قال وزير إسرائيلي إن "إمكانية تشكيل بيني غانتس لحكومة إسرائيلية قادمة تحمل توقعا بإمكانية أن تستأنف العملية السياسية مع الفلسطينيين، وتعمل على إيجاد فرصة جديدة لتسوية ما مع منظمة التحرير الفلسطينية، يصل في النهاية إلى اتفاق عام يشمل قطاع غزة، وإمكانية دعوة القيادة في غزة للانضمام إليه".
وأضاف يوسي بيلين، الذي شغل مهامّ
عديدة بالكنيست والحكومات، في مقاله على موقع المونيتور، ترجمته
"عربي21" أن "العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين
المجمدة منذ مباحثات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في 2014، لم تكن موضوعا
مركزيا في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، باستثناء إشارات طفيفة حول صفقة القرن
الأمريكية، حتى أن بنيامين نتنياهو تفاخر بأنه الوحيد القادر على تنفيذها على
الأرض".
واستدرك قائلا: "استمرار إطلاق
الصواريخ من غزة حضر بقوة وبصورة غير متوقعة في الدعاية الانتخابية، ويتهم معسكر اليمين
نتنياهو بأنه يتعامل مع حماس بقفازات من حرير، ويواصل إرسال الدفعات المالية
القطرية إلى القطاع، وفي الوقت ذاته لا يسمح بتنفيذ عملية عسكرية للإطاحة بحماس،
خشية أن تؤدي هذه المواجهة لسقوط خسائر بشرية إسرائيلية كبيرة، وربما التورط في
البقاء بغزة، بعد ان يتم احتلالها مجددا".
غزة أولوية
وأشار إلى أن "الانتقاد القادم
لنتنياهو من اليمين، انضم إليه حزب أزرق-أبيض بزعامة بيني غانتس، وزعيم حزب
يسرائيل بيتنا أفيغدور ليبرمان، فالأول ترأس أركان الجيش في حرب غزة الأخيرة في
الجرف الصامد 2014، وخلال حملته الانتخابية في دورة أبريل الماضية تفاخر بأنه أعطى
الأوامر للجيش لإيقاع أكبر قدر من الخسائر في صفوف الفلسطينيين، وادعى أن هذه
الحرب منحت إسرائيل بضع سنوات من الهدوء الأمني".
اقرأ أيضا: الرئيس الإسرائيلي يُكلف نتنياهو بتشكيل حكومة جديدة (شاهد)
وأضاف بيلين، أحد رموز حزب العمل،
رئيس حزب ميرتس، ومن رواد مسيرة أوسلو مع الفلسطينيين، أن "غانتس يعلن اليوم
أنه لن يسلم بإطلاق صواريخ غزة، ويجب العمل على توفير الهدوء باستعادة الردع عبر
عملية عسكرية كبيرة تحقق ذلك، في حين أن ليبرمان يحمل على ظهره مقابلة أجراها في
مايو 2016 يمنح فيها زعيم حماس في غزة إسماعيل هنية إنذارا بإعادة الأسرى
الإسرائيليين الذين تأسرهم حماس، وإلا تمت تصفيته".
وأوضح أنه "بعد أن تم تعيين
ليبرمان وزيرا للحرب، لم يعلن هذا الانذار إطلاقا، وفي يونيو 2017 اعترف أن هذا
التهديد كان فارغا من مضمونه، لكنه منذ استقالته من الوزارة في نوفمبر 2018 دأب
على توجيه اتهامات لنتنياهو بمنعه من تنفيذ تهديداته ضد حماس، والخروج لعملية
عسكرية هجومية في غزة".
وأكد أن "اليوم في ظل تزايد فرص
غانتس بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، وإمكانية ضم ليبرمان إليه وزيرا للحرب، فإن غزة
ستكون على رأس جدول أولوياتهما، وسيكون من الصعب عليهما التسليم بالواقع الأمني
القائم هناك، بما في ذلك وصول السفير القطري شهريا لإرسال الأموال إلى غزة، وفي
حال أرادت حماس اختبار قدرات الاثنين في مواقعهما الجديدة، فإن فرص الذهاب لمواجهة
عسكرية واسعة سيزداد مع مرور الوقت".
الاحتمال المتطرف
وأضاف أن "هذا الاحتمال المتطرف
قائم رغم أن حكومة وحدة وطنية برئاسة غانتس يفترض أن تكون معتدلة أكثر من الحكومة
الحالية".
وأشار إلى أنه "يمكن لنا الحديث عن
اتفاق غير مباشر مع حماس، يتضمن وقف استخدام السلاح فترة من الزمن، مقابل تزويد
غزة بالطاقة والبضائع وتشغيل العمال في إسرائيل، وزيادة تصاريح العمل، ودراسة طلاب
غزة في الضفة الغربية، وعلاج المرضى الفلسطينيين في إسرائيل، ومن خلال هذه
التفاهمات يمكن الوصول إلى حل ما لقضية الأسرى الإسرائيليين في غزة".
وختم بالقول إن "كل هذه
التحركات سيواجهها حذر من السلطة الفلسطينية، لأـنها تنظر بخشية كبيرة لأي تواصل
إسرائيلي مع أي جهة فلسطينية، ولو بشكل غير مباشر، وفي حال طلبت السلطة من إسرائيل
عدم التوصل لاتفاق مع حماس، فإنها لن تقدر على ذلك، لأن السلطة لن تستطيع منع إطلاق
الصواريخ على إسرائيل، وترفض القيام بالمهام الأمنية في القطاع".
يديعوت: هذه مؤشرات نهاية عهد نتنياهو.. منقطع عن الواقع
معركة محتدمة حول رئيس الحكومة الإسرائيلية المقبل
مؤشرات بتكليف غانتس لتشكيل الحكومة على حساب نتنياهو