يواصل العراقيون التظاهر في مختلف مدن الجنوب، بعد يوم دام قتل فيه نحو 20 محتجا وأصيب العشرات بجروح في مواجهات مع قوات الأمن في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، وفي مدينة النجف.
والسبت، أفاد مراسلنا أن 15 مدنيا أصيبوا على الأقل بثلاث تفجيرات بقنابل صوتية استهدفت وسط المدينة، وبالتزامن، أحرق محتجون إطارات وحاصروا مركزا للشرطة في مدينة الناصرية بجنوب العراق.
ووسط دعوات للتظاهر السبت، احتشد آلاف العراقيين في محافظات شمال وغرب البلاد ذات الغالبية السنية في وقفات دعما للاحتجاجات التي تشهدها محافظات الجنوب ذات الغالبية الشيعية، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الاحتجاجات.
وقالت مصادر إن تعزيزات عسكرية وصلت إلى النجف، التي شهدت مقتل العديد من المواطنين برصاص قوات الأمن.
وطالب محافظ النجف، لؤي الياسري، الحكومة الاتحادية بكل مفاصلها الأمنية العليا للتدخل الفوري "لإيقاف نزيف الدم" في النجف.
كما وجه الياسري بـ"التحقيق بالأحداث الجارية ومحاسبة المقصرين وفق القانون وإحالتهم للقضاء العراقي بشكل فوري وعاجل لينالوا جزاءهم العادل".
وأكد الياسري أن "النجف الأشرف وطيلة 35 يوما الماضية كانت آمنة ومستقرة".
واحتشد الآلاف في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وديالى حتى ساعات متأخرة من ليلة أمس، معلنين دعمهم للاحتجاجات في وسط وجنوب البلاد وتنديدهم بقمع قوات الأمن للتظاهرات.
وقال كريم الجبوري أحد المشاركين في وقفة الأنبار في اتصال هاتفي للأناضول: "إننا في الأنبار نشعر بالحزن والأسى على ما حصل من قمع للاحتجاجات خلال الأسابيع الماضية، للأسف ما حصل كان مفجعا جداً وغير مقبول".
وأضاف الجبوري، أن "الآلاف تجمعوا وسط الأنبار وأوقدوا الشموع على ضحايا الاحتجاجات".
وفي محافظة صلاح الدين شمال البلاد، نظم المئات وقفات احتجاج دعما لتظاهرات المدن الجنوبية الشيعية والعاصمة بغداد، وأوقدوا الشموع على أرواح القتلى.
وفي محافظة ديالى شرق البلاد، أفاد مراسل وكالة الأناضول، بأن المئات طالبوا خلال وقفة تضامنية مع عوائل ضحايا الاحتجاجات والجرحى بضرورة تقديم المتورطين بقمع الاحتجاجات إلى القضاء بسرعة".
وشهدت محافظة نينوى شمال البلاد، مسيرات حاشدة في الشوارع دعما للاحتجاجات الشعبية.
اقرأ أيضا: 20 قتيلا بالناصرية والنجف واستقالات لعدد من المسؤولين
وقتل 47 متظاهراً منذ الخميس، في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، خلال مواجهات مع قوات الأمن التي استخدمت الرصاص الحي ضد المحتجين وفق ما أبلغ "الأناضول" مصادر طبية وشهود عيان.
وتعد أعمال العنف في ذي قار إلى جانب النجف (جنوبا)، التي شهدت مقتل 23 متظاهراً خلال يومين، تصعيدا كبيرا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ووقعت الأحداث الدامية بعد يوم من إحراق المحتجين قنصلية إيران في النجف.
ودفعت أعمال العنف الدامية المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، الجمعة، إلى دعوة البرلمان للسعي لسحب الثقة من حكومة عادل عبد المهدي، الذي استبق الخطوة بإعلان نيته تقديم استقالته للبرلمان دون تحديد موعد بعينه.
ومنذ بدء الاحتجاجات، سقط 418 قتيلاً و15 ألف جريح، وفق إحصاء أعدته "الأناضول"، استنادا إلى أرقام لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، ومفوضية حقوق الإنسان، ومصادر طبية وحقوقية.
وطالب المحتجون في البداية بتأمين فرص عمل وتحسين الخدمات ومحاربة الفساد، قبل أن تتوسع الاحتجاجات بصورة غير مسبوقة، وتشمل المطالب رحيل الحكومة والنخبة السياسية المتهمة بالفساد.
عبد المهدي يسلم استقالته إلى البرلمان ويلقي كلمة (شاهد)
العراق.. مقتل 4 متظاهرين برصاص قوات الأمن بالناصرية
العراق.. مقتل 3 بفض قوات الأمن لاحتجاج في البصرة