انطلقت، اليوم الأربعاء، فعاليات منتدى أسبوع الطاقة الروسي، في العاصمة موسكو، والمقرر أن تستمر حتى السبت القادم، وسط مشاركة دولية واسعة من مسؤولين وخبراء في مجال النفط والطاقة.
وشهدت فعاليات المنتدي تصريحات لافتة من وزراء النفط والطاقة، أبرزها اتهام وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك للولايات المتحدة بالسعي لعرقلة مشروع "نورد ستريم 2"، إلى جانب حديث وزير الطاقة الإيراني بيجان زنغنه عن علاقته القديمة بوزير الطاقة السعودي الجديد الأمير عبد العزيز بن سلمان.
واتهم وزير الطاقة الروسي، الولايات المتحدة بتهديد أوروبا بزيادة الرسوم الجمركية على سياراتها بهدف السعي لعرقلة مشروع خط أنابيب غاز نورد ستريم 2 الروسي الممتد إلى ألمانيا.
وقال الوزير في المنتدي: "ليس سرا أن الأمريكيين يقترحون، وبشكل أساسي يبتزون ويهددون بفرض... رسوم جمركية على إمدادات السيارات الأوروبية".
اقرأ أيضا: صدمة التصنيع الأمريكي تهز أسواق العالم.. "الأسهم تتهاوى"
"غزل إيراني"
وذكر وزير النفط الإيراني، أن نجل العاهل السعودي، الذي تولى منصب وزير الطاقة في السعودية الشهر الماضي، كان صديقا له على مدى ما يزيد على 22 عاما.
وأعرب زنغنه، على هامش فعاليات المنتدى، عن أمله في أن تمتنع كل دول الخليج عن اتخاذ خطوات من شأنها زيادة التوتر الإقليمي، مؤكدا أن بلاده ترفض تسييس سوق الطاقة العالمية، في إشارة إلى عقوبات الولايات المتحدة النفطية على بلاده.
وبشأن الأحداث التي أثرت على صناعة النفط السعودية وتراجع إنتاجه بعد الهجوم على منشأتي "أرامكو"، قال الوزير الإيراني، وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، إن السوق عادت إلى وضعها الطبيعي، مستدركا: "لم أكن أعتقد مطلقا أن نصف إنتاج السعودية سيتراجع".
وحول عقد لقاءات مع نظيره السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، على هامش المنتدى، قال زنغنه: "لم تكن هناك مشكلة بالنسبة لنا للقاء السعوديين، لكنهم دائما ما يثيرون المشاكل".
يشار إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، نشر اليوم الأربعاء تغريدة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، قال فيها: "سنأخذ السعودية في الأحضان إذا أدركت أنها لا تستطيع توفير أمنها بشراء السلاح وتسليم سيادتها للآخرين"، مضيفا: "طهران تسعى إلى إيجاد تفاهمات مع دول الجوار ولا تسعى إلى التوتر".
اقرأ أيضا: بيانات أمريكية ضعيفة تقود أسعار النفط إلى الهبوط
النفط ينتعش
وعلى صعيد آخر، انتعشت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، بعد أن تراجعت أسعاره على مدى عدة أيام، مدفوعة بانخفاض مفاجئ في مخزونات الخام الأمريكية التي طغت على أثر بيانات اقتصادية ضعيفة في الولايات المتحدة أدت لهبوط أسواق الأسهم العالمية.
وارتفع خام القياس العالمي برنت 47 سنتا أو 0.8 بالمئة إلى 59.36 دولار للبرميل ليعوض جزءا من الخسائر التي تكبدها في الجلسات الثلاث الفائتة.
وسجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 54.29 دولار للبرميل بارتفاع 67 سنتا ما يعادل 1.3 بالمئة.
وأغلق عقد خام غرب تكساس الوسيط لشهر أقرب استحقاق منخفضا عند التسوية أمس الثلاثاء للجلسة السادسة على التوالي، وهي أطول سلسلة انخفاض منذ بداية العام الجاري، بعد أن نزل نشاط التصنيع في الولايات المتحدة لأقل مستوى في عشرة أعوام بسبب توترات التجارة الأمريكية الصينية التي تضغط على الصادرات.
وقلص النفط جزءا من الخسائر بعدما أظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أمس الثلاثاء تراجع مخزونات الخام الأمريكية بواقع 5.92 مليون برميل في الأسبوع الماضي، بينما توقع المحللون زيادتها بمقدار 1.6 مليون برميل.
وأسعار النفط حاليا أقل من مستوياتها قبل هجمات 14 سبتمبر أيلول على منشأتي نفط سعوديتين مع استئناف أكبر دولة مُصدرة للخام الإنتاج بالكامل.
بيانات أمريكية ضعيفة تقود أسعار النفط إلى الهبوط
وزير النفط بإيران يثير تخوفات على أمن سوق الطاقة
"أرامكو" تؤجل شحنات نفط للصين.. وبيان سعودي مرتقب