كشفت صحيفة "ديلي ميل" عن أن السعودية دفعت 107 ملايين دولار (83 مليون جنيه إسترليني) لتستضيف المباراة التي أطلق عليها "نزال على الكثبان" بين الملاكم البريطاني أنطوني جوشوا والمكسيكي أندي رويو.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الإعلان المتعجل في مؤتمر صحافي، الذي عقد في آب/ أغسطس عن منح العطاء للسعودية، قوبل بنوع من السخرية.
وتفيد الصحيفة بأن النقاد اتهموا جوشوا والمروج لمباراته إيدي هيرن بالتربح من المباراة، ومحاولة الحصول على كل فلس منها قبل مباراة تهدد مستقبل جوشوا والمروج له، وقبل إمكانية خسارة ثانية أمام المكسيكي رويز.
ويلفت التقرير إلى أن هيرن وصف نقل المباراة إلى السعودية "بتغير قواعد اللعبة" للرياضة، وبأنها ستعبد الطريق أمام مباريات مربحة في الشرق الأوسط، وقال: "لقد تلقينا عروضا من السعودية وأبو ظبي ودبي وقطر.. لكننا أردنا الذهاب إلى مكان لديه رؤية عن رياضة الملاكمة، ونعرف أن السعودية تقوم بالاستثمار الحقيقي بالرياضة، وعلينا اكتشاف أن هناك عالما آخر خارج كارديف وماديسون سكوير غاردن".
وتقول الصحيفة إنه بالنسبة للسعودية فإن استقبال أكبر نزال للملاكمة يبدو مدهشا، مشيرة إلى قول عمر خليل من هيئة مهارة تحدي الرياضة والترفيه التي تدير المناسبة: " نحن من الناحية السكانية 40 مليون نسمة، نسبة 70% تحت سن الـ24 عاما، ولهذا فالرغبة لهذه المناسبات كبيرة، وهي جزء من خطة السعودية لتحسين نوعية الحياة للسعوديين ورفاههم".
وينوه التقرير إلى أنه منذ صدمة هزيمة الملاكم البريطاني جوشوا في حزيران/ يونيو، كان الحديث عن جولة ثانية تقام في ماديسون سكوير غاردن في نيويورك أو ميلينيوم ستاديوم في كارديف، وكان المكان الأخير هو المفضل؛ لأن جوشوا رغب بأن يمنح بريطانيا شرف استضافة أهم نزال في مباراة الملاكمة للوزن الثقيل، ويحشد بها 75 ألف مشجع له.
وتكشف الصحيفة عن أن هذا ظل هو المخطط حتى تلقى هيرن مكالمة من الشرق الأوسط، وعرض 107 ملايين دولار، وهو مبلغ أعلى مما يمكن الحصول عليه لو أقيمت المباراة في ويلز أو أمريكا، مشيرة إلى أن المال أغرى هيرن وتم إقناع جوشوا وفريقه بالموافقة وقبول العرض، ومن هنا جاءت مباراة "النزال على الكثبان"، إلا أنه في خلفية المناسبة فإنه تم التغلب على شبكة من القضايا السياسية واللوجستية، وتم منح السعودية الضوء الأخضر لتستضيف أكبر مباراة لها في تاريخها.
ويذكر التقرير أن منظمة "أمنستي إنترناشونال" ردت على القرار ببيان شديد اللهجة، شجبت فيه السجل البائس لحقوق الإنسان في السعودية، وقالت إن المناسبة ستمنح السعوديين فرصة جديدة لـ"التبييض الرياضي" في تحسين صورتهم المشوهة جدا، مشيرا إلى أن مسؤول الحملات في المنظمة، فيلكس جيكنز، قال إن "السعودية أسكتت منظمات المجتمع المدني، فيما أجبر من انتقد النظام على المنفى، وتم تهديد واعتقال من بقي، ولا يوجد أي مظهر لحرية التعبير أو حق الاحتجاج".
وتشير الصحيفة إلى أن جوشوا رد قائلا إنه من الجيد التعامل مع السعودية بدلا من "الاتهام وتوجيه الأصابع والصراخ من بريطانيا العظمى"، مؤكدا أنه من المستحيل بالنسبة له إنقاذ العالم، ورد جيكنز قائلا إن مباراة الملاكمة خسرت فرصة لتستخدم شهرة المباراة الدولية في الكشف عن القضايا المهمة والجدية عن البلد.
