ناقشت ندوة عُقدت في لندن أهمية الصوت العربي في الانتخابات
البريطانية، ومدى تأثير الجالية العربية في سياسات الأحزاب البريطانية.
وشارك في الندوة التي نظمها منتدى التفكير العربي، بالتعاون
مع المجموعة العربية في حزب العمال، كل من فاتن حميد (الدليمي)، مرشحة حزب العمال
للانتخابات البرلمانية عن دائرة وسط غلاسجو في أسكتلندا، ومازن المصري، عضو
المجموعة العربية في حزب العمال، ومنى آدم، مرشحة لعضوية المجلس البلدي في
منطقة تشيلسي وكينسنغتون بلندن.
وأوضح المصري أن دافع تأسيس المجموعة هو مواجهة
التهميش داخل الحزب، وإدخال الصوت العربي إلى صلب النقاشات السياسية.
وكانت المجموعة قد تأسست بعد وصول حزب العمال بزعامة
توني بلير للحكم عام 2000. لكن تراجع نشاط المجموعة، ثم بدأ العمل على إعادة
تنشيطها بعد انتخاب جيرمي كوربين على رأس الحزب، لتتم إعادة عمل المجموعة مجددا
صيف هذا العام، بحسب المصري.
وشدد المصري على أهمية الوجود المؤسسي داخل الأحزاب
للتأثير فيها، معتبرا أن حزب العمال هو "الأقرب للجاليات والأقليات".
وتحدث عن أهمية الانتخابات القادمة، ووصفها بـ"المصيرية"،
بسبب قضية بريكست، لافتا إلى أن هذه القضية شجعت على تصاعد العنصرية مع صعود اليمين
المتطرف، إلى جانب قضايا التعليم والصحة، وغير ذلك.
وأوضح أنه يتم استخدام التواصل الاجتماعي واللقاء مع
المرشحين "لإيصال مطالبنا.. وهم بحاجتنا".
من جهتها، تحدثت منى آدم، وهي من أصول سودانية، عن
تجربتها في العمل داخل الحزب، موضحة أن الأمر لم يكن سهلا، وأن وصولها لمرحلة الحصول
على الترشيح كان بعد "صراعات ومعركة قانونية وصعوبات، حتى أقنعنا الحزب
بترشيحنا"، لأنه "لم يكن لنا وجود أكثر من أرقام"، وفق قولها.
وقالت إنه مع وصول كوربين لزعامة الحزب "تمت
دعوتنا للترشح على قوائم الحزب؛ لأننا أصبحنا كتلة". ولفتت إلى أنه "إذا
لم تصل إلى صانع القرار، فلا يمكن التغيير".
وأشارت إلى السعي لنشر الوعي بأهمية الصوت العربي أو
الإسلامي أو صوت الأقليات، معتبرة أن القضايا الخارجية هي التي تتسبب بالخلافات
بين أطراف الجالية العربية.
وتحدثت فاتن حميد، وهي من أصول عراقية، عن تجربتها
في العمل السياسي، ووصفت ترشحها في الانتخابات الماضية (2017) بأنه
"صدفة"، رغم نشاطها في المجتمع منذ 25 عاما، وعضويتها في الحزب لنحو 20
عاما.
وقالت حميد: "أشعر أن حزب العمال هو حزب الناس،
ويتعامل مع القضايا بجدية". وأضافت أنها ترشحت في المرة الأولى رغم أنها شعرت
بأنها "مجرد رقم أو ربما غطاء"، مشددة على أنه لا يمكن التغيير السياسي
دون المشاركة.
وذكرت أنه في انتخابات عام 2015 خسر مرشح حزب العمال
المقعد في دائرتها بفارق نحو 10 آلاف صوت أمام مرشح الحزب القومي الأسكتلندي،
لكنها استطاعت تقليص الفارق إلى نحو ألفي صوت عندما ترشحت عن الدائرة نفسها عام
2017، رغم عدم تلقيها دعما أو تمويلا من الحزب، وإنما مجرد تبرعات شخصية، وفق
قولها.
وقالت: "علينا الدفاع عن حقوقنا"، موضحة
أنها تواجه معركة شرسة مع أنصار الحزب القومي الأسكتلندي.
وشارك في النقاش؛ عمر إسماعيل، سكرتير دائرة واتفورد
الانتخابية في حزب العمال، وأشار إلى أن "الرهان هو على الجيل الثاني لتمثيل
العرب في الأحزاب السياسية".
وتشير إحصائيات تعود لعام 2011 إلى أن عدد العرب في بريطانيا يبلغ
نحو 370 ألفا، لكن يُعتقد أن الرقم الآن هو أكبر من ذلك.
ووجه عدد من الحضور انتقادات لسياسات حزب العمال
الخارجية، بالرغم من موقفه الداعم للفلسطينيين ومناهضة حرب العراق. فقد ثارت
تساؤلات عن موقف كوربين والمقربين منه تجاه سوريا، وحتى تجاه ما يجري في العراق
الآن من مظاهرات وقتل للمحتجين. وشدد متحدثون على أن المبادئ لا تتجزأ. كما حمّلت
مداخلات حزبَ العمال مسؤولية كثير من الأزمات التي جرت في المنطقة العربية في
مراحل تاريخية سابقة.
واعتبرت فاتن حميد من جانبها، أن مسؤولية حرب العراق
يتحملها توني بلير، وليس حزب العمال بأكمله، كما قالت.
من جهته، علق المصري بأن موقف كوربين من سوريا
"لم يكن متوقعا من شخص لديه مبادئ"، كما قال. وتابع متسائلا: "لكن
هل هذا يعني ترك المحاولة للتأثير والدخول بقوة أكبر (داخل الحزب)؟".
وأشار إلى ضرورة الوحدة بين العرب في بريطانيا
بمختلف تنوعاتهم. وقال: "نهتم بالسياسة الخارجية، ولكن أيضا نهتم بالسياسة
الداخلية"، موضحا أنه "داخليا، نرفض العنصرية، ونريد تعليما وصحة.. إلخ،
وخارجيا، ضد الحروب والإرث الاستعماري". وخلص للقول: "نبحث عن القاسم
المشترك".
وضمن نشاطها تجاه الناخبين العرب، قامت المجموعة
العربية في حزب العمال بإصدار منشورات بأهم بنود البرنامج الانتخابي للحزب باللغة
العربية.
كوربين يرتدي سترة بتصميم مبتكر.. ماذا كُتب عليها؟ (صورة)
"بريكست" يشعل مناظرة انتخابية بين جونسون وكوربن
قسّ يهاجم كوربين أثناء حملة انتخابية في أسكتلندا