يعدّ عيد الأضحى المبارك لهذا العام هو المناسبة الإسلامية الأولى التي تمر على وفاة الرئيس المصري الراحل الدكتور محمد مرسي، إلا أن حديث أنصاره عنه غاب بشكل لافت إلا القليل منه عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوفي مرسي، أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيا، في 17 حزيران/ يونيو 2019، أثناء حضوره جلسة إحدى محاكماته التي وصفتها منظمات حقوقية بالمسيسة، حيث سقط مغشيا عليه إثر حديث ألقاه أمام القاضي.
وإثر الانقلاب عليه من قائد الجيش عبدالفتاح السيسي منتصف 2013، تم اعتقاله وحبسه لمدة 6 سنوات كاملة حبسا انفراديا، منعت فيها عنه الزيارة، ولم تلتقه أسرته إلا 3 مرات فقط.
ودعت جماعة الإخوان المسلمين وعدد من المنظمات الحقوقية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لإجراء تحقيق مستقل حول وفاة مرسي، وظروف حبسه مدة 6 سنوات، وسط اتهامات لسلطات الانقلاب بقتله بالبطيء.
"عربي21"، تواصلت مع أسرة الرئيس مرسي، للحديث عن مشاعرهم في هذا اليوم، فماذا يقولون له؟ وماذا يقولون عنه؟
المهندس إبراهيم علي محمود، ابن خال الرئيس مرسي وشقيق زوجته السيدة نجلاء علي محمود، نقل مشاعرا فياضة نحو الرئيس الراحل، وقص ذكريات تكشف كيف كانت مكانة مرسي بين أهله.
"أخي ومرشدي ومعلمي وقدوتي"
ويقول: "مشاعرنا نحن أسرة الرئيس مرسي في أول عيد يأتي علينا بعد استشهاده هي خليط بين السعادة بما وصل إليه، والفرحة لما حققه من مكانة سامية في قلوب الملايين من مسلمي الأمة، ونحن وهم نحتسبه عند الله شهيدا".
ويؤكد شقيق زوجة الرئيس مرسي لـ"عربي21"، أنه ومع ما نشعر به من غبطة، فإن مشاعر الألم والحزن تتملكنا في كل لحظة على فراق الأخ الأكبر، والأب الحنون، والسند في الدنيا".
ويضيف ابن خال الرئيس مرسي: "أما عن ذكرياتنا معه في مثل هذه الأيام من أعياد المسلمين، فسأتحدث عن ذكرياتي الشخصية معه، حيث كنت أنتظر وأترقب اليوم الذي يأتي فيه إلى بيت خاله (أبي) لنلتقي جميعا، ونستمع إليه، ونسعد بكل ما يقول".
ويقول عن ابن عمته: "في المناسبات وعند لقاء الدكتور مرسي، كنت دائم الحرص على أن يلتقي بجميع أبنائي حتى يعمهم جميعا نفعه ونصائحه وإرشاده".
وفي وصفه لشخصية الرئيس مرسي ولمكانته في العائلة، يؤكد المهندس إبراهيم أنه "كان رمزا للجميع، ولا يزال قدوة لكل فرد في العائلة، وأنه هكذا منذ صغره".
وحول علاقتهما سويا يقول: "لم يكن ابن عمتي ولا أنا ابن خاله أو زوج أختي فقط؛ بل كان أخي الأكبر ومرشدي ومعلمي وقدوتي الأول".
ويشير إلى أنه "لم يعرفه أحد إلا وأحبه، فما تكلم إلا وتدفعك كلماته للإنصات، ويجذبك حديثه للمتابعة، وكان لا يقاطع متحدثا، هادئ الطباع، قوي الشخصية، نادرا ما يغضب لنفسه، وسريعا ما يغار على دينه ووطنه وأمته".
وفي رده على التساؤل: كيف ترك غيابه ومن ثم وفاته أثرا على عائلته الكبيرة إخوته وأبنائهم وعلى أسرته الصغيرة، أبنائه وأحفاده وزوجته؟ قال المهندس إبراهيم: "لقد كان رمزا ومثالا يحتذى وقدوة لكل فرد بأسرته الصغيرة والكبيرة، وأثره واضح على كل منهم بحياته وأخلاقه وتصرفاته".
