قال كتاب مصريون إن فتح ملفات فساد لزوجة وأبناء
رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وخاصة محمود الذي يعمل بجهاز المخابرات وتسليط
الضوء عليهم، كان عاملا مهما في تحريك الناس للخروج عليه.
وعلى مدار أسابيع ركزت الرسائل المصورة
للفنان والمقاول، محمد علي، على شخصية "انتصار السيسي" وتدخلاتها في بناء
القصور الرئاسية، والتكاليف الباهظة التي دفعت من ميزانية الدولة المصرية،
لتعديلات القصور، في الوقت الذي يشهد فيه المواطن المصري ظروفا معيشية قاهرة نتيجة
الغلاء، وتراجع العملة تقابلها مطالبات متكررة من السيسي بالتقشف الشديد.
وعلى غرار محمد علي، فتح كثير من النشطاء
الباب أمام الحديث عن زوجة السيسي، وإنفاقها على المجوهرات والإكسسوارات، وارتداء
أغلاها في عدة مناسبات شاركت فيها، مثل استقبال زوجة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
في القاهرة، العام الماضي، بعد أن كانت "انتصار" بعيدة نوعا ما عن
الأضواء.
وسبق أن تعرضت زوجتا الرئيسين السابقين أنور
السادات وحسني مبارك، جيهان وسوزان، لفتح ملفات تدخلاتهما في الأمور العامة
والحديث عن قضايا فساد مالي، وهو ما أثر في الرئيسين في حوادث مختلفة، وصلت إلى حد
اعتقال بعض المعارضين لمجرد الحديث في هذا الأمر.
اقرأ أيضا: فنان مصري يفضح "فساد الجيش" ونفوذ زوجة السيسي (شاهد)
الكاتب المصري سليم عزوز، قال، إن هذا الجانب
من حياة الرؤساء "يعد بلا شك أمرا فتاكا في مثل هذه المعارك لسببين، أن زوجة
السيسي تحديدا تقدم على أنها سيدة بعيدة عن تطلعات السياسة والبهرجة، وأقرب ما
تكون للمرأة المصرية العادية".
وأوضح عزوز لـ"عربي21" ثانيا أن "الاتهامات
المتكررة لانتصار السيسي أصاب زوجها بمقتل، ومن قام بتوجيه الرسالة استفاد من
حوادث سابقة مثل جيهان السادات، التي هوجمت إبان حكم الرئيس الراحل، واتهمت
بالمسؤولية عن جزء من الأزمة السياسية في البلاد".
وأضاف: "السادات خرج بتصريح شهير غاضب
على الشيخ أحمد المحلاوي، إمام أشهر مساجد الإسكندرية، حين قال خليه مرمي في السجن
زي الكلب، بسبب ما قال إنها تقارير وصلت إليه من أمن الدولة، أنه وصف جيهان بسيئة مصر
الأولى".
وتابع عزوز: "بالطبع ثبت كذب هذه
التقارير بعد خروج الشيخ المحلاوي، الذي قال إن أمن الدولة في حينه، فبرك تلك التحقيقات
ورفعها للسادات".
ولفت إلى مقال للدكتور
محمد حلمي مراد وزير التربية المصري الراحل، كشف فيه تدخلات جيهان في الأمور
العامة، وقال إن هذا الأمر أغضب السادات بشدة".
وشدد على أن "الحكام
العرب، وهي مشكلة عامة لديهم، يريدون تقديم زوجاتهم للغرب على أنهن سيدات صالون
ومن طبقات راقية، لكنهم أمام شعوبهم يتصرفون وكأنهم فلاحون، ولا يجوز لأحد
الاقتراب منهن".
وقال عزوز، إن أحد
الجوانب القوية في الحملة على "انتصار السيسي"، تقديم أدلة على
"مدى شراهتها للعيش على غير طبيعتها كما لو كانت زوجة قيصر، وإنفاق الأموال
العامة ببذخ على القصور، وهو ما أساء لها وللسيسي وللدوائر المحيطة بهما، وبسطاء
العامة الذين يهتفون للسيسي ولا ينشغلون بالقمع والاستبداد عموما".
ورأى أن من قام
بالحملة يدرك أن اختيار زوجة السيسي، من بين عدة عوامل للتركيز على فساده يعلم
أننا مجتمع شرقي، والدخول لهذه الزاوية تعد ثغرة لأي رئيس وتلحق به الضرر، خاصة
حين تقدم وثائق تؤكد الادعاءات، وتكرار محمد علي الحديث عن انتصار يستفز السيسي
بلا شك".
اقرأ أيضا: فيديو جديد لمحمد علي قبل ساعات من "التظاهرات المليونية"
من جانبه قال الكاتب والصحفي المصري المعارض،
جمال الجمل، إن "الأمور الشخصية تساعد في تهييج الجماهير"، لكنه في
الوقت ذاته حذر من حصر الثورة في جانب واحد".
وأضاف الجمل لـ"عربي21" أن
"الشعب المصري ليس جائعا، رغم أهمية لقمة العيش، لكنه باحث عن العدالة
الاجتماعية ودستور محترم ولديه قضايا عربية أهمها قضية فلسطين، فضلا عن ملفات
التنازل عن أرضه في سيناء، وغيرها وحصر الثورة في ملف زوجة السيسي وحده يضعفها".
وتابع: "لكن فتح هذا الملف مهم من أجل
وعي الجماهير، وفساد السيسي يتجاوز بناء القصور والمجوهرات باهظة الثمن، التي
ترتديها زوجته إلى تضييع بلد كامل".
وشدد الجمل على أن فتح
هذا الملف أشبه "بعود ثقاب يمكن أن يشعل غابة"، مؤكدا ضرورة
"استثمار هذه النار لتحصيل حقوق المواطن المصري، وإعادة الروح للشارع ومساعدة
الناس برفع صوتهم، لرفض الظلم وإصلاح أوضاع البلاد".
ورأى أن "الشباب العاطل عن العمل الذي تحرقه
الأسعار، من حقه التعبير عن غضبه بالشكل الذي يريده، بعد تجويعه، حتى لو كان بفتح
ملف زوجة السيسي والحديث عنها بوجود أدلة".
واعتبر الجمل أن
السلوك العائلي للرؤساء والمسؤولين والفنانين، "يأتي لهم بالكثير من الويلات
والمشاكل، وتبدأ تساؤلات الناس في هذه الحالة بكيفية قدرة هذا الشخص على قيادة
البلاد، وهو غير قادر على ضبط زوجته أو ابنه في فسادهم، على حساب الشعب".
ولفت إلى أن تناول
الحياة الشخصية للحكام، "لها ضوابط وفقا للقانون، لكن في بلد مثل مصر ينتهك
فيه النظام حرمات الناس ويفضحهم ويشهر بمكالماتهم الخاصة على الملأ، يذوق النظام
من فعل يديه، وبالمحصلة كيف ينتظر احترام الشعب، وهو يسيء له في كل لحظة".