علقت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها على قرار السعودية تخفيف قوانين وصاية الرجل على المرأة، قائلة بأنه ليس كافيا.
وتقول الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، إن "خطوات السعودية الأخيرة للتخفيف من نظام ولاية الرجل على المرأة الشاق، ومنح المرأة سيطرة أكثر على حياتها، يمكن الترحيب بها وتشجيعها، فأصدرت السعودية قرارات تسمح للنساء بالحصول على جواز السفر، وتسجيل ولادة أبنائهن، والحصول على حماية جديدة من التمييز في أماكن العمل، لكن هذه الخطوات تدعو للنظر فيما لم يتم عمله لتخفيف الممارسات التعسفية الأخرى".
وتفيد الصحيفة بأن "نظام ولاية الرجل على المرأة في المملكة يجبر المرأة على الحصول على موافقة الرجل في عدد واسع من النشاطات، ما يجعل المرأة في درجة ثانية من المواطنة، والقرار الجديد يرفع جزءا من ذلك، ويقضي بالسماح للمرأة بالتقدم بطلبات جواز للسفر دون موافقة ولي الأمر، وقالت سفيرة السعودية في واشنطن، ريما بنت بندر، في تغريدة لها إن المرأة السعودية تستطيع السفر إلى الخارج دون موافقة ولي أمرها، وهو أمر مهم، مثل حصولها على جواز السفر، وهي خطوة مرحب بها".
وتشير الافتتاحية إلى أن "القرارات الجديدة تمنع التمييز في العمل، وهذا يعني توقف أرباب العمل عن اشتراط موافقة الرجل على تعيين المرأة في أماكن العمل، وربما قدمت الحماية للمرأة من الفصل عن العمل عندما تحمل وتحتاج وقتا خارجه للإنجاب".
وتتساءل الصحيفة قائلة: "إن كانت هذه القرارات التي اتخذها الحاكم الفعلي محمد بن سلمان يمكن الإعلان عنها الآن، فلماذا لا يتم تحرير المرأة من قيود نظام الولاية بالكامل؟ ولماذا يجب عليها الحصول على إذن ولي أمرها -الزوج والأب والأخ- لتتزوج أو تخرج من السجن أو يطلق سراحها من ملجأ للنساء الهاربات من عنف الرجل، والحصول على تعليم جامعي؟ وما هو المبرر للقيام ببعض التغييرات الآن؟".
وتجيب الافتتاحية قائلة إن "السعودية ديكتاتورية، ويعلن ولي العهد عن قراراته بحسب ما يريد، بالإضافة إلى أن القرار الجديد يجب أن يكون (حلوا مرا) بالنسبة للنساء المعتقلات، بمن فيهن لجين الهذلول، التي اعتقلت من بيتها في منتصف ليلة 15 أيار/ مايو 2018؛ فقط لأنها تجرأت على المطالبة بحقوق المرأة، بما فيها الحق بقيادة السيارة".
وتقول الصحيفة: "لو كانت السعودية جادة بشأن مساعدة المرأة والحصول على إمكانياتها الكاملة كما تزعم، فعليها أن تفرج عن الهذلول وبقية المعتقلات، وكذلك الرجال الذين اعتقلوا لإسكاتهم، بمن فيهم المدون رائف بدوي".
وتعلق الافتتاحية قائلة: "يريد ولي العهد وبقوة تغيير النقاش والعودة إلى رؤيته 2030 من أجل اجتذاب المستثمرين الأجانب، لكن الممرات المظلمة للسلوك السعودي في ظل حكمه لن تختفي بسهولة، بما في ذلك قتل وتقطيع زميلنا جمال خاشقجي على يد فرقة قتل، والقمع المستمر لحرية التعبير، والحرب الضالة في اليمن".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "حقوق الإنسان ليست زينة القصر ليوزعها ولي العهد عندما يحتاج علاقات عامة جيدة، فهي قيم عامة تمت لكل شخص، ويتم انتهاكها بشكل واسع في المملكة، التي أمامها طريق طويل لتصل إلى احترام الكرامة الإنسانية".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
مضاوي الرشيد: يمكن للمرأة السعودية السفر الآن لكنه تقدم هش
التايمز: يجب على العالم تبني قضية المرأة السعودية
وول ستريت: خطط سعودية لتخفيف قيود السفر على المرأة