وينقل التقرير عن جيكنز، قوله: "لم يكن هذا أبدا مطلوبا من جوشوا بأن يكون مدافعا خارقا عن حقوق الإنسان، بل ببساطة طلب منه أن يستخدم موقعه البارز والتحدث عن حقوق الإنسان في السعودية، والناس سيستمعون لشخص مثله، فلو قال جوشوا شيئا عن سجن الناشطة في مجال حقوق الإنسان لجين الهذلول فسيقدم تذكيرا مهما للسلطات بأن العالم لم ينس حالتها".
وتلفت الصحيفة إلى أن شركة البث المباشر "دي إي زد إن"، التي تنقل مباريات جوشوا في الولايات المتحدة، أعربت عن مخاوفها من أن توقيت المباراة التي ستعقد في الساعة التاسعة مساء بتوقيت غرينتش، والرابعة مساء بتوقيت الولايات المتحدة، سيؤثر على عدد المشاهدين ومنع المشتركين الجدد، وقالت الشركة: "لسنا سعيدين تحديدا به وكنا صريحين مع إيدي.. كنا نفضل أن تكون المباراة في ماديسون سكوير غاردن، فهو نزال أكبر بالنسبة لنا لو كان في الولايات المتحدة".
ويبين التقرير أن هناك مشكلة أخرى، وهي أن النزال الذي سيحصل في 7 كانون الأول/ ديسمبر، وهو تاريخ حافل بالمناسبات الرياضية في الولايات المتحدة، فهناك مباريات الكرة الأمريكية التي ستبث على الموقع في الوقت ذاته، وهو ما يمثل تحديا، مشيرا إلى أنه مع ذلك فإن الموقع ينتظر المباراة لجوشوا ويتوقع مشاهدتها بأعداد كبيرة.
وتنوه الصحيفة إلى أن قناة "سكاي سبورت"، التي تبث مباريات جوشوا في بريطانيا، عبرت عن تحفظاتها، خاصة أنها كانت تفضل كارديف، وقالت: "كان هذا خيارنا أن نذهب إلى هناك حيث نبث اللقاء، وكان هذا قرار جوشوا، لكن التغير المفاجئ إلى السعودية، حيث تكون المباراة مثيرة بطريقتها، كما أن عدم توفر البنى التحتية الرياضية في السعودية يعد من المعوقات".
وبحسب التقرير، فإن مدينة الملك عبد الله في جدة، التي استقبلت العام الماضي المباراة النهائية في سلسلة مباريات السوبر العالمية للملاكمة بين كالوم سميث وجورج غروفز، ليست كبيرة بالقدر الذي يمكن أن تستقبل فيه نزال جوشوا- رويز.
وتشير الصحيفة إلى أن البعض شكك في إمكانية توفير مكان بديل، وبأن السعودية لن تستطيع إكمال الملعب الجديد في وقته، لكن السعودية نشرت صورا هذا الأسبوع عن اكتماله وزاره جوشوا يوم الاثنين، لافتة إلى أنه استخدم في بناء ميدان الدرعية 295 طنا من الفولاذ، الذي سيتم تفكيكه بعد النزال.
ويفيد التقرير بأن فريق "سكاي سبورت"، الذي تترأسه آنا وولهاوس، عبر عن قلقه من منع النساء من العمل في الليل، أو إجبارهن على ارتداء العباءة، مع أن الرياض استقبلت مباريات تنس وحفلات لماريا كاري وغيرها.
وتقول الصحيفة إن هناك مشكلة أسعار التذاكر، فعندما بدأ بيعها في تشرين الأول/ أكتوبر، كان سعر الواحدة 105 جنيهات إسترلينية، مع وجود عروض خاصة تضم خدمات بالسيارة ومداخل خاصة وأماكن قريبة من الحلبة بسعر 10.600 جنيه، حيث يحاول المنظمون جذب الأثرياء لتحصيل جزء من استثمارهم الضخم.
ويلفت التقرير إلى أن المشاهدين البريطانيين في بيوتهم لن يتمكنوا من الهروب من غلاء الأسعار، فزادت "سكاي سبورت" سعر مشاهدة النزال خمسة جنيهات، من 19.99 إلى 24.95 جنيه.
وتختم "ديلي ميل" تقريرها متسائلة إن كان النزال على الكثبان هو جزء من خطة طويلة الامد لنشر لعبة الملاكمة في الشرق الأوسط، أم محاولة الاستفادة من عرض سعودي مغر من جوشوا وفريقه والمروج لمبارياته.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
FT: لماذا تتنافس دول الخليج على المناسبات الرياضية؟
تعرف إلى "التبييض الرياضي" الذي تُتّهم السعودية بفعله
نيويورك تايمز: هل حان الوقت لحذف تطبيق "أوبر"؟