نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا، تتحدث فيه عن الدور الذي قامت به الولايات المتحدة في مقتل نجل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن ووريثه في زعامته حمزة بن لادن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن العملية التي قتلت حمزة شاركت فيها أمريكا، لكن التفاصيل عنها قليلة، لافتة إلى تصريحات مسؤولين أمريكيين، قالا إن حمزة أصبح في عداد الموتى، دون تقديم تفاصيل عن مكان موته، ولا عن الدور الذي أدته واشنطن في مقتله.
وتورد الصحيفة نقلا عن المسؤولين، قولهما إن حمزة قتل في وقت ما خلال العامين الأولين من حكم دونالد ترامب، وقبل إعلان وزارة الخارجية عن مكافأة مليون دولار عمن يقدم معلومات عن مكان وجوده في شباط/ فبراير، مستدركة بأن المخابرات والجيش الأمريكي لم يتأكدا في ذلك الوقت من مقتله.
ويجد التقرير أنه مع أن حمزة يحمل اسما مهما ونسبا بارزا في تنظيم القاعدة، إلا أن الأخبار عن وفاته تعد في حد ذاتها نصرا رمزيا للحكومة الأمريكية، أكثر من كونها تخلصا من تهديد؛ وذلك لأن تنظيم القاعدة لم يشن هجمات ضد أهداف أمريكية منذ سنوات، مستدركا بأنه رغم أن حمزة هيئ ليكون زعيما لتنظيم القاعدة، إلا أن هذا الأمر كان للمستقبل.
وتلفت الصحيفة إلى أن العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) علي صوفان، الذي حقق وكتب كثيرا عن تنظيم القاعدة، بما في ذلك تقرير مطول عن حمزة بن لادن عام 2017، دعا للحذر لأنه ليس من عادة تنظيم القاعدة تجاهل موت زعيم والاحتفال به بصفته شهيدا، مشيرا إلى أنه إذا كانت تقييمات الحكومة الأمريكية صحيحة فإن مقتله سيحدث ضررا على خطط تنظيم القاعدة في التحرك نحو الجيل الثاني لقيادتها.
وينقل التقرير عن صوفان، قوله إنه على خلاف قادة تنظيم القاعدة، فإن حمزة بن لادن لم ينتقد تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن صوفان يرى أن الدافع مرتبط بتوقعات عودة أفراد تنظيم الدولة، الذي انفصل عن تنظيم القاعدة، ويتبنى أيديولوجيتها، إلى التنظيم الأم وقبوله زعيما لهم.
وتنوه الصحيفة إلى أنه بعد مقتل أسامة بن لادن في عام 2011 على يد فرقة 6 من قوات نيفي سيل الخاصة في آبوت أباد في باكستان، فإن جنرالات تنظيم القاعدة بدأوا بتحضير نجله حمزة لتولي زعامة تنظيم القاعدة، وتزوج ابنة أحد القادة، وتعهد بالانتقام لمقتل والده.
ويذكر التقرير أن حمزة تم تقديمه على أنه صوت لتنظيم القاعدة في آب/ أغسطس 2015، "الشبل الذي سيحمل القضية للأمام"، وقد توقفت الرسائل الواردة منه منذ عدة أشهر، مع أن مقالا منسوبا إليه نشر في أيار/ مايو، مشيرا إلى أن تنظيم القاعدة وزع رسالة في كانون الأول/ ديسمبر 2017، وتعود إلى صيف عام 2016، التي قال فيها حمزة إن ابنه البالغ من العمر 12 عاما قتل في غارة جوية.
وتفيد الصحيفة بأن موقع "سايت"، الذي يتابع الجماعات الإرهابية، نشر الخبر، فيما لم تذكر الرسائل تفاصيل أكثر من حديثها عن فضل الشهادة، ما يشير إلى أن الولد قتل في غارة استهدفت والده.
ويورد التقرير نقلا عن الباحث في معهد الدفاع عن الديمقراطية توماس جوسلين، قوله إن حمزة كان يتحرك على الحدود الباكستانية الأفغانية، وفي الوقت الذي يشك فيه جوسلين في فكرة كون حمزة قائدا قادما لتنظيم القاعدة، إلا أنه يؤكد أنه أدى دورا مهما في ترتيب العلاقة مع حركة طالبان، وبصفته متحدثا باسم تنظيم القاعدة، وأضاف: "كانوا يعدونه لأن يكون رقم واحد في يوم ما، لكنه لم يكن الوريث الشرعي اليوم".
