آخر ما قد أسأل عنه هو: ما المدة الزمنية التي سيقضيها الشيخ رائد صلاح في السجن أسيراً مطارداً مظلوماً؟ والذي يشجعّني على ذلك هو ما قاله الشيخ رائد صلاح للقاضي الإسرائيلي (بينغو):
لقد قررت أن أدلي بهذه الشهادة انتصاراً لثوابتي الإسلامية العروبية الفلسطينية، وانتصاراً للقرآن والسنة النبوية، وانتصاراً للغتي العربية ولثقافة شعبي وفلكوره، وانتصاراً للقدس والمسجد الأقصى المباركين ولكل حقوقنا الوطنية.
ثم قال الشيخ رائد صلاح: لهذه الأسباب سأدلي بهذه الشهادة بغض النظر عن قرار الحكم الذي سيصدر فيما بعد؟! وهذا يبيّن بوضوح أن الشيخ رائد صلاح أراد أن يضع شهادته في القضاء الإسرائيلي كحجة دامغة على القضاء الإسرائيلي وكحجة دامغة على المؤسسة الإسرائيلية.
ومتيقن أنا أن الشيخ يعلم سلفاً أنه قد يدفع ثمناً باهظاً مقابل ذلك، ولكنه لم يتردد، وأدلى بشهادته وهو مطمئن لما قام به طاعة لله تعالى ثم إنتصاراً للمبادئ الإسلامية التي عاش عليها وبها ولها، وهو مدرك سلفاً أنه لا يجوز أن يتفاجأ من أي قرار في السجن قد يصدره هذا القاضي حتى لو كان القرار هو الزج بالشيخ رائد صلاح لسنوات قد تكون أكثر أول أقل من عشر سنوات فهو قