طرحت زيارة مجموعة من القادة والرؤساء للعاصمة الإيطالية "روما" من بينهم رئيس حكومة الوفاق الليبية، تكهنات حول دلالة هذه الزيارات المتزامنة وما إذا كانت "صدفة" أم تم الترتيب لها مسبقا.
وزار كل من الرئيس الألماني، فرانك
فالتر شتاينماير، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى جانب ترقب لزيارة رئيس حكومة
الوفاق، فائز السراج دولة إيطاليا؛ لبحث آخر مستجدات الأزمة الليبية.
"مبادرة ثلاثية"
وخلال زيارته إلى روما، طرح رئيس
ألمانيا "مبادرة ثلاثية مع إيطاليا وفرنسا من أجل منع تآكل الدولة الليبية،
ويمكن لإيطاليا وألمانيا مع فرنسا، إعداد وإطلاق مبادرة في هذا الشأن، دون تحديد
نوع المبادرة أو علاقتها بالمؤتمر الدولي الذي تحضر له برلين".
وتحشد ألمانيا في الوقت الراهن لعقد
مؤتمر دولي حول ليبيا، من المقرر عقده خلال العام الجاري دون تحديد محاوره أو
ضيوفه، لكن "برلين" أكدت أنه سيكون حدثا ذا مغزى كبير بشأن ليبيا".
اقرأ أيضا: السراج إلى إيطاليا بزيارة مفاجئة.. ما علاقتها بمعارك طرابلس؟
ومن المقرر أن يزور
"السراج" إيطاليا بالتزامن مع زيارة "ماكرون و شتاينماير" من
أجل البحث عن مخرج للأزمة الحالية وتقديم شرح واف للوضع الميداني الآن في العاصمة
"طرابلس" ونتائج الاجتماعات التي عقدها مؤخرا مع ساسة وعسكريين وشباب.
والسؤال: هل هذه الزيارات صدفة أم تم
الترتيب لها؟ وما نتائجها وتداعياتها؟
"ليست صدفة"
من جهته، قال وزير التخطيط الليبي
الأسبق، عيسى تويجر إنه "لا يمكن لهذا التجمع أن يأتي بالصدفة، وأعتقد أنه
يهدف إلى حث "السراج" وحكومته ومقاتليه على القبول بإيقاف الحرب والذهاب
إلى التفاوض".
وأوضح في تصريحه
لـ"عربي21" أن "هذا الحراك وهذه الزيارات كلها تصب في الإعداد
للمؤتمر القادم الذي ترعاه ألمانيا، لكن نأمل أن يصمد "السراج" أمام
الضغوط حتى لا تذهب التضحيات هدرا"، وفق وصفه.
اقرأ أيضا: "الوفاق الليبية" تتهم الإمارات وحفتر بقصف مواقع تابعة لها
لكن عضو البرلمان الليبي، جبريل
أوحيدة أشار إلى أن "إيطاليا لا تملك رؤية واضحة وثابتة تجاه القضية الليبية
شأن فرنسا مثلا لما تعانيه "روما" من تخبط بل وتنصلت مؤخرا من حكومة
"طرابلس"، أما ألمانيا فلها وجهة نظر أكثر تنسيقا مع فرنسا وأميركا وهي
التي تعد جيدا للمؤتمر المزمع حول ليبيا".
وأضاف لـ"عربي21": "وإن كنا لا نعول كثيرا على نتائج حاسمة وقطعية للأزمة الليبية تأتي من الخارج، لكنها قد تكون بداية جديدة أكثر جدية من قبل المجتمع الدولي لوضع حد للتدخلات الأجنبية العسكرية في ليبيا من بعض الدول للوصول إلى وقف الصراع المسلح والتوجه إلى طاولة المفاوضات من جديد هذا إن لم تحدث تغيرات ميدانية مؤثرة في سير الأحداث خلال فترة ما قبل انعقاد المؤتمر"، وفق تقديراته.
"انفراجة"
وبدروه، أشار الإعلامي الليبي
المتواجد في "إيطاليا" حاليا، نبيل السوكني إلى أن "هذه اللقاءات تم
الترتيب لها مسبقا، وقد تكون بداية حل فعلي للأزمة الليبية وقد تحدث انفراجة بدخول
ألمانيا على الخط بشكل واضح، مضيفا لـ"عربي21": "الصراع الفرنسي
الإيطالي في ليبيا صراع اقتصادي وليس سياسيا، كما أن روما لا تسطيع إقناع الأطراف
الأخرى بالحلول لضعف حكومتها على المستوى الدبلوماسي"، كما صرح.
وقال الناشط السياسي الليبي، أسامة
كعبار إن "اللقاء يأتي من ضمن التطورات الأخيرة في المشهد العسكري والسياسي،
وأوروبا قلقة جدا من موضوع الهجرة غير الشرعية، وهزيمة "حفتر" المرتقبة
مع تراجع الدعم الدولي أعطى فرصة كبيرة لحكومة الوفاق لتقديم نفسها كشريك سياسي
دولي وحيد".
وبخصوص علاقة الزيارات واللقاءات
بالوصول إلى حل سياسي للزمة الليبية، قال كعبار: "من المستبعد أن يكون اللقاء
الرباعي "ليبيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا"، هدفه وضع خطة حل، لكنه يعتبر
خطوة إيجابية فى طريق الحل"، كما صرح لـ"عربي21".
"فشل متواصل"
لكن المحلل السياسي الليبي، إسماعيل
المحيشي اعتبر أن "كلا من إيطاليا وفرنسا هم أطراف في الصراع الليبي وليس لهم
النية الصادقة لتحقيق التوافق هناك ودليل ذلك فشل كل نتائج اللقاءات والملتقيات
الدبلوماسية التي عقدتها الدولتان".
واستدرك قائلا لـ"عربي21":
"رغم ذلك قد تكون هذه اللقاءات في إيطاليا بمثابة تغير في التوجه الأوروبي
تجاه ليبيا، والأنظار الآن تتجه إلى ألمانيا ومؤتمرها الدولي كون هذه الدولة
الأوروبية تستطيع أن تلعب دورا إيجابيا في الحل بحكم مواقفها الإيجابية في الملف
الليبي"، بحسب كلامه.
السراج إلى إيطاليا بزيارة مفاجئة.. ما علاقتها بمعارك طرابلس؟
هذه محاور القتال المشتعلة جنوبي طرابلس ضد حملة حفتر
حرب الطائرات المسيرة.. مواجهة جوية بين "الوفاق" و"حفتر"