كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن أن المتدرب السعودي في القاعدة العسكرية الأمريكية ربما تبنى أفكارا متطرفة قبل سنوات من وصوله إلى أمريكا.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن طالب الطيران أحمد محمد الشمراني، الذي أطلق النار على زملائه في القاعدة الجوية بينساكولا في فلوريدا، يوم الجمعة الماضي، ربما تبنى أفكارا متطرفة في فترة تعود إلى 2015، وذلك بحسب تحليل حكومي سعودي.
وتلفت الصحيفة إلى أنه بحسب تقرير داخلي، فإن حسابا على "تويتر" يعتقد أن الشمراني استخدمه، كشف عن أن أربعة رموز دينية شكلت أفكار المتدرب الجوي المتطرفة، مشيرة إلى أن "واشنطن بوست" حصلت على هذا التقرير.
وينوه التقرير إلى أن الهجوم على القاعدة الجوية أثار أسئلة حول إجراءات التدقيق الأمني للمتدربين، ودعا إلى مراقبة جديدة من الكونغرس، وسط التوتر الذي تشهده العلاقات الأمريكية السعودية.
وتذكر الصحيفة أنه في الوقت الذي انتقد فيه المشرعون المملكة؛ لدورها في حرب اليمن، ومقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي، فإن إدارة ترامب واصلت دعمها للرياض، باعتبارها حليفا في الحرب ضد إيران.
ويفيد التقرير بأن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت يوم الثلاثاء عن تعليق برامج تدريب 850 زائرا سعوديا كلها، في محاولة لمراجعة ما حدث، ومراجعة عامة لبرامج تدريب الطلاب العسكريين الأجانب، مشيرا إلى أن المسؤولين الأمريكيين طمأنوا السكان حول القاعدة بأنهم يحاولون متابعة التحقيق، وأن لا علاقة له بمؤامرة ما.
وتنقل الصحيفة عن الحكومة السعودية، قولها إنها تعمل مع الحكومة الأمريكية والدول الحليفة الأخرى، لتحديد دوافع القاتل، وتحسين قواعد التدقيق في المتدربين قبل إرسالهم إلى الولايات المتحدة وغيرها.
وبحسب التقرير، فإن المسؤولين حاولوا البحث في شخصية الشمراني، الذي وصل إلى الولايات المتحدة عام 2017 في برنامج تدريب موسع في إدارة برامج الأسلحة، مشيرا إلى أنه تم إطلاق النار عليه بعدما فتح النار على زملائه في قاعدة الدراسة وقتله، بعدما قتل ثلاثة من زملائه وجرح ثمانية آخرين.
وتقول الصحيفة إن التقرير يطرح أسئلة حول السبب الذي لم يجعل شركة "تويتر" تتحرك مبكرا، والكشف عن آراء المتدرب، فالحساب يعود كما يعتقد للشمراني، لكن لا يظهر عليه اسمه الكامل، بل جزءا من اسمه كما هو متعارف عليه في السعودية، بالإضافة إلى أنه لا يحتوي على معلومات شخصية أو صورة.
ويورد التقرير نقلا عن التقرير السعودي، قوله: "علينا الملاحظة أن قبيلة الشمراني هي واحدة من القبائل الكبرى في المملكة، وأعداد لا تحصى من أبنائها يحملون اسم محمد.. ليس غريبا استخدام الإرهابي أو المتطرف اسما مستعارا من قبيلة كبيرة ليخفي هويته على منصات التواصل الاجتماعي، وكان من الصعب تحديد هوية القاتل حتى نشر بيانه".
وتشير الصحيفة إلى أنه قبل ساعات من الهجوم نشر بيانه على حسابه، وشجب فيه ما وصفها "جرائم ضد المسلمين"، لافتا إلى وجود قوات أجنبية في بلاد المسلمين، ومعتقل غوانتانامو في كوبا، ودعم أمريكا لإسرائيل.
ويكشف التقرير عن أن نشاطاته على "تويتر" بدأت في بداية عام 2012، عندما كان في سن الرابعة عشر، وتركزت على الشعر والقرآن، إلا أن نشاطاته تحولت لاحقا لتظهر علامات من التشدد، في حدود عام 2015 كما استنتج التقرير السعودي.
وبحسب الصحيفة، فإن التقرير ذكر أسماء شخصيات دينية أثرت عليه، وهم السعوديان عبد العزيز الطريفي وإبراهيم السكران والكويتي حكيم المطيري والأردني إياد القنيبي، مشيرة إلى أن السعوديين اعتقلا في عام 2016، فيما قال التقرير إن المطيري مرتبط بجماعات متطرفة، أما الأردني فوصف بأنه "قريب من الحركة الجهادية السعودية".
وينقل التقرير عن التقرير السعودي، قوله إن الشمراني أعاد إرسال تغريدة للطريفي، الذي يتابعه مليون شخص على "تويتر"، التي يشجب فيها تحالف المملكة العربية السعودية مع الولايات المتحدة "عدوة الإسلام"، أما تغريدات المطيري التي أعاد نشرها الشمراني فقد صورت أمريكا وإسرائيل بالصليبيتين، ودعا إلى جهادهما.
وجاء في التقرير أن "التغريدات التي أعاد نشرها فضلت تلك الحسابات الدينية الداعية للجهاد، ودافعت عن الجهاديين الذين ينشرون الدعوة ضد الغرب والحلفاء الغربيين للحكومات المسلمة".
وتذكر الصحيفة أن مسؤولا سعوديا حذر من التعجل والحكم على أن التغريدات كانت سببا في دفعه لارتكاب عمل إرهابي، وقال: "كل إرهابي هو متطرف، لكن لا يرتكب كل متطرف أعمالا إرهابية".
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن التحليل حدد ستة موضوعات تظهر الطريقة التي حاول فيها الشمراني تقديم نفسه وعالمه، بما في ذلك دعم الراديكالية الإسلامية والإرهاب، ودعم حركة طالبان أفغانستان، والكراهية لأمريكا والغرب، ومعارضة وجود إسرائيل، والطائفية، ورفض الإصلاح السعودي.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)
MEE: رسالة لناشطين عرب تهاجم سياسات "تويتر" و"فيسبوك"
MEE: عارضة سعودية تقاضي ناشطة معادية للحكومة
واشنطن بوست: لماذا تراجعت حدة المواجهة الخليجية مع إيران؟