عقيد بالجيش اليمني: السعودية جندت 20 ألف يمني لتأمين حدودها

قال مسؤول عسكري يمني إن السعودية جندت آلاف اليمنيين عبر معسكر تابع للتحالف الذي تقوده، في منطقة الوديعة المحاذية للحدود مع المملكة.

وأكد العقيد الركن بشير الجزيمي، الذي استقال من منصبين عسكريين في التحالف بقيادة السعودية، أن ما تم حشده وتجنيده من مقاتلين يمنيين عبر هذا المعسكر يفوق عددهم 20 ألفا.

وتابع في تصريح خاص لـ"عربي21": "هذا العدد تم توزيعه في ألوية عسكرية، والدفع بهم إلى الحد الجنوبي من المملكة لقتال الحوثيين في صعدة وحجة المحاذيتين لها".

وكان العقيد الجزيمي أعلن استقالته من منصبيه "ركن القوة البشرية باللواء الثالث عاصفة ومسؤول للتحشيد في معسكر التحالف بمنفذ الوديعة؛ احتجاجا على الدور السلبي لدولة الإمارات، وصمت السعودية عن انحرافها عن دعم الشرعية اليمنية".

وأضاف أنه لا يوجد أي اتفاق رسمي تعترف به وزارة الدفاع ورئاسة أركان الجيش بعملية التجنيد الذاتي تقوم بها المملكة عبر معسكرها في منفذ الوديعة الحدودي، رغم زيارات قام بها نائب الرئيس اليمني، الفريق الركن علي محسن، ووزير الدفاع محمد المقدشي.

وذكر الجزيمي أن اليمنيين الذين جندتهم السعودية "أتت بهم ظروف الحياة المعيشية الصعبة".

وبحسب العقيد الجزيمي، فإن الألوية العسكرية التي تم تشكيلها، ليس لها أي سجلات لدى رئاسة الأركان اليمنية ووزارة الدفاع.

وأشار إلى أن "الأوامر والتعليمات تصدر من الجانب السعودي وليس من الجانب اليمني، الذي لا يمتلك أي قرار بذلك".

لكن العقيد الجزيمي لم يستبعد أن يكون هناك رضا من قبل الرئاسة والقيادة الحكومية، مرجحا أن يكون هذا الموقف اليمني "ناتجا عن ضغوط، أو أموال تلقوها مقابل هذا الصمت".

ووفقا للعقيد الجزيمي، فإن "كل قرارات الشرعية اليمنية سعودية من الدرجة الأولى، إما بالترغيب أو بالترهيب". مشدد على أن القيادة الشرعية "مطالبة بالإجابة عن هذه النقطة".

ولفت الجزيمي إلى أنهم تلقوا مؤخرا تعليمات وأوامر من نائب الرئيس اليمني، ووزير الدفاع، بالانضمام إلى تشكيلة القوات المسلحة، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ.

وفي بيان استقالته الذي نشره عبر صفحته في "فيسبوك" مساء الجمعة، قال الجزيمي إن ما تقوم به الإمارات "احتلال سافر لليمن وموانئه وجزره، وانتهاك صارخ للسيادة الوطنية".

واستنكر في بيانه بشدة الصمت الذي وصفه بـ"المريب" للسعودية، باعتبارها الشقيقة الراعية الأولى لهذا التحالف حيال هذه التصرفات المسيئة والمشينة بحق الشعب اليمني العظيم وقيادته السياسية الشرعية.

وخاطب العقيد الجزيمي التحالف قائلا: "إما أن تعتدلوا أو تعتزلوا، فقد طفح الكيل بنا، وبلغ السيل الزبى".

مشيرا إلى أن الحقائق قد تكشفت، وتبدى المستور، وبانت المطامع والأهداف.

ودعا إلى ترك الرهان على هذا التحالف الذي اعتبره "القشة التي قصمت ظهر البعير". في إشارة إلى بلده اليمن.

وكانت منظمة "سام للحقوق والحريات"، يمنية مقرها جنيف، قد اتهمت السلطات السعودية في تقرير لها، مطلع الشهر الجاري، بـ"استدراج آلاف المقاتلين اليمنيين، خلال السنوات الأربع الماضية، بينهم أطفال، عبر شبكات اتّجار البشر للقتال في حدودها الجنوبية مع اليمن، من دون غطاء شرعي".

وفي تقريرها الذي حمل عنوان "محرقة الحدود"، أشارت فيه إلى أن آلاف اليمنيين الذين "اضطروا للذهاب إلى القتال هناك تحت ضغط الأوضاع الإنسانية السيئة وقُتلوا أو جُرحوا، عاملتهم السعودية كما لو أنهم غير موجودين".

اقرأ أيضا: قيادي يمني لـ"عربي21": الرياض أرسلت قوات كبيرة إلى المهرة