تحدث زعيم ما تعرف بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، في مقابلة صحفية، عن مسار التنسيق مع نظام الأسد وسوريا، وعودة انتشار قوات أمريكية في بعض المناطق.
وفي مقابلة أجرتها معه قناة "رووداو"، الأربعاء، قال عبدي، المعروف أيضا بـ"كوباني"، إن الأسد اتخذ موقفا "إيجابيا" إزاء قواته و"الشعب الكردي"، بالإبقاء على قناة الحوار مفتوحة.
في المقابل، طالب عبدي بالمزيد من النظام إزاء "حل المسألة الكردية، ومسألة منطقة شمال وشرق سوريا كلها"، مطالبا الأسد بـ"خطوات أكثر قوة وجسارة".
"شرطان أساسيان"
وحدد زعيم قسد شرطين للتوصل مع النظام إلى اتفاق: "الأول، أن تكون الإدارة القائمة حاليا (الإدارة الذاتية للأكراد) جزءا من إدارة سوريا عامة، ضمن الدستور. والثاني، أن تكون لقوات سوريا الديمقراطية، كمؤسسة، استقلالية، أو يمكننا القول أن تكون لها خصوصيتها ضمن منظومة الحماية العامة لسوريا".
وأكد عبدي أن قواته لا تمانع في أن تكون جزءا من قوات النظام، بشرط أن يقبل الأخير بالاعتراف بأن "المناطق التي يعيش فيها الكرد اسمها كردستان".
ولفت إلى أن الاندماج بقوات النظام سيتم دون فقدان قسد شكلها التنظيمي العسكري، وانتشارها الميداني، وهو ما يبقى محل خلاف بين الجانبين، بحسبه، مؤكدا وجود لقاءات مستمرة، ملمحا إلى أنها كانت تجري منذ بداية الأزمة عام 2011، و"كانت تتخللها اتفاقات أحيانا وأحيانا كانت تظهر خلافات، لكنّ ذلك كله كان من مصلحة الطرفين، مصلحة الشعب الكوردي ومصلحة الحكومة السورية".
اقرأ أيضا: المجلس المحلي بتل أبيض يتحدث لـ"عربي21" عن مهامه وخططه (شاهد)
وأضاف: "فإذا كانت سوريا، كدولة، لم تسقط، حيث بقيت مؤسسات الدولة قائمة في كل مكان. فلقاءاتنا مع الحكومة السورية، وعدم معاداة بعضنا مع بعض، في كثير من المرات، فإن ذلك سبب رئيس لهذه الحالة، ويفترض أن ترى الحكومة السورية ذلك".
"مشروع عسكري مع روسيا"
قال عبدي إن قسد "تعمل حاليا على مشروع عسكري (مع روسيا). فبعد أن انسحبت القوات الأمريكية من بعض المناطق، حدث فراغ، أرادت الدولة التركية أن تحتل تلك المناطق، وحتى لا يحدث فراغ كهذا، جرت لنا لقاءات مع الروس، ولا تزال مستمرة. وقد اتفقنا على بعض الموضوعات العسكرية".
وأضاف: "كما تعلمون، عقدت اتفاقية بين الدولتين الروسية والتركية، وكانت لنا ملاحظات على تلك الاتفاقية، حيث رأينا أن بعض بنودها ليست صائبة، وتباحثنا نحن والروس بخصوصها كثيرا، وأبدينا لهم ملاحظاتنا. وهم أيضا دققوا في بعض الأمور. الآن، يمكننا القول إنه من الناحية العسكرية قد حدث اتفاق واضح بيننا وبين الروس، حول كيفية التعامل فيما بيننا، كيفية الوقوف في وجه الاحتلال التركي، كيفية بقاء الروس هنا، والتنسيق والتعامل مع قواتنا، فقد توضحت هذه الأمور، وكلما مضى الوقت تتوضح أكثر".
واعترف عبدي باستمرار وجود قوات كردية في المناطق التي تم التفاهم بين تركيا وروسيا على انسحاب قسد منها في الشمال السوري، إلا أنه شدد على أنها تابعة لتشكيلات أخرى لا علاقة لها بقسد.
"الانسحاب" الأمريكي ليس الأول
وبشأن الانسحاب الأمريكي من سوريا، قبل إعادة الانتشار مجددا في الآونة الأخيرة، قال عبدي: "هذه هي المرة الثالثة التي تقرر فيها أمريكا الانسحاب. والرئيس دونالد ترامب كان قد قرر سحب قواته وبدأ بسحبها من منطقة كوباني، منبج الطبقة، الرقة وغيرها. لكن فيما بعد حدث ضغط شديد على إدارته، ووقف الكونغرس ومجلس الشيوخ ضد القرار".
