صحيفة لبنانية: الرياض غاضبة من الحريري وتراه عقبة أمامها

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية، إن الرياض كلفت سفيرها في بيروت بممارسة أعلى درجات التشدد السياسي، مع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.

وأوضحت الصحيفة المقربة من حزب الله، أن السعوديين، يتصرفون كما لو أن سعد الحريري بات عقبة أمام تنفيذ سياساتهم، وأركان السفارة لا يحبون الحريري، وهو يبادلهم الشعور ذاته، وتصله أخبار الثرثرة الدائمة ضده من زوار السفارة والسفير.

ولفتت إلى أن أكثر ما يعرفه الحريري اليوم، هو أن الرياض غاضبة منه، لكونه تمرد على قرارها بالتنحي قبل عامين، بعدما سبق أن أغضبها بالموافقة على تسلم العماد ميشيل عون رئاسة الجمهورية.

وأضاف: "غضب الرياض زاد بسبب فشل الحريري في إصدار مواقف سياسية، وخطوات عملية ضد تدخل حزب الله، ودوره في سوريا والعراق واليمن وأنه لم يفعل شيئا لمنع التعرض للسعودية، سياسيا وإعلاميا بل إنه لم يجرؤ على مقاطعة قطر".

وتابعت الصحيفة: "أكثر ما قام بعمله الحريري، تمنيه على زوجة والده نازك الحريري عدم بيع عقار كبير، وهو مقر السفارة السعودية السابق في الروشة إلى القطريين، فضلا عن تجاهله وممارسته القسوة مع رجال المملكة داخل تيار المستقبل".

وقالت إن الرياض باتت ترى أن إقالته لم تنفع في الحد من نفوذه وسط السنة في لبنان، بالإضافة لعدم قدرتها على إبقاء فؤاد السنيورة نائبا في البرلمان، في الوقت الذي تراجع فيه حضور كل الشخصيات السنية، المتماشية مع سياساتها في الشمال والجنوب والبقاع وبيروت.

ورأت الصحيفة أن السعودية خضعت لواقع الأمر، لكنها لم تُعِد وصل ما انقطع مع الحريري، ورفضت حتى اليوم إجراء مقاصّة وتصفية لوضع شركاته في السعودية، وها هي ديون سعودي أوجيه وفوائدها ترتفع أكثر مما يقدر الحريري على تحمّله. لم تُتح له الرياض بيع عقارات كبيرة في السعودية، لم يرفّ لها جفن وهو يقفل جريدة ثم تلفزيون المستقبل وقبلهما كل مؤسساته الاجتماعية.

بل وأجبرته على الاستدانة لتمويل الانتخابات النيابية الأخيرة، ولم يعد رجال الأعمال في المملكة يتعاملون معه كما كانت الأيام الخوالي، وسفارات المملكة في الخارج التي كانت مفتوحة لوالده، ليس له فيها سوى اتصالات عابرة. أما برامج دعمها المؤسسة الدينية في لبنان فلم تعد تمر عبره، وهي لا تتوانى عن دعم اللبنانيين المطرودين من جنته.

واعتبرت أن مشكلة الحريري مع السعودية لا تقف عند هذا الحدّ، فهو يدفع أثماناً أكبر في كل الأندية والمجالات، وبالأمس عندما بكى سعد الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك لم يكن يتقصّد أو يكذب، وهو ينظر إلى أصدقاء والده يرحلون واحداً تلو الآخر، "ورجال الحكم الذين كان يعود إليهم عند الحشرة باتوا خارج النفوذ، لم يعد يوجد منهم أحد في السعودية ولا في مصر ولا في سوريا ولا حتى في فرنسا وأميركا، وما بقي من نفوذ لا يوفّر سوى لقاءات عامة، تحصل حصراً بصفته رئيساً للحكومة".

وتابعت الصحيفة: "سعد الحريري يعاني الأمرّين، العائلة الكبيرة تفرّقت، وأعماله توقّفت عن ضخّ الأموال، وفريق عمله في بيروت في حالة بؤس شديد. ليس بينهم من يفيده في أمر كبير. حالة إفلاس شبه معلنة. يقوم بتصفية المؤسسات واحدة تلو الأخرى.

وقالت إنه "لم يبقَ من الموظفين في تيار المستقبل أكثر من مئة شخص. وهو ليس بقادر على دفع تعويضات المطرودين، ومعظم ما يملكه من عقارات صار تحت يد المصارف، لأن الديون لم يتم سدادها. وكل ما يمكن له تحصيله من رجال الأعمال والمقربين، وحتى من داخل مؤسسات الدولة لا يتجاوز حتى اليوم سوى المساعدة على توظيفات المحسوبين عليه. وهو يتحسّر في كرسيّه".

واعتبرت الصحيفة أن السعودية تريد من يساعدها على قلب الطاولة، في الوقت الذي يعزف فيه الحريري عن القيام بهذه المهمة، وتحاول الاتكاء على حلفائها لتعديل موازين القوى في لبنان دون طائل.