وتنقل الصحيفة عن عمر بن لادن، نجل أسامة، قوله إن تنظيم القاعدة استخدم حمزة لاسمه، وقام باستخدامه ليكون وجه الحركة، وهو ما قالته مؤلفة كتاب عن عمر "النشوء في ظل ابن لادن" جين ساسون.
ويشير التقرير إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض يوم الأربعاء التعليق على الخبر، الذي نشرته أولا شبكة "أن بي سي"، لافتا إلى أن مكان حمزة ظل غير معروف، فبعد انهيار تنظيم القاعدة في عام 2001 فر وإخوته إلى إيران حيث اعتقل هناك، وفي مرحلة ما سمح له بالخروج، فأخذ عائلته وانتقل إلى المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، في حين أن هناك تقارير تتحدث عن سفره إلى سوريا.
وتفيد الصحيفة بأن المخابرات الأمريكية "سي آي إيه" لاحقت تنظيم القاعدة بعد هجمات أيلول/ سبتمبر 2001، وقتلت قادته في غارات بالطائرات المسيرة، فسعد بن لادن قتل في عام 2009 في غارة جوية في باكستان، أما خالد فقد قتل مع والده في آبوت أباد عام 2011، لافتة إلى أن "سي آي إيه" لا تزال تلاحق زعيم التنظيم أيمن الظواهري، الذي تولى قيادة التنظيم بعد مقتل أسامة بن لادن.
ويورد التقرير نقلا عن مسؤول أمني سابق، قوله إن المخابرات قامت بجهود قوية للتأكد من وجوده في قرية في منطقة القبائل وزيرستان، وذلك في الفترة 2012- 2013، مشيرا إلى أن عملاء المخابرات استطاعوا التأكد من وجوده في القرية، لكنهم لم يستطيعوا تحديد مكانه فيها.
وتقول الصحيفة إن حمزة عمل على ما يبدو بشكل قريب مع الظواهري، خاصة في مجال توطيد العلاقات مع حركة طالبان في أفغانستان، وصياغة رسالة المنظمة.
وينقل التقرير عن المدير السابق للمركز الوطني لمكافحة الإرهاب نيكولاس جي راسموسين، قوله: "لو كان صحيحا أنه قد مات، فإن هذا سيجعل صف القيادة في تنظيم القاعدة أكثر هشاشة، والعلاقة مع أسامة بن لادن هزيلة".
وترى الصحيفة أنه "لو تولى حمزة بن لادن قيادة التنظيم لواجه تحديات واسعة، لكن اسمه ربما خدم الحركة الإرهابية".
ويورد التقرير نقلا عن الزميل البارز في مركز صوفان، كولين كلارك، قوله إن موته "سيضر بعلامة القاعدة.. رغم أنه لم تتم تجربته بصفته قائدا، إلا أن اسمه كان يعني الكثير للجهاديين الشباب".
وتلفت الصحيفة إلى أن من قادة الحركة الذين لا يزالون على قيد الحياة، هناك سيف العدل وعبد الله أحمد عبد الله، المطلوبين لـ"أف بي آي"، بتهمة تدبير تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كل من نيروبي ودار السلام في شرق أفريقيا عام 1998، ويعتقد أنهما موجودان في إيران، مشيرة إلى أن إقامة ابن لادن في إيران كانت مثارا للقلق، حيث طرحت أسئلة حول غرض منح إيران الشيعية الملجأ لجماعة سنية.
وينقل التقرير عن الخبير في الإرهاب في جامعة جورج تاون، بروس هوفمان، قوله إن إيران منحت اللجوء لقادة تنظيم القاعدة لمنع التنظيم من شن هجمات ضدها، ولأن تنظيم القاعدة وإيران عدوان لأمريكا، فهو "زواج مصلحة" كما يرى هوفمان، الذي يقول إن أي شيء يمكن لإيران عمله لتجعل أمريكا مهددة "فإنها لن تتردد في عمله".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو ومسؤولين آخرين في الإدارة الحالية حاولوا الحديث عن روابط بين إيران وتنظيم القاعدة، وهو ما فسره أعضاء الكونغرس بأنه محاولة من الإدارة لتهيئة الظروف من أجل هجوم عسكري ضد إيران، وبأن قانون صلاحيات استخدام العمل العسكري ضد تنظيم القاعدة وحلفائه عام 2001 ينسحب على إيران.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
مسؤول إيراني سابق: إيران لم تطلب الأزمة ولن تقبل تنمر ترامب
WP: إدارة ترامب تبحث عن مبرر قانوني للحرب على إيران
مونيتور: هذا ما يجب أن تفعله أمريكا مع محمد بن سلمان