نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا، يقول فيه إن سياسيا مصريا بارزا تعرض "للتعذيب حتى الموت" في السجن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المرشح الرئاسي عبد المنعم أبو الفتوح يتعرض لموت بطيء، كما تعرض الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي توفي في نهاية الشهر الماضي، لافتا إلى أن نجل أبو الفتوح حذر من أن والده في حالة خطيرة إن لم تتوفر له العناية الطبية.
ويلفت الموقع إلى أن أبو الفتوح (68 عاما) يعتقل في سجن لمحاكمته منذ شباط/ فبراير 2018، بتهمة الانتماء لجماعة محظورة، ونشر الأخبار الكاذبة التي تضر بالأمن القومي، ويعتقل في زنزانة انفرادية في سجن طرة في القاهرة، وهو السجن الذي اعتقل فيه الرئيس السابق محمد مرسي.
وقال ابنه أحمد في تصريحات للموقع إن والده حرم من "أدنى العناية الطبية التي تضمن سلامته"، وبحسب أحمد، فإن المرشح السابق للرئاسة عانى من ثماني نوبات قلبية وهو في المعتقل، وهو ما تنفيه السلطات المصرية، وأضاف أحمد: "لسوء الحظ فإننا نراقبه وهو يتعرض للتعذيب حتى الموت، وهذه هي الحقيقة المرة".
ويفيد التقرير بأن أبو الفتوح خاض انتخابات الرئاسة في عام 2012، وجاء في المرتبة الرابعة بنسبة 17.4% من الناخبين، مشيرا إلى أنه اعتقل قبل الانتخابات الرئاسية في آذار/ مارس 2018، التي خاضها الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي دون منافس حقيقي، وهو مؤسس حزب مصر القوية الذي أعلن عنه بعد خروجه من الإخوان في عام 2011 بسبب خلافات معها.
وينوه الموقع إلى أنه يعتقد أن أبو الفتوح اعتقل بسبب تصريحات للصحافيين في لندن قبل شهر من الانتخابات، التي انتقد فيها بطريقة غير مباشرة السيسي، واستبعاد المنافسين الحقيقيين له كلهم قبل الانتخابات.
وقال أحمد للموقع إن والده وصف الزنزانة بـ"المرجل"، حيث ترتفع فيها درجات الحرارة في صيف مصر الحار، وأضاف أحمد أن سلطات السجن منعت تركيب ثلاجة في الزنزانة للحفاظ على دوائه.
وبحسب التقرير، فإن أبو الفتوح عانى من تلف غضروفي بسبب سوء المعاملة، ما منعه عن الحركة وجعله عرضة للنوبات القلبية والتخثر الدموي، وقال أحمد إن والده يعاني من مشكلة النوم المتقطع، ومنع أيضا من إجراء عملية جراحية، التي كان سيجريها قبل اعتقاله لمعالجة أعراض التضخم في البروستات، التي منعته من النوم، وما زاد المشكلات هو ارتفاع مستوى السكر في الدم.
وينقل الموقع عن ابنه، قوله إن نوما هادئا دون تقطع أصبح بمثابة "الحلم" له، وأضاف أن ما يتلقاه والده من علاج يقدم له بطريقة عشوائية ودون وصفات أو متابعة من متخصصين، وقال أحمد إنه لا يلقي اللوم في الإهمال الطبي على أطباء السجن الذين لم يعطوا الوسائل لمعالجة مرضى العنابر، فقد "تم تخفيف العناية الطبية من خلال وصف أدوية من أطباء لا حول لهم أو قوة".
ويفيد التقرير بأن أحمد يرى أن نقل والده إلى مستشفى متخصص خارج السجن هو الطريقة الوحيدة لإنقاذ حياته، "وهي الفرصة الوحيدة لمنع وفاته".
ويقول الموقع إن وضع أبو الفتوح يذكر بحالة مرسي، الذي أطاح به السيسي في انقلاب في عام 2013، ومات قبل أسبوعين بعد انهياره في قاعة المحكمة، مشيرا إلى أن محامي مرسي وعائلته ومنظمات حقوق الإنسان يقولون إن الرئيس كان ضحية إهمال طبي مقصود وعلى مدى 7 أعوام منذ الإطاحة به.
ويشير التقرير إلى أن منظمة "هيومان رايتس ووتش" اتهمت الحكومة المصرية بـ"انتهاكات خطيرة"، ودعت للتحقيق في ظروف وفاته، لافتا إلى أن نجل أبو الفتوح يحذر اليوم من أن والده يواجه مصير الرئيس السابق ذاته بسبب معاملته بالطريقة ذاتها.
ويذكر الموقع أن مركز عدالة للحقوق والحريات والمركز المصري للحقوق الاجتماعية والاقتصادية دعوا إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ حياة أبو الفتوح، ودعا المركزان إلى نقل السياسي السجين إلى مستشفى، والسماح لمراقبين طبيين بمساعدة السياسي المريض.
وينقل التقرير عن الباحث في ملف مصر في "أمنستي إنترناشونال" حسين بيومي، قوله إن سجن أبو الفتوح تعسفي، و"لا أساس" للاتهامات الموجهة ضده.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن البيومي حث السلطات المصرية على الإفراج عنه حالا، والتأكد في الوقت ذاته من تلقيه العلاج اللازم.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
فيسك: من يموت في سجن الديكتاتور فهو قتيل
الغارديان: وفاة مرسي صادمة لكنها ليست مفاجئة
MEE: هل تكون وفاة مرسي بداية جديدة لمستقبل مصر؟