قال خبير عسكري إسرائيلي إن "مرور خمس سنوات على اندلاع حرب غزة الأخيرة الجرف الصامد 2014 فرصة كي يستعيد عدد من كبار الضباط الإسرائيليين الذين شاركوا فيها بعضاً من المواقف الحرجة، ومنها قتل عدد من جنودهم وأسر آخرين بيد حماس".
وأضاف أمير بوخبوط في
تحقيقه المطول بموقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21" أن "مساعد قائد لواء جفعاتي الجنرال "إيلي
غينو" كان أحد أبرز ضباط تلك الحرب، وقتل تحت قيادته عدد من الجنود، بينهم
هدار غولدن الذي تأسره حماس حتى اليوم، يروي كيف تم اتخاذ بعض القرارات الحرجة في
الأوقات الصعبة في صيف 2014 التي بدأ يستعيدها في هذه الأيام، وكأنها فيلم سينمائي".
وكشف أن "من
التحديات التي واجهتنا بحرب غزة اختفاء مقاتلي حماس عن أنظارنا، فأخذوا سواترهم
خلف المباني وداخل الأنفاق، ولم يسارعوا للقتال أمام الجيش، بل باستدراجه، ولم يوقفوا
تقدمه، لأنهم قاتلوا وفق حرب العصابات، وأحد أهم مبادئ قتالهم البحث عن نقاط الضعف
في الجيش، وتراءى لنا أن حماس سعت لاختطاف جندي، ربما أفضل من قتل 200 آخرين، أو تبحث
عن استهداف أحد رموز الجيش كدبابة مركافاه".
وأكد الجنرال "غينو" أنه "تبين
لنا مبكرا أن حماس فهمتنا جيدا، وبحثت عن الثغرات لدينا، بما يوفر لها أسلوب
التصدي المناسب لها، في المقابل كان لدينا مشكلة في الثقة الزائدة بالنفس بسبب النجاحات
التي حققها الجنود على الأرض، صحيح أننا لم نستهتر بقدرات العدو في غزة، لكن هذا
ما حصل".
وقارن الجنرال بين
مبادئ قتال حماس وإسرائيل بقوله أنه "إذا درست المفاهيم العسكرية التي تعلمها
حماس لمقاتليها ستجد أنهم في حالة استعداد دائم لخوض معركة مع الجيش الإسرائيلي،
فيما نحن نعلم جنودنا أننا أمام الحرب الأخيرة، ولا خيار أمامنا سوى الانتصار، فإن
هزمنا فيها، فإننا سنأكلها، أما بالنسبة لحماس فإن الأمر مختلف، لأنها تعلم أننا إن
دخلنا غزة فسنخرج منها، وهي تدرك جيدا أنه لا نوايا لدينا بالبقاء في غزة".
وأشار أن "اختبارنا
الحقيقي والأساسي هو كسر حماس، وحرمانها من الأمل بتحقيق هدفها في يوم ما في نهاية
كل حرب وعملية عسكرية، حيث يتم مراكمة النقاط التي تتحقق بعد نهايتها، بحيث أوصل
العدو لمرحلة يعلن فيها "يكفي هنا.. لن أخوض معركة أخرى مع إسرائيل"،
وهو ما سعى إليه دافيد بن غوريون في نظريته حول "قاعدة المراحل في القتال".
وأوضح أننا "خضنا
خلال الحرب أياما طويلة من العمليات القتالية مع خلايا حماس المسلحة، والدخول في
عمق القطاع للعثور على الأنفاق ومستودعات الأسلحة والذخيرة، بجانب الحصول على
معلومات أمنية في الوقت المناسب، مقاتلو حماس فضلوا في القتال أسلوب اللدغة، وليس المواجهة
المباشرة".
يصل الجنرال في الحديث
عند أسر الضابط هدار غولدن قائلا إنه "في أحد مرات وقف إطلاق النار انتشر
الجنود في منازل الفلسطينيين، والمواقع الفارغة، للتمشيط والبحث شرق مدينة رفح،
لكن الجنود علقوا مع خلية خرجت من نفق، قتلوا اثنين من الجنود، وأسروا هدار، مع
العلم أن القتل والاختطاف جزء من الحرب، ومن يظن أنه سيدخل فيها، ولن يحصل له هذا
فالأفضل ألا يخوضها منذ البداية".
