نشرت مجلة
"
توب سانتي" الفرنسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على طرق علاج
العقم
لدى النساء، التي تبدأ بتحديده ثم فهم مراحل العلاج المناسبة التي سيحددها الطبيب
حسب سبب هذا العقم.
وقالت المجلة في
تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إن نسبة الأزواج الذين يزورون الطبيب
للاستفسار حول مشاكل تهم الخصوبة تتراوح بين 10 و15 بالمئة. وبمجرد تحديد سبب أو
أسباب العقم، يمكن بدء العلاج الملائم.
وذكرت المجلة أن
أولى خطوة للعلاج تتمثل في تحديد أسباب العقم، التي يمكن أن تكون متنوعة، لذلك
سيصف الطبيب اختبارات مختلفة لفهم المشكلة بشكل أفضل قبل تحديد العلاج. ولكن من
الممكن أن يستنتج أنه عقم غير مبرر. خلال أول جلساتك العلاجية معه، سيطرح عليك
الطبيب أسئلة حول معلومات متعلقة بأمراض النساء، مثل انتظام الدورة الشهرية
والنزيف غير الطبيعي والإجهاض أو الالتهابات الحوضية السابقة. ويشمل هذا الفحص
الأوّلي أيضًا فحص عنق الرحم وقياس مستوى الهرمونات لتقييم المبيض وجودة الإباضة
ومعرفة ما إذا كانت البويضات تنتج كمية كافية من هرمون البروجسترون.
وأضافت المجلة
أنه يمكن للطبيب أن يطلب منك إجراء فحص الحوض بتخطيط الصدى الطبي في بداية الدورة،
للتأكد من عدم وجود ورم ليفي أو كيسة والتأكد من عدد جريبات المِبيض، علما وأنه في
الحالات الطبيعية، يوجد ما بين خمسة و10 جريبات في كل مبيض.
وأفادت المجلة
أنه بناء على النتائج النهائية، سيبحث الطبيب في إمكانية وجود مشاكل في قناة فالوب
أو جوف الرحم من خلال وصف تصوير الرحم بالصبغة، حيث يقوم طبيب الأشعة بضخ مادة
تباين في الرحم ويأخذ العديد من الصور، أو تنظير الرحم، الذي تتم من خلاله رؤية ما
بداخل الرحم باستخدام الألياف البصرية.
من الضروري في
بعض الأحيان استخدام تنظير البطن، وهو فحص يتم إجراؤه تحت التخدير التام للكشف
عمّا بداخل البطن باستخدام كاميرا صغيرة. يسمح هذا التنظير في بعض الأحيان بمعالجة
فورية للمشكلة، من خلال علاج انسداد قناة فالوب، أو علاج مشاكل بطانة الرحم أو
كيسات المبيض.
وبينت المجلة أن
ثاني خطوات علاج هذه المشكلة تتمحور حول تحفيز الإباضة بواسطة الأدوية علما وأن
أكثرها شيوعا واستخداما لعلاج العقم هي تلك التي تساعد على تحفيز الإباضة. ونجد في
مقدمتها مضادات الأستروجين التي تؤخذ عن طريق الفم وتدفع الجسم لصنع الهرمونات كما
أنها تزيد من نسبة تعدد المواليد بنسبة 10 بالمئة.
اقرأ أيضا: دراسة: التلوث قد ينتقل للأجنة عبر "المشيمة"
كما نجد من بين
هذه الأدوية الغونادوتروبينات، التي تُقدم في شكل حقن يومية والتي تحفز نمو
البويضة مباشرة في المبيضان. وغالبا ما يصفها الطبيب عندما لا يكون لمضادات
الاستروجين أي تأثير، كما أنها تزيد من فرص تعدد المواليد بنسبة 30 بالمئة. فضلا
عن ذلك، توصف أدوية البروموكريبتين أو الكابرجولين، وهي أدوية تؤخذ عن طريق الفم،
للنساء اللاتي يعانين من فرط برولاكتين الدم، وهو مستوى مرتفع للغاية من
البرولاكتين يساهم في منع الإباضة.
وعرجت المجلة
على العلاج الجراحي للعقم، الذي يقتصر على حالات نادرة لا تمثل سوى خمسة بالمئة من
الحالات التي تعاني من حساسية الأدوية. علاوة على ذلك، يُنصح بهذا العلاج للنساء
اللاتي يعانين من الانتباذ البطاني الرحمي وللاتي يعانين من ورم ليفي أو من انسداد
على مستوى قنوات فالوب. لكن يظل معدل نجاح هذا النوع من الجراحة منخفضًا ويزيد من
خطر الحمل خارج الرحم.
وأشارت المجلة
إلى المساعدة الطبية على
الإنجاب، التي يتم اختيارها بين الزوجين والفريق الطبي
بناءً على العلاجات السابقة وأسباب العقم التي وقع تحديدها سابقا. ومن بين
التقنيات الرئيسية للمساعدة الطبية، نذكر أولا تلقيح الحيوانات المنوية للشريك اصطناعيا
في حالة العقم غير المبرر أو فشل علاج تنشيط الإباضة أو مشكلة في عنق الرحم.
وتنضاف إلى هذه
التقنيات عملية التلقيح الصناعي في المختبر مع حقن الحيوانات المنوية بالبويضة في
حالة العقم غير المبرر أو فشل التلقيح أو العقم المزدوج أو عند الأم المتقدمة في السن،
وعملية التلقيح الصناعي في المختبر دون التلاعب المجهري في حالة الإنتباذ البطاني
الرحمي أو العقم الأنبوبي أو ذاك الناتج عن مشاكل في الإباضة.
وفي الختام،
تطرقت المجلة إلى تقنية تجميد الخلايا البيضية قبل العلاج الكيميائي أو العلاج
الإشعاعي أو في حالة التبرع بالخلايا البيضية، فضلا عن تجميد الأجنة في حالة فشل
نقل أجنة "حية".