سلطت صحيفة إسرائيلية، الضوء على "عملية دوليب" التي وقعت فجر الجمعة الماضي، مؤكدة وجود عمل منظم، وتخطيط مسبق، ومعرفة المكان وخبرة في إعداد العبوات الناسفة، خلف هذه العملية التي أدت لمقتل مستوطنة إسرائيلية وإصابة آخرين.
ولفتت صحيفة "هآرتس"
العبرية، في تقرير نشرته للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، إلى أن "عملية دوليب
نفذت بواسطة عبوة ناسفة شغلت كما يبدو عن بعد، وسط مراقبة المنفذين لموقع العملية؛
وهذا هو الاستنتاج الظاهر من التحقيق الأولي في العملية التي حدثت قرب مستوطنة
دوليب غربي رام الله".
وأضافت أن "الخطوط العامة
للعملية تدل على درجة من التخطيط المسبق، ومعرفة المكان وترتيبات الحماية فيه، كما أنها تدل على خبرة ما في إعداد العبوات الناسفة"، مقدرا أن "العبوة التي استخدمت
لم تكن عبوة بدائية وسهلة التفجير، بل كانت سلاحا متطورا أكثر بقليل، ربما صنع في مختبر
للمواد المتفجرة".
وذكرت "هآرتس"، أن عام
2018 شهد "عدة محاولات لتنفيذ عمليات في الضفة الغربية، وأعلن جهاز الشاباك
بداية الشهر الحالي، عن كشف خلية لحماس كانت تنوي وضع عبوة في القدس".
كما "كشفت أجهزة الأمن
الفلسطينية في السنة الأخيرة أيضا عن حالتين لمحاولات وضع عبوات ناسفة على
الشوارع التي تسافر فيها دوريات للجيش الإسرائيلي"، مؤكدة أن "عملية
دوليب عبرت عن تصعيد هام بدأ مؤخرا في عدد العمليات الشديدة".
اقرأ أيضا: بعد "عملية دوليب".. دعوة إسرائيلية لحل السلطة الفلسطينية
ونوهت إلى أنه " في أقل من
أسبوعين قتل الجندي دابير شورك بالطعن في غوش عتصيون على أيدي فلسطينيين أحدهما
مرتبط بحماس، وأصيب إسرائيليان في عملية دهس في نفس المكان، وتم طعن شرطي من قبل
فلسطينيين في منطقة القدس، وقتلت إسرائيلية".
ولفتت إلى أنه "لا يوجد قاسم
مشترك واضح بين كل هذه العمليات، ولكن هناك انتماء تنظيمي واضح"، مرجحا
"مشاركة أكثر من شخص في التخطيط لعملية دوليب".
وتابعت: "يبدو أنه ليس هنا فقط
موجة عفوية لمنفذي عمليات منفردين، بل دلائل على تنظيم خلايا محلية عدد منها مرتبط
بالتنظيمات، وتعمل بتشجيع حثيث من قيادة حماس المسؤولة عن ذلك في القطاع، والتي
تسمى قيادة الضفة"، مشيرة إلى أن زيادة التوتر في القدس والمسجد الأقصى
"ساهم في تسخين الأجواء".
ونوهت الصحيفة إلى أن "الضفة
الغربية وبدرجة ما مناطق شرق القدس، تشتعل بالعنف (مواجهات مع الاحتلال) في الأسابيع
الأخيرة"، مضيفة أن "هذه الدلائل المقلقة تم تشخيصها مسبقا في الطرفين
(السلطة وإسرائيل)".
وزعمت أن "الأزمة الاقتصادية
الشديدة للسلطة تقف في الخلفية، وقرار إسرائيل الخصم من أموال الضرائب، عمل على
تدهور الوضع بالضفة الغربية"، موضحا أنه "تم إلقاء بطانية على الشعلة
الحارقة الخميس الماضي من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة محمود
عباس، بعد توصلهما إلى اتفاق ملتو يسمح بضخ نحو ملياري شيكل لخزينة السلطة، وهذا
يدل على أن نتنياهو وعباس أدركا أن الوضع على الأرض متفجر، ولا يمكن تركه على
حاله".
ورغم ذلك، فإن "الاتفاق المالي لم
يمنع حدوث عملية دوليب، ونجاح هذه العملية بالتأكيد ستنتج عنه محاولات تقليد في
الفترة القريبة القادمة، وفي المقابل، فإن الوضع المالي للسلطة سيستقر على الأقل حتى
شهر تشرين الثاني، والأجهزة (الفلسطينية) يتوقع أن تزيد وفقا لذلك جهودها لإحباط
تنفيذ العمليات".
وحول الأجواء في غزة، أكدت الصحيفة
أنها "متوترة" بسبب وتيرة تطبيق إجراءات تخفيف الحصار التي تسير ببطء،
مستبعدة في هذه الأوقات التوصل لـ"تسوية طويلة المدى، كما أن التصعيد العسكري
ما زال يشكل احتمالية معقولة جدا".
بعد "عملية دوليب".. دعوة إسرائيلية لحل السلطة الفلسطينية
قراءة إسرائيلية تحذر من تصاعد ألسنة اللهب في الضفة وغزة
الإسرائيليون يستذكرون انسحاب غزة ويرفضون تعميمه بالضفة