ويتابع: "أما عن أختي (زوجته)، فلن أقول إلا أنه كان وما زال روحا تسكن جسدها ولا يفارقها، ولا تتكلم إلا عنه وعن مناقبه".
وختم بالقول: "أكتفي بهذا؛ لأن الكلمات لا تسعفني، وقلبي لا يحتمل، حيث إن الذكريات معه تتداعي".
"قتلوك جسدا.. وبقيت حيا"
ويقول عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية، إسلام الغمري: "قتلوك جسدا سيادة الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، لتبقى حيا بمواقف الرجولة والإنسانية وبكلماتك القوية".
ويضيف مخاطبا الرئيس مرسي: "لن ننساك رئيسا شريفا عفيفا، لن تنساك فلسطين المحتلة، ولن تنساك قضايا أمتنا العادلة، ولن ننساك أسدا حبيسا عصيا على جلاديك، فلم يفلحوا في النيل من عزيمتك".
ويتابع مسؤول الملف المصري بمركز حريات للدراسات: "قتلوك فارتقيت وبكتك القلوب والعيون، منعوا صلاة الجنازة عليك، فصلى عليك العالم الإسلامي".
وختم بقوله: "ها هو العيد الأول على فراقك أيها الرئيس الشهيد يطرق أبوابنا، وقد غادرت دنيانا، وقد أبقيت لنا الأمانة؛ وهي ثورة الشعب التي أوصيتنا بالحفاظ عليها بقولك: (أوعوا الثورة تتسرق منكم)، ونعدك سيادة الرئيس الشهيد أننا على الطريق سائرون وعلى العهد باقون".
"ستظل للأحرار نبراسا"
"أقول للرئيس الشهيد محمد مرسي: لقد كفيت ووفيت، وقمت بالواجب تجاه ربك ودينك وشعبك ووطنك، وكنت القدوة في الثبات على المبدأ، والحفاظ على الحق في مواجهة المجرمين والفاسدين، وكشفت الحكم العسكري على حقيقته"، كانت تلك كلمات الداعية الإسلامي سامح الجبة بحق الرئيس مرسي.
ويضيف الإمام المصري بالمشيخة الإسلامية بدولة الجبل الأسود لـ"عربي21"، أن الرئيس مرسي كشف لنا أن هذا الحكم العسكري هو سبب تخلف البلاد، وغياب الحريات، ورأس كل فساد، وما كان ليعرف هذه الحقيقة إلا بثباته".
ويقول عنه إنه "رمز الشرف والرجولة والوطنية؛ فقد كان نموذجا للحاكم الذي يتقي الله في كل حركاته، والذي يتعفف عن المال العام، ويسعى بكل قوته لتحقيق الحياة الطيبة الكريمة لشعب مصر".
ويؤكد أن "الرئيس الشهيد أقام الحجة على الجميع بضرورة الثبات على الحق، والتضحية في سبيله كما أراد الله ورسوله، وعلى الجميع أن يسير على نهجه".
وينهي الجبة حديثه بالقول: "طبت حيا وميتا سيدي الرئيس، وستظل للأحرار في العالم نبراسا يضيء لهم الطريق".
"عيدك في الجنة"
وعبر مواقع التواصل، قال نجله عبدالله، الأحد: "عيدك في الجنة أجمل يا أبي، عيدك في الجنة أجمل يا شهيدا، نُظهر الفرح إحياء لشعائر الله وقلوبنا تقطر ألما".
وكان قد كتب السبت: "أول يوم عرفة من دونك يا أبي".
هكذا تضامن مصريون مع عصام سلطان بعد 6 سنوات على اعتقاله
هكذا أحكم السيسي قبضته على مصر بعد الانقلاب
معاناة مصر المائية تبدأ مبكرا مع سد النهضة.. ما السبب؟