أقدم محتجون عراقيون، مساء الأحد، على رفع العلم العراقي في مدخل مبنى القنصلية الإيرانية في محافظة كربلاء جنوبي البلاد، بعد أن رشقوا المبنى بالحجارة ورددوا هتافات تطالب البعثة الدبلوماسية بمغادرة المدينة.
وقال حسين الناصري، أحد متظاهري كربلاء، في اتصال هاتفي مع الأناضول: "المئات من المتظاهرين احتشدوا مساء الأحد أمام مبنى القنصلية الإيرانية وسط مدينة كربلاء، ورفعوا العلم العراقي بمدخل القنصلية بعد أن تسلق عدد من المتظاهرين السياج الخارجي للمبنى".
وأوضح الناصري أن "المتظاهرين لم يقتحموا المبنى، لكنهم هتفوا ضد وجود البعثة الدبلوماسية الإيرانية في مدينة كربلاء، وطالبوهم بمغادرة المدينة، ورشقوا المبنى بالحجارة".
ترامب يتفاعل
وأعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب التغريد بمقطعي فيديو يظهران محتجين عراقيين يشعلون النيران في إطارات لإحراق جدار مقر القنصلية الإيرانية في كربلاء.
الخارجية العراقية تدين
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية العراقية، الاثنين، اعتداء متظاهرين على القنصلية الإيرانية في مدينة كربلاء وسط العراق.
وقالت الخارجية، في بيان رسمي لها، إنها "تدين قيام بعض المتظاهرين بالاعتداء على القنصلية العامة للجمهورية الإسلامية الإيرانية في كربلاء".
وأكدت الوزارة التزامها بحرمة البعثات الدبلوماسيّة التي كفلتها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وضرورة عدم تعريض أمنها للخطر.
وأضافت أن "أمن البعثات والقنصليات خطاً أحمر لا يُسمح بتجاوزه، وأنَّ السلطات الأمنيَّة قد اتخذت جميع الإجراءات لمنع أيِّ إخلال بأمن البعثات".
وأكدت أن "مثل هذه الأفعال لن تؤثر في علاقات الصداقة وحسن الجوار التي تربط البلدين الجارين".
شارع الخميني
وقام متظاهرون في مدينة النجف مركز محافظة النجف جنوبي العراق، الأحد، بتغيير اسم شارع "الإمام الخميني" وسط مدينة النجف إلى شارع "شهداء ثورة تشرين".
وبحسب صور تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي واطلعت عليها الأناضول عليها، يظهر متظاهرون وهم يمسحون اسم شارع الإمام الخميني ويعلقون لافتات كتب عليها: "بأمر الشعب.. شارع شهداء ثورة تشرين".
وفي محافظة ذي قار جنوبي البلاد، أضرم محتجون، مساء الأحد، النيران في منزل قيد الإنشاء تابع لأمين عام مجلس الوزراء حميد الغزي.
وقال مصدر في شرطة محافظة ذي قار للأناضول رفض ذكر اسمه، إن "متظاهرين أضرموا مساء اليوم النار في منزل مايزال قيد الإنشاء، تابع لأمين عام مجلس الوزراء حميد الغزي في قضاء الشطرة".
وأوضح المصدر الأمني أن "تعزيزات كبيرة من قوات مكافحة الشغب وصلت إلى القضاء، وبدأت بملاحقة المحتجين". مشيرا إلى أن "غازات مسيلة للدموع ورصاص حي استخدم لتفريق التظاهرة".
ويشهد العراق، منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، موجة احتجاجات متصاعدة مناهضة للحكومة، وهي الثانية من نوعها بعد أخرى قبل نحو أسبوعين.
وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف واسعة خلفت 260 قتيلا على الأقل، فضلا عن آلاف الجرحى في مواجهات بين المتظاهرين من جهة وقوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران من جهة أخرى.
وطالب المحتجون في البداية بتحسين الخدمات العامة، وتوفير فرص عمل، ومكافحة الفساد، قبل أن يرتفع سقف مطالبهم إلى إسقاط الحكومة، إثر استخدام الجيش وقوات الأمن العنف المفرط بحقهم، وهو ما أقرت به الحكومة، ووعدت بمحاسبة المسؤولين عنه.
ومنذ بدء الاحتجاجات، تبنت حكومة عادل عبد المهدي عدة حزم إصلاحات في قطاعات متعددة، لكنها لم ترض المحتجين، الذين يصرون على إسقاط الحكومة.
ويسود استياء واسع في البلاد من تعامل الحكومة العنيف مع الاحتجاجات، فيما يعتقد مراقبون أن موجة الاحتجاجات الجديدة ستشكل ضغوطا متزايدة على حكومة عبد المهدي، وقد تؤدي في النهاية إلى الإطاحة بها.
هل الحراكات في العراق قادرة على تحريره من الهيمنة الإيرانية؟
إيران توقف إيفاد الزيارات الدينية للعراق
النفيسي يعلق على رفع علم العراق على قنصلية إيران بكربلاء