وأكد أن "الأسر في المجتمع الإسرائيلي له حساسية كبيرة، وأعتقد أنه شعور إيجابي، وكان واضحا أن
عملية أسر غولدين شكلت حدثا استراتيجيا ستلقي بظلالها وتأثيراتها على كامل
الدولة، وتحديدا على مجريات الحروب القادمة، حينها خرجت عشرات الأسئلة أمام الضباط،
وأهم هذه الأسئلة: هل ننزل إلى النفق ونخوض عملية ملاحقة ومطاردة داخله خلف الخلية
المسلحة لحماس".
وأشار أننا "أمام
نفق قتالي مفخخ وملغم، وليس نفقا عاديا، خضنا تدريبات كثيرة على هذه المطاردات
داخل الأنفاق، ولكن عند التطبيق على الأرض وإرسال الجنود هناك توقف قلبي مرة ومرة،
لأن هناك احتمالا متصاعدا بألا يعودوا أحياء، كان لدي اعتقاد حينها أن غولدين مصاب
أو يحاول مقاومة الأسر، ويعمل على إعاقة خاطفيه، وهو جزء من التدريبات التي خاضها
الجنود قبل الحرب".
وأوضح أنه "بعد
ان دخلنا النفق، وجدنا آثارا للدماء، حينها بدأ هاتفي المحمول يرن مرة واثنتين
وعشرة، وظهر كأنه أهم وأخطر هاتف في الجيش الإسرائيلي، الكل يريد معرفة ما حصل،
وعلى رأسهم قائد الأركان بيني غانتس وكبار جنرالات الجيش الذين وصلوا إلى نقطة
المواجهة الأساسية المتقدمة على حدود غزة من أجل متابعة القتال عن كثب".
وأضاف أنني "أدركت
حينها ان كل بيت في إسرائيل يعلم ان جنديا تحت قيادتي تم أسره من حماس، وبعد انتهاء
عمليات التمشيط داخل النفق والمنطقة المحيطة دون العثور على غولدن بدأت عملية التشويش
على الاختطاف من خلال إطلاق كميات كبيرة من النيران، بمشاركة قوات المشاة والهندسة
والمدفعية وسلاح الجو، وحينها وقع المجتمع الإسرائيلي في حالة من اليأس الخطير".
وأكد أن "الهدف
الأساسي الذي مثل أمامي هو عزل منطقة الأسر، وحرمان مقاتلي حماس من إخراج
غولدن منها، استخدمت كل ما لدي من قوة وكثافة نارية لأن أسر غولدن شكل الحدث الأخطر
في حياتي العسكرية التي بدأت عام 1997، كانت ضربة في البطن، الكلام لا يدور عن قتل
أحد جنودي، لكن أسره، رغم أن القتل أسوأ من الأسر، لأن الأسير سيعود عاجلا أم
آجلا".
وأشار أن
"الأسر شعور مؤلم، وحماس تستخدم هذه المسألة بطريقة قاسية، أسر أحد
جنودي يشبه فقدان أحد أعضاء جسدي، رغم أننا تدربنا على عمليات الأسر، وأحد جنودي
تم إقصاؤه من الوحدة لأنه وقع في الأسر خلال إحدى المناورات، لذلك عندما حدث ما
حدث، قلت إن شخصًا مثل غولدين لن يسلم بعملية أسره، فهو إما قُتل أو جُرح، وكنت
على صواب حينها".
وختم بالقول إنه
"كان شعورا صعبا أن تأتي الأوامر بوقف القتال في غزة، والانسحاب منها، ولدينا
جندي تركناه خلف ظهورنا، ولذلك فهناك واجب
على الدولة في حسم ملف الأسرى الإسرائيليين في غزة".
ضابط إسرائيلي يطالب بتنفيذ طلبات حماس لإبرام صفقة تبادل الأسرى
صحيفة إسرائيلية عن مستوطنين: إحساسنا بالأمن اهتز
تقدير إسرائيلي: هكذا يتابع الشاباك "جيش حماس" العسكري