استخلص جنرال إسرائيلي، عددا من الدروس من الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، والتي يمكن الاستفادة منها في إيجاد البدائل في التعامل مع قطاع غزة والتوصل لـ"صفقة شاملة" مع حركة "حماس" التي تدير القطاع.
وأوضح رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء الجنرال غيورا آيلند، أن هناك دروسا يمكن استخلاصها من حملة الجرف الصامد (حرب 2014)، التي وقعت قبل خمس سنوات؛ بدءا بالمستوى الاستراتيجي وعبر الفهم العملي، وحتى الانشغال بمسألة محددة مثل إعادة الجنود.
ولفت في مقال نشر اليوم بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن "السياسة الإسرائيلية بالنسبة لغزة لم تتغير في السنوات الثماني قبل الجرف الصامد، ولا في السنوات الخمس بعدها، وهذا ما يمكن تسميته ببساطة: استمرار الوضع القائم".
والمعنى بحسب آيلند، هو "طائرات ورقية حارقة واستفزازات على طول الجدار كل يوم تقريبا، ومرة كل بضعة أشهر جولة عنيفة من إطلاق مئات الصواريخ، ومقابلها هجمات لسلاح الجو الإسرائيلي، ومرة كل بضع سنوات مواجهة كبرى".
ورأى أن "هذا الوضع في الغالب يعرض كشر لا بد منه، ولكن توجد له على الأقل أربعة بدائل وهي؛ احتلال قطاع غزة في حملة كبرى بهدف تدمير كل البنى التحتية للفصائل، وربما إسقاط حكم حماس؛ استئناف المفاوضات السياسية مع أبو مازن (رئيس السلطة)، على أمل أن يؤدي الأمر إلى إعادة السلطة الفلسطينية إلى الحكم في غزة".
وأضاف كذلك: "محاولة دق إسفين بين السكان في غزة وبين الحكم؛ والاعتراف بأن غزة هي بحكم الأمر الواقع دولة مستقلة، ووفقا لذلك التوصل إلى تفاهمات مع الحكم هناك؛ تفاهمات أساسها وقف نار كامل مقابل الاعتراف بل والدعم في إعمار البنى التحتية، مع حكومة حماس وليس من خلف ظهرها"، بحسب قوله.
وقدر الجنرال، أن "خوض إسرائيل مواجهة كبرى ليست مجدية، بينما إمكانيات استئناف المفاوضات السياسية أو دق إسفين بين سكان غزة والحكم ليست ممكنة، وهنا يتبقى إذن التشبيه بين الوضع القائم وبين الاعتراف بغزة كدولة مستقلة"، منبها أنه "بعد خمس سنوات من الجرف الصامد، حان الوقت لإجراء بحث في الاستراتيجية الصحيحة".
اقرأ أيضا : عمليات سرية.. هكذا يستبق الاحتلال حربه المقبلة ضد غزة
وتابع: "بعد الحملات (الحروب) الثلاث الكبرى في غزة، يمكن توزيع أنواعها إلى نوعين؛ حملات غايتها التحسين الدراماتيكي للوضع مقابل حملات غايتها بالإجمال إعادة الوضع - أي الهدوء النسبي - إلى سابق عهده".
وذكر أن "الجمهور الإسرائيلي معني سواء بالنسبة إلى لبنان أو غزة، بإنجاز الإمكانية الأولى؛ أي تحقيق انتصار ساحق على العدو (يقصد فصائل المقاومة)، ولكنه مستعد لأن يدفع فقط الثمن للطريق الثاني"، معربا عن أسفه لأن "هذا الدمج ليس ممكنا، ومن الأجدى لنا أن نسلم بذلك".
وأما الدرس التالي، فهو "يتعلق بالفرضية المغلوطة التي تجذرت بأن حملة برية ناجعة في غزة تستوجب احتلال القطاع كله، ولكن بشكل عملي فإن ما يبدو بين الإمكانيتين المتطرفتين وهما؛ القتال من الجهة الأخرى أو الاحتلال الكامل للقطاع، توجد إمكانيات عسكرية أخرى تسمح بحشد جهد بري ضد مراكز القوة للعدو، ودون أن تكون حاجة للدخول جسديا إلى كل حي وزقاق".
وبشأن الدرس الرابع والأخير، هو وفق الجنرال الإسرائيلي يتعلق بالجنود الإسرائيليين الأسرى لدى "حماس"، وهما؛ شاؤول أورون وهدار غولدن، وأكد أن "إسرائيل على مدى عشرات السنين، كررت الخطأ ووافقت على أن موضوع تبادل الأسرى أو السجناء يتم على نحو منفصل عن باقي مواضيع التسوية؛ وهذا خطأ".
وقال: "كون الموضوع سيكون لحماس أو حزب الله دوما رافعة كبرى، بالتالي يجب أن يربط بمواضيع أخرى على سبيل المثال؛ ربط الاستجابة للضغط الدولي بفتح المعابر عقب حرب 2009، ليكون كجزء من اتفاق إنساني كامل يتضمن إعادة الجندي جلعاد شاليط مقابل عدد معقول من الأسرى".
ولفت بلغة الاستهجان أن "العرف السائد في إسرائيل، جمع الكابينت (المجلس الوزاري الأمني المصغر) في بحث عاجل فقط في الوقت الذي يبدأ فيه التصعيد حول غزة، بدلا من البحث في هذه المواضيع المبدئية الآن واتخاذ قرارات في السياسة لا تكون تحت النار".
تقدير إسرائيلي: هكذا يتابع الشاباك "جيش حماس" العسكري
صحيفة: نتنياهو لن يهاجم حماس حتى لو منحه ذلك فوزا انتخابيا
خبير إسرائيلي: حماس تتحكم بمستوى اللهيب والوضع متأزم