وأضاف: "أصدقاؤنا الأمريكيون من العسكريين والسياسيين وقفوا ضد إدارة ترامب، تعرضت سُمعة الرئيس للخطر. أصدقاؤنا الآخرون في التحالف الدّولي وقفوا ضد القرار، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا وغيرها".
وتابع: "الأكثر أهمية أن قواتنا قاومت، فقد كانت ثمة مقاومة، فلم يحدث ما كانوا يأملون، أن نسلم المنطقة لتركيا أو غيرها. تبين أن قتالا شديدا سينشب، وستدوم المسألة أكثر، وفي النتيجة ستكون من مسؤولية أمريكا، خاصة أن هناك خطر إبادة الشعب الكردي، ليس التغيير الديموغرافي فحسب، بمعنى ألا يكون الشعب الكردي على أرضه، ويجري التطهير العرقي، فهناك خطر كبير من هذا النوع، وهذه كانت من الأسباب التي جعلت الرأي العام الأمريكي والساسةَ الأمريكيين يمارسون الضغط على الرئيس ترامب حتى يعيد النظر في قراره، لذلك تراجعت أمريكا خطوات في قرارها، وقدمت مشروعا جديدا في شرق سوريا بأن تبقى قواتها هناك".
اقرأ أيضا: أنباء عن اعتزام روسيا استئجار مطار القامشلي بالحسكة السورية
وأكد قائد قسد أن الدافع الرئيسي وراء "المشروع الجديد" ليس هو النفط، موضحا أن "الكل يعلم أن أمريكا لا تحتاج إلى النفط. هم يقولون إنهم لا يريدون أن يدخل هذا النفط في يد داعش ويد النظام السوري أو القوات الأخرى. لكن، تحت تأثير ذلك الضغط الشديد، كان يفترض أن تبقى القوات الأمريكية، فوجدوا لذلك سببا جديدا حتى يعاد النظر في القرار. ونحن نعلم أيضا أن سبب بقاء القوات الأمريكية ليس هو النفط، ولن يكون النفط، فلا علاقة لأحدهما بالآخر، وقد حدث توازن جديد".
وأضاف: "نبغي أن يبقى الأمريكيون هنا حتى يكونوا جزءا من هذا التوازن. لكن أيضا، سيتم تخفيف ذلك الضغط الشديد على الإدارة الأمريكية، لذلك ستبقى قواتها هنا. ولا نعلم إلى متى يدوم هذا القرار. هذا رأينا الرئيس، ونكرر دائما أننا لا نقول بأن تبقى القوات الأمريكية هنا دائما وتحمينا دائما، لم نقل ذلك للقوات الأمريكية ولا لغيرها. نحن نقول بأن تبقى هذه القوات الدولية التي جاءت إلى سوريا إلى حين الوصول إلى حل، ووضع دستور جديد وتتشكل إدارة جديدة في سوريا، حينها تنتهي مهمة تلك القوات، ويمكنها أن تنسحب".
أسباب وأماكن الانتشار الأمريكي "الجديد"
أشار زعيم قسد إلى وجود "ثمانية مواد لبقائهم"، مفضلا عدم الكشف عنها في الوقت الحالي، مؤكدا أن الأمريكيين كشفوا له "أسباب بقائهم وأين سيقيمون وفي كم منطقة سيكونون".
وأضاف: "هذا بالاتفاق مع قواتنا. كما أنها انسحبت من بعض المناطق، في الجهة الغربية من مناطقنا. لا تزال لهم قوة في كوباني. المناطق الأخرى في شرق سوريا، تمتد من دير الزور حتى سيمالكا، فإنها تنتشر هناك، في أماكنها السابقة وكذلك ستنشئ لنفسها مقرات في أماكن أُخرى، مثل ديرك وغيرها. فانتشار القوات الأمريكية سيكون بحسب هدفهم. وكما قلت سابقا، فإن الهدف العسكري لوجودهم واضح".
وتابع: "أما بخصوص تحركات القوات الأمريكية هنا، فهي أيضا معلومة، إنها ستتحرك بالتنسيق مع قواتنا، وهي لا تتحرك وحدها. لها أهداف سابقة ولا تزال، مثلا تتعاون مع قواتنا لحماية السجون التي فيها عناصر داعش، وكذلك حماية المخيمات، إضافة إلى أن لهم برامج معونات لأبناء المنطقة، سيواصلونها، وكذلك تدريب قوات سوريا الديمقراطية، ومواصلة مساعدتها، واستمرار العمل المشترك ضد داعش، في المجال الجوي، حيث ستكون القوات الأمريكية مسيطرة على أجواء كثير من المناطق، ولهم هدف آخر هو حماية آبار النفط".
قسد: مستعدون لبحث الانضمام لقوات النظام بعد تسوية سياسية
تركيا: لا عملية عسكرية جديدة بسوريا غير "نبع السلام"
قيادي بـ"العمال الكردستاني": على أكراد سوريا "مقاومة الاحتلال"