سلط تقرير تلفزيوني إسرائيلي الضوء على ما "يخوضه الجيش والمخابرات الإسرائيليان من حرب ضروس لإحباط العمليات المسلحة في الضفة الغربية"، والتعاون القائم مع أجهزة الأمن الفلسطينية.
وكشف نير دبوري المراسل العسكري الإسرائيلي في القناة 12 في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "انضم في الأسابيع الأخيرة إلى سلسلة من هذه الأنشطة العسكرية للتعرف عن قرب على طبيعة هذه الجهود المبذولة في ملاحقة نشطاء التنظيمات الفلسطينية المسلحة".
وأضاف أن "الجيش لديه خشية دائمة من تنفيذ المزيد من العمليات في المستقبل التي قد تشهدها الضفة الغربية، على غرار اختطاف وقتل الجندي الإسرائيلي في مفترق غوش عتصيون جنوب الضفة الغربية الأسبوع الماضي".
وأشار إلى أنه "في كل ليلة، وفي الوقت الذي ينام فيه الإسرائيليون، تبقى فرقة 890 التابعة للواء المظليين في حالة جاهزية دائمة على مدار الساعة لتنفيذ حلقة جديدة من اعتقال المطلوبين في مدينة الخليل، وآخر الحملات تركزت بمنطقة جبل جوهر، أحد الأحياء الفقيرة والعنيفة في آن واحد، ويعيش فيها 15 ألف فلسطينيا".
وأوضح أنه "تتم ملاحقة المطلوبين، واعتقالهم من منازلهم عبر الدخول على الأقدام، وليس بالدوريات العسكرية، ما يتطلب المزيد من الحذر واليقظة خشية استهداف الجنود بنيران قناصة، أو تنفيذ ععمليات دعس بالسيارات، ولذلك يحرص الجنود على المشي بسرعة وحذر في الوقت ذاته".
وحول تفاصيل عمليات الملاحقة قال: "المرحلة الأولى في عملية الاعتقالات تبدأ بتقطيع أوصال البيت المستهدف، وجزء من الجنود يحرسون البناية من الخارج، فيما يبدأ الآخرون بإيقاظ أفراد الأسرة الفلسطينية، ويشرعون بالتحقيق معهم في المكان، فيما تبدأ عملية تمشيط عن وسائل قتالية وأسلحة في المنزل، وإثباتات مادية داخل ساحاته المنتشرة".
وأكد أن "بعض الفلسطينيين الذين يتم التحقيق معهم داخل المنزل، يتم نقلهم إلى مقار جهاز الأمن العام "الشاباك" للتأكد من وجود أدلة أخرى توجب إبقاءهم قيد التحقيق، وهل ينتمون فعليا للمنظمات الفلسطينية المسلحة التي باتت تنشط في الآونة الأخيرة؟".
واستدرك بأنه "وفق السياسة التي تتبعها قيادة المنطقة الوسطى في الجيش، فإن قوات الأمن تعمل بصورة صارمة وقاسية ضد نشطاء المنظمات الفلسطينية، وفي الوقت ذاته تحافظ على مستوى حياة الفلسطينيين كما هو، ومن ذلك أنه فيما يواصل الجيش عمليات الملاحقة فقد قلل مؤخرا من أعداد الحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة الغربية، وزادت من معدلات حرية الحركة للفلسطينيين في مناطق الضفة الغربية".
ونقل عن الجنرال ساغيف داهان قائد لواء شومرون أن "لدينا أسبابا استخبارية وأمنية لاعتقال من نريد، أو التحقيق وفحص الأفراد بصورة حسية، نقوم بذلك على أي حاجز، ولم نتنازل عن جاهزيتنا العسكرية، لكننا نعمل فقط على إعادة تموضع القوات في المكان والزمان المطلوبين دون توسيع رقعتها بدون داع".
اقرأ أيضا: خبراء إسرائيليون: نريد تنفيذ اغتيالات في حماس لكننا لا نستطيع
وأضاف أن "السياسة الجديدة للجيش تقضي بزيادة اعتماده في الآونة الأخيرة على المواقع والأبراج العسكرية العالية، والطائرات المسيرة التي تحوزها القوات على مدار الساعة للتصوير وتوثيق الأحداث دون حاجة للزج بالقوات في كل صغيرة وكبيرة، بحيث يزيد من معدلات الاحتكاك بالفلسطينيين، وإمكانية التوتر معهم".
الضابط إيتي غينات قائد سرية في الضفة الغربية قال إن "لدي وسائل تقنية تساعدني في كثير من المهام التي تعفيني من إقحام قواتي بصوة دائمة ومكثفة بين الفلسطينيين، وحين تصل قوة عسكرية تابعة للجيش، فإنها لا تأتي مباشرة إلى نقطة الحدث، لكنها تفضل الطرق الالتفافية، وتعمل على احتواء الموقف، بحيث يكون الاحتكاك مع السكان الفلسطينيين في حده الأدنى".
التقرير التلفزيوني يختم حديثه بالتأكيد على "مستوى التعاون المكثف بين الجيش والشاباك والأمن الفلسطيني لاحتواء أي محاولات لإقامة بنى تحتية مسلحة في الضفة الغربية، من ناحية إسرائيل فهي تجد نفسها أمام إشكالية جادة: تريد تقوية السلطة الفلسطينية لتمكينها من السيطرة الجدية على الأرض، لكنها في الوقت ذاته تشكل تحديا سياسيا لإسرائيل".
وأكد أن "المنظومة الأمنية الإسرائيلية لا تتحدث كثيرا عن خارطة المصالح السياسية، ولا تنشغل بما يفكر به رئيس الحكومة ووزراؤه، هؤلاء الضباط في الجيش والمخابرات يريدون فقط الحفاظ على مستوى مقبول من الهدوء الأمني في الضفة الغربية، إلى حين اتخاذ قرار آخر".
خبراء إسرائيليون: هكذا تعمل حماس لتنفيذ هجمات مسلحة بالضفة
بمشاركة السلطة.. بحث إسرائيلي واسع عن منفذ عملية "عتصيون"
نتنياهو يقترح بناء مشاريع بمناطق "ج" لفلسطينيين.. مقابل؟