جدد نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، مرة أخرى، التأكيد على ضرورة تنظيم الانتخابات الرئاسية التي اعتبرها "مصيرية" قبل نهاية السنة الحالية، وذلك بعد أيام من اقتراحه استدعاء الهيئة الناخبة منتصف أيلول/ سبتمبر الجاري.
وقال قايد صالح، أمس الأربعاء، خلال اليوم الثالث لزيارته الناحية العسكرية الرابعة بورقلة: "أود أن أؤكد مرة أخرى، أن الوضع لا يحتمل المزيد من التأخير، بل يقتضي إجراء هذه الانتخابات المصيرية في حياة البلاد ومستقبلها في الآجال التي أشرت إليها في مداخلتي السابقة، وهي آجال معقولة ومقبولة تعكس مطلبًا شعبيا ملحا كفيلا بإرساء دولة الحق والقانون".
وسبق لقايد صالح أن أكد، الاثنين الماضي، أنه "انطلاقا من مهامنا وصلاحياتنا واحترامنا للدستور ولقوانين الجمهورية، نرى أنه من الأجدر أن يتم استدعاء الهيئة الناخبة بتاريخ 15 سبتمبر الجاري، على أن يجرى الاستحقاق الرئاسي في الآجال المحددة قانونا"، منوها في ذات الوقت بالجهود المبذولة من قبل الهيئة الوطنية للوساطة والحوار، مشيدا بـ"النتائج المشجعة التي حققتها في وقت قصير على نهج الحوار الجاد والبناء والهادف".
اقرأ أيضا: قايد صالح يدعو لانتخابات رئاسية بالجزائر قبل نهاية 2019
وانتقد قايد صالح، أمس، في كلمته، الأصوات الداعية لمرحلة انتقالية، وقال: "لا تزال بعض الأحزاب السياسية تُطالب بالتحاور، بل التفاوض مباشرة مع المؤسسة العسكرية، اقتداء بتجارب بعض دول المنطقة في التعامل مع الأزمات، متناسين أن الجزائر بتاريخها العريق وبشعبها الأبي وبمواقفها الريادية الثابتة هي التي تكون دائما القدوة وليس العكس".
وأكد أن موقف المؤسسة العسكرية ما زال ثابتا من خلال "التمسك بالحل الدستوري للأزمة، انطلاقًا من إيمانه بأن الدولة العصرية هي دولة المؤسسات".
وشدد رئيس أركان الجيش الجزائري على أن "التمسك بالدستور هو عنوان أساسي للحفاظ على كيان الدولة واستمراريتها، ويعمل على مرافقة الشعب الجزائري الأبي الذي يطالب بإلحاح بالتعجيل في إجراء الانتخابات الرئاسية، هذا الشعب الذي نكن له كل التقدير والاحترام، والذي التف بقوة حول جميع المبادرات الخيرة التي قدمتها المؤسسة العسكرية".
ولم يفوت قايد صالح الفرصة ليهاجم من وصفهم بـ"المتآمرين" على مصلحة الوطن بالقول: "لقد أعمت الأنانية بصيرة أولئك الذين لا يعرفون قيمة هذا البلد وشعبه، ويحترفون التضليل والتدليس، ويحاولون عبثا تغليط الرأي العام والتشكيك في أي مبادرة وطنية خيرة، ساعية لتجاوز الأزمة، ويعملون من أجل الزج ببلادنا في متاهات لا تحمد عقباها، خدمة للعصابة ومن يسير في فلكها، ولهؤلاء المتآمرين المغامرين نقول إننا في الجيش الوطني الشعبي، سنبقى إلى الأبد، برفقة كافة الوطنيين المخلصين، أوفياء لعهد شهدائنا الأبرار، لا ولاء لنا إلا لله ثم للوطن".
اقرأ أيضا: قايد صالح ردا على موسكو وباريس: وضع الجزائر يخصنا وحدنا
يشار إلى أن دعوة أحمد قايد صالح، الهيئة الناخبة للانتخابات الرئاسية في 15 أيلول/ سبتمبر الجاري، تعني وفق القوانين الجزائرية إجراء الانتخابات في حدود 15 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
ومنذ 22 شباط/ فبراير الماضي، تعيش الجزائر على وقع احتجاجات شعبية دفعت في 2 نيسان/ أبريل الماضي بعبد العزيز بوتفليقة إلى الاستقالة من الرئاسة، فيما اعتقل عدد كبير من رموز نظامه وعلى رأسهم الوزيران الأولان السابقان، أحمد أويحيى وعبد المالك سلال.
قايد صالح ردا على موسكو وباريس: وضع الجزائر يخصنا وحدنا
هكذا تفاعلت أحزاب الجزائر مع مقترح استدعاء الهيئة الناخبة
تهديدات بالقتل لأعضاء في هيئة الوساطة والحوار بالجزائر