اشتبك مئات المحتجين مع الشرطة في قلب برشلونة يوم الجمعة وأقاموا حواجز وأضرموا فيها النيران ورشقوا قوات الأمن بالحجارة في اليوم الخامس من الاضطرابات بعد سجن قادة انفصاليين.
ووقعت الاشتباكات بعد يوم من مظاهرات اتسمت بشكل عام بالسلمية شارك فيها ما يفوق النصف مليون تدفقوا على شوارع عاصمة إقليم كتالونيا، للاحتجاج على أحكام مطولة بالسجن بحق القادة تسببت في هزة في المشهد السياسي الإسباني.
وهتف الشبان "كاتالونيا مناهضة للفاشية" و"الشوارع دائما لنا".
لكن مع حلول الليل أغلق شبان ملثمون شارعا واسعا قرب مقر شرطة المدينة وأضرموا النيران في صناديق قمامة كبيرة ورشقوا صفوفا من قوات مكافحة الشغب بوابل من الحجارة والزجاجات.
وردت الشرطة بدفعات متكررة من الرصاصات المطاطية وقنابل الدخان والغاز المسيل للدموع ما ملأ المنطقة بدخان كثيف خانق.
وقال مسؤولون إن اشتباكات وقعت في أربع مدن أخرى على الأقل في كتالونيا، أغنى أقاليم إسبانيا الواقع في شمال شرق البلاد، بينما لم تظهر مؤشرات على احتمال تراجع حدة غضب المؤيدين للانفصال.
وقال القائم بأعمال وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا إن 207 من أفراد الشرطة أصيبوا منذ يوم الاثنين واعتقلت السلطات نحو 128 شخصا على مدى الأيام الخمسة الماضية، محذرا من أن مثيري الشغب يواجهون عقوبات تصل إلى السجن ست سنوات.
وبدأ اليوم بتدفق مئات الآلاف من أنحاء كتالونيا على برشلونة للاحتجاج على حكم أصدرته المحكمة الإسبانية العليا بسجن تسعة من قادة الانفصاليين لإدانتهم بتهم متعلقة بمحاولة انفصال فاشلة في 2017.
ودعت النقابات العمالية لإضراب عام وقاطع الطلاب الدراسة لليوم الثالث على التوالي وأغلقت المصانع أبوابها. وتم إلغاء أكثر من 50 رحلة جوية لمطار برشلونة الرئيسي وتم تقليص خدمات النقل المحلية.
وقدرت الشرطة عدد المشاركين في مسيرات الجمعة بنحو 525 ألفا.
وأعلنت الحكومة الإسبانية صباح الجمعة أن الطريق الحدودي بين إسبانيا وفرنسا "قطع في الاتجاهين".
وقالت وزارة النقل الإسبانية إن المتظاهرين قطعوا طريقين "في الاتجاهين" على الطريق السريع "إيه بي7" عند لاخونكويرا بالقرب من جيرونا، وكذلك "ناسيونال 2" بالقرب من الحدود الفرنسية الإسبانية.
وفي وسط برشلونة، أغلقت العديد من التاجر والمراكز التجارية الفاخرة أبوابها بعد تواصل الصدامات الليلية منذ الاثنين.
وكان صحفيون ذكروا أن مئات الشبان الذين كانوا يهتفون "استقلال" أقاموا ليل الخميس الجمعة حواجز في وسط عاصمة كاتالونيا وألقوا زجاجات حارقة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق كرات مطاطية عليهم.
وأغلق عدد من المواقع السياحية البارزة في برشلونة مثل كنيسة ساغرادا فاميليا أبوابها أمام السياح مع احتشاد المحتجين خارجها. وألغت أوبرا ليسيو المشهورة عروضها مساء الجمعة بسبب التوتر.
وأعلنت بلدية برشلونة أن الأيام الثلاثة الأولى للاحتجاجات تسبّبت في خسائر قدرت بـ1.57 مليون يورو (1.75 مليون دولار)، مع إحراق 700 صندوق قمامة كبير وإشارات مرور وإشارات سير في الشوارع وأشجار وخدمات مشاركة الدراجات الهوائية في المدينة.
ومساء الخميس، جمعت تظاهرة بدعوة من الناشطين الراديكاليين في لجان الدفاع عن الجمهورية، حوالي 13 ألف شخص بعد تظاهرة طلابية شارك فيها نحو 25 ألف شخص بعد الظهر.
وقبل أقل من شهر من الانتخابات التشريعية، تطالب المعارضة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز باتخاذ تدابير استثنائية لإعادة إرساء النظام العام.
وألقى الرئيس الانفصالي لكاتالونيا كيم تورا الذي دان العنف ليلا بعدما التزم الصمت، خطابا تحدى فيه الدولة الإسبانية في برلمان كتالونيا.
وقال: "لا يمكن أن نسمح لأنفسنا بالتراجع خطوة إلى الوراء في الدفاع عن حقنا الثابت في تقرير المصير"، مؤكدا أن "الخوف والتهديدات لن تهزمنا". ووعد بالتوصل إلى الاستقلال خلال سنتين.
اتفاق مصري إسباني على "التعاون الأمني".. ومحمد علي يحذر