على المبادرة العربية.
وتؤكد الصحيفة أنه في الوقت الذي أكد فيه الملك سلمان أهمية عدم التخلي عن الحلم الفلسطيني بدولة فلسطينية، إلا أنه على ما يبدو توصل لتسوية مع ابنه ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يبدو أنه القوة المحركة وراء تحسين العلاقات مع إسرائيل.
ويجد التقرير أنه في الوقت الذي أكدت تصريحات المسؤولين في الخليج على المبادرة العربية من الناحية النظرية، إلا أن دولهم ماضية في دمج إسرائيل في البنى الاقتصادية والأمنية في المنطقة.
ويرى سبنسر أن أهم شيء ملاحظ في المؤتمر هو الدعوة التي وجهت إلى رجال أعمال وصحافيين إسرائيليين، مشيرا إلى أن زائرا يهوديا قام بتنظيم صلاة في كنيس في المنامة، قادها حاخام من مركز سايمون ويزنستيال، وشارك فيها المبعوث الأمريكي للعملية السلمية جيسون غرينبلات، وشاركت فيها السفيرة البحرينية السابقة للولايات المتحدة هدى نانو (54 عاما)، وقالت إنها ترى لأول مرة في حياتها وجود العدد الكافي من الرجال "مينيام" لأداء الصلاة في الكنيس.
وتورد الصحيفة نقلا عن النقاد الفلسطينيين، قولهم إن الهدف من الورشة كان تطبيع العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل، وتركيز الجهود ضد إيران.
وينقل التقرير عن المتحدثة السابقة باسم السلطة الوطنية الفلسطينية نور عودة، قولها إن تنفيذ الخطة مستحيل، مشيرة إلى أن "الهدف الحقيقي لا علاقة له بفلسطين.. بل المحافظة على وضع إسرائيل بصفتها قوة عظمى في المنطقة".
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الرئيس ترامب واصل تصعيده الحرب الكلامية مع إيران، فقال إنه لن يرسل قوات برية إلى منطقة الخليج؛ لأن الحرب لو اندلعت فلن تستمر طويلا.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
الغارديان: ورشة المنامة تجسد الفجوة بين وهم كوشنر والواقع
WP: ورشة كوشنر دون حضور طرفي النزاع.. هل تحقق هدفها؟
بومبيو: صفقة القرن قد لا تكون قابلة للتنفيذ