سياسة عربية

قيادي في النهضة: حافظنا على الديمقراطية ولم ننجح في التنمية

رفيق عبد السلام: المطلوب أن تظهر النهضة قدرة على الهجوم مثلما أثبتت قدرة على الدفاع والمراوغة (صفحة عبد السلام)

أكد القيادي في حركة "النهضة" التونسية ومسؤول العلاقات الخارجية فيها، رفيق عبد السلام، أن حركة "النهضة نجحت فعلا في صدّ الاٍرهاب وإحباط مخططات إسقاط الدستور والديمقراطية، ولكنها لم تنجح بعد في الهجوم على الفقر والبطالة والتهميش".

ورأى عبد السلام في تصريحات له اليوم الجمعة، نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أن المطلوب من "النهضة في مقبل الأيام أن تنجز على الصعيد التنموي والاقتصادي بعد أن تم الاطمئنان على البناء الديمقراطي".

وقال: "في السنوات القادمة يجب أن يكون خيار النهضة واضحا وقاطعا إما أن تحكم بأتم معنى الكلمة وتتحمل مسؤوليتها كاملة أمام الله والشعب، وتحاسب على ضوء ذلك. وإما أن تذهب للمعارضة وتتخلص من أعباء الحكم وتبعاته".

وأضاف: "الوضوح وعدم التردد يجب أن يكون سمة المرحلة المقبلة، والعنوان الأنسب ليس الديمقراطية والحريّة (وقد تم تثبيت ذلك إلى حد كبير) بل العدالة الاجتماعية بمعناها الواسع والشامل".

 



وأشار عبد السلام، إلى أن "الناس يحاسبون النهضة على فترة حكم لم تكن تملك فيها أدوات السلطة بأتم معنى الكلمة".

وقال: "كنا في موقع قلق بين الحكم والمعارضة، لأن هدفنا الرئيسي كان حماية السفينة التونسية من الغرق والوصول بتونس إلى بر الأمان وقطع الطريق على المتربصين شرا بالبلد وتجربتنا الديمقراطية الوليدة". 

وأكد عبد السلام أنه على الرغم من أن هذا النجاح على صعيد تثبيت مكتسب الحرية لم يوازه نجاح في معركة ترجمة الكرامة، أي النهوض والتنمية، فإن "الرسالة كانت واضحة، أن الناس لا يريدون من النهضة أن تكون قوة إطفاء حرائق ومنع التقويض والهدم فحسب، وإنما يريدون منها أن تكون قوة إنجاز وبناء".

وأضاف: "المطلوب أن تظهر النهضة قدرة على الهجوم مثلما أثبتت قدرة على الدفاع والمراوغة"، وفق تعبيره.

وتأتي تصريحات عبد السلام المتتالية في ظل جدل متصاعد داخل صفوف حركة "النهضة" وفي الأوساط التونسية على خلفية فشل مرشح حركة النهضة للانتخابات الرئاسية عبد الفتاح مورو في تجاوز عتبة الجولة الأولى، حيث حصل على المرتبة الثالثة مسبوقا بمرشحين أحدهما هو عبارة عن أستاذ جامعي سابق ترشح مستقلا هو قيس سعيد، والثاني هو رجل أعمال حصل على المرتبة الثانية وهو في السجن بسبب اتهامات فساد.