نشر موقع
"بلومبيرغ" تقريرا لمراسلته دونا أبو ناصر، تقول فيه إن السعوديين ينتظرون
الإعلان في الأيام المقبلة عن الطرح العام لأسهم من شركة النفط السعودية "أرامكو"،
الذي يرى المراقبون أنه سيكون أكبر اكتتاب في التاريخ.
ويشير التقرير، الذي
ترجمته "عربي21"، إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعول على هذه العملية
من أجل توليد المال الكافي ليواصل مشاريعه لإصلاح الاقتصاد، وتنويعه بعيدا عن
النفط، مستدركا بأنه رغم وجود شكوك وغير وضوح في جاذبية الطرح العام لدى السعوديين،
إلا أن موقع "بلومبيرغ" رصد حالة جنونية من الإثارة على مواقع التواصل
الاجتماعي، تحسبا للطرح الذي تفوق على أهمية طرح الشركة.
وتلفت أبو ناصر إلى
مواقف سعوديين، مشيرة إلى أن المهندس نواف عبد العزيز، من الرياض، ينتظر للحصول
على حصة البيع الذي جرى تأخيره عدة مرات من شركة "أرامكو"، مع أنه لم يشتر
أبدا أسهما في السوق المالية، لكنه يقول إن شراء حصة في أكبر شركة نفط في العالم
لا يحتاج إلى تفكير، ويضيف أن شراء أسهم "ليس استثمارا عشوائيا.. هي شركة مستقرة
ونعرف إلى أين تتجه".
وينوه الموقع إلى أن
هناك خطا دقيقا في السعودية بين استثمار ذكي للمال وبين الواجب الوطني، فبيع "أرامكو"
يقع في مركز مشاريع محمد بن سلمان لإعادة تشكيل الاقتصاد السعودي، وهي جهود بدأت
قبل أربعة أعوام، وتم سجن أي مسؤول انتقد عملية البيع، ربما لأنه تحدى فكرة الأمير
عن قيمة الشركة، التي قال مسؤولون إنها لن تصل إلى تريليوني دولار، مع أنه لم يتم الكشف عن سبب سجنهم.
ويفيد التقرير بأن الأمير
كرر هذا الرقم في أكثر من مقابلة صحافية، فيما يعد أي كلام غير هذا معارضة، مشيرا إلى
أنه تم تشجيع الأشخاص جميعهم على الاستثمار في أهم رصيد للمملكة.
وتذكر الكاتبة أن الكثير
من السعوديين يرون أن الاستثمار في الشركة يعد تعبيرا عن الولاء، خاصة بعد زيادة
التوتر في منطقة الخليج، مشيرة إلى أن الطرح يأتي بعد هجمات جوية شلت منشآت تكرير
النفط ومعامله، وهجوم صاروخي على ناقلة نفط إيرانية في البحر الأحمر، بالإضافة إلى
أن المملكة تواجه ضغوطا دولية بعد مقتل المعلق الصحافي جمال خاشقجي قبل عام،
وسجنها للناشطات الحقوقيات.
وينقل الموقع عن مشاعل
من الرياض (28 عاما)، قولها: "هي شركة سعودية، وأشعر بالواجب للاستثمار فيها".
ويبين التقرير أنه بالنسبة
لولي العهد السعودية فإن طرح أسهم "أرامكو" يشير إلى تحول السعودية إلى
رأسمالية غربية، فالمرحلة المقبلة هي بجعل السكان مساهمين، تماما كما حدث في
ثمانينيات القرن الماضي، عندما أصبحت السوق المالية هوية وطنية للأمريكيين
والبريطانيين، ولهذا تتزايد التوقعات، ويسأل السعوديون أسئلة على "تويتر"
حول عملية الطرح العام، مستخدمين هاشتاغ باللغة العربية مخصصا للطرح، ويسأل
الكثيرون عن وضع توفيرهم في الطرح أم لا، وماذا سيفعلون لو تم تأخيره.
وتشير أبو ناصر إلى أن
الأشخاص الذين نصبوا أنفسهم خبراء يقدمون آراءهم، ويشجعون السعوديين على الاستثمار،
لافتة إلى أن هناك تحذيرا من تعرض المستثمرين المتوقعين للتحايل، فكتب كاتب عمود
في صحيفة "الاقتصادية" السعودية للذين يفكرون في الاستثمار، محذرا من
المتحايلين الذين يعرضون عليهم أسهما بأسعار منخفضة.
ويورد الموقع نقلا عن عبد
الله الزيلعي (28 عاما) من مدينة أبها في جنوب شرق السعودية، قوله إن الناس
منقسمون حول "أرامكو"، لكن البعض أخر مشاريع شراء بيوت للاستثمار، مشيرا
إلى أن الزيلعي يخطط لاستثمار 100 ألف ريال، وإن لم يجد هذا المبلغ فإنه قد يقترض
من البنك.
وينقل التقرير عن المستشار
القانوني، عبد الله الغامدي، تعليقه قائلا: "سيكون حدثا ضخما في تاريخ
المملكة، وعلى السعوديين الشعور بالفخر لكونهم مساهمين في مؤسسة عالمية أدت دورا
في تحويل بلادهم".
وتستدرك الكاتبة بأن هذا الأمر لا يجد دعما من الجميع؛ لأن عملية الطرح تواجه عددا من العقبات،
منها حصول المملكة على تقييم تريليوني دولار لها، بالإضافة إلى أن الطلب على شراء
الأسهم سيتأثر بسعر النفط، وقلق كبرى الشركات الاستثمارية من ضخ المال في شركات
الوقود الأحفوري التي قد تضر بالبيئة.
وينقل الموقع عن رجل
أعمال سعودي في الرياض، قوله إن هناك غموضا حول الجاذبية المالية للمساهمة في
الطرح العام بين المستثمرين المحليين، وحتى بعد الإعلان عن أن الشركة ستعطي أرباحا بقيمة 75 مليار دولار في العام المقبل.
ويورد التقرير نقلا عن
مستشار استثماري في السعودية، قوله إن تقييم الشركة وانخفاض أسعار النفط يجعلان من
الاستثمار غير جذاب.
وتلفت أبو ناصر إلى أن
رجل الأعمال عصام الزامل سجن في عام 2017، عندما قدم تحليلات اقتصادية نظر إليها على
أنها ناقدة لخطط الطرح العام، ففي عام 2016 كتب سلسلة من التغريدات، قال فيها إنه
من الصعب تقييم "أرامكو" بقيمة 2-3 مليارات دولار دون أن يشمل التقييم
النفط الذي لا يزال تحت الأرض، وعارض الفكرة، وقال إن النفط هو ملك الشعب.
وينوه الموقع إلى أن رجل
الأعمال جميل فارسي اعتقل في عام 2017، بعد دعوته إلى عدم طرح شركة "أرامكو"،
مشيرا إلى أنه لم يتم الكشف عن سبب اعتقال الزامل والفارسي، فيما من غير المعلوم
إن كان ذلك متعلقا بموقفهما من الطرح العام لـ"أرامكو".
ويختم
"بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى أنه من المتوقع أن يجتمع مجلس "أرامكو"
في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، وبعدها ستكون هناك حملة إعلانية واسعة لتشجيع السكان
على الاستثمار، وتحويل عملية الطرح العام لقصة نجاح.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
فايننشال تايمز: محمد بن سلمان يخاطر بتدمير خططه الإصلاحية
FT: ضغوط على العائلات السعودية للمساهمة باكتتاب "أرامكو"
WSJ: معلومات استخباراتية تشير لضلوع إيران بالهجوم على أرامكو