أكد مسؤول كبير سابق في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أن هناك مخاوف "حقيقية" من هجوم إيراني ضد أهداف إسرائيلية خارجية أو داخلية.
وذكر الأكاديمي الإسرائيلي البروفيسور عيران ليرمان، أنه "في عصر الاستقطاب السياسي، وفي ذروة المحاولات لتشكيل حكومة جديدة، من السهل الاستخفاف بالتحذيرات حول احتدام التهديد من جانب إيران؛ كتهديدات عبثية تلاعبية؛ غير أن الحال ليس هكذا".
وأضاف في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم": "التحذير في مكانه، مهما كانت آثاره السياسية؛ والحاجة إلى التكتل الوطني في وجه التحديات التي على الأبواب ملموسة وملحة، حتى وإن لم يكن واضحا كيف ستترجم إلى لغة الفعل".
وأوضح ليرمان، وهو نائب رئيس معهد "القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية" الإسرائيلي، أن للزعيم الإيراني علي خامنئي والموالين له في المؤسسة العسكرية والاستخبارية والحرس الثوري، أسبابا وجيهة للسعي في هذه الأيام لتصعيد التوتر، سواء في المنطقة كلها أو حيال إسرائيل".
اقرأ أيضا : الاحتلال يرفع درجة "التأهب" في ممثلياته بالخارج.. لهذا السبب
ونوه إلى أنه "في الأساس، هناك الأزمة المتعاظمة التي يعيشها النظام الإيراني، عقب النجاعة المتصاعدة للعقوبات الأمريكية التي كادت تعطل تصدير النفط تماما، وأدت إلى هبوط ساحق في حجم الإنتاج القومي ومداخيل الدولة".
وتابع: "لولا هذه الأزمة، لكان من المعقول الافتراض أن طهران كانت ستختار استراتيجية "الغوص" إلى أن يمر الغضب، وحتى نهاية ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
ولفت إلى أن "حقيقة أن إيران اختارت طريقا آخر، عنيف ومشبع بالمخاطر، فتدل على أن قادة النظام توصلوا إلى الاستنتاج، أن مقدرات إيران لن تكفي حتى ذلك الحين (كانون الثاني 2021 أو 2025 في حال فوز ترامب بولاية جديدة) وهي ملزمة بأن تهز المنطقة كلها منذ الآن، ومحاولة فرض خوض المفاوضات على الولايات المتحدة على خلفية التهديدات بمزيد من التصعيد".
تأهب حقيقي
من هنا، "كانت موجة الاستفزازات التي اجتاحت المنطقة والتي منها: محاولة إشعال جبهة الجولان باستخدام الحوامات، وعملية إطلاق الصاروخ المضاد للدروع من لبنان، وعمليات ضد أهداف أمريكية في العراق، وإسقاط المسيرة الأمريكية، وتلغيم سفن في مضيق هرمز، ودرة التاج الهجوم الذي نفذ ضد أرامكو بالسعودية".
وفي هذه الظروف، أكد ليرمان، أن "إمكانية المزيد من التصعيد، سواء بشكل مباشر؛ عبر عملية ينفذها الحرس الثوري أو الاستخبارات الايرانية ضد هدف إسرائيلي داخلي أو خارجي، أو غير مباشرة من خلال حزب الله والمليشيات الشيعية في سوريا والعراق، أو جماعة الحوثي في اليمن، هي حقيقية جدا".
ونبه إلى أن هذا الأمر "يتطلب تأهبا استخباريا عاليا، وجاهزية وقدرة على الردع، للإحباط وللرد، إضافة لاستعداد سياسي مناسب، إلى جانب التكتل السياسي الداخلي".
وأشار إلى أن "إيران لا تحتاج لنصب صواريخ في اليمن من ناحية المسافة، ولكن ميلها لاستخدام المبعوثين لإدارة حروبها يمكنه، نظريا على الأقل، أن يجعلها تستخدمهم ضدنا، مثلما استخدمتهم للهجوم على أهداف أخرى في قلب السعودية".
ورأى أن "ثمة سببا حقيقيا للتأهب في منظومات الاستخبارات الإسرائيلية، في الجيش وفي ممثليات إسرائيل في الخارج".
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية صباح الثلاثاء، رفع مستوى التأهب في ممثليات "إسرائيل" بالخارج، وذلك "خشية تعرضها لاعتداء إيراني"، بحسب قناة "كان" العبرية الرسمية.
وزعم رئيس الوزراء وزير الأمن بنيامين نتنياهو الاثنين، أن "إيران تشكل تهديدا على السلام في الشرق الأوسط برمته"، موضحا أن "طهران تعمل جاهدة على إنتاج صواريخ باليستية باستطاعتها أن تطال أي هدف في الشرق الأوسط".
ونبه نتنياهو، إلى أن "إيران تقوم بنشر صواريخ دقيقة في أماكن مختلفة بالمنطقة، خاصة في اليمن لكي تستهدف إسرائيل".
الاحتلال يرفع درجة "التأهب" في ممثلياته بالخارج.. لهذا السبب
تقدير إسرائيلي: 5 إخفاقات أساسية وقعنا فيها أمام إيران
تحذيرات إسرائيلية من خطوات عسكرية إيرانية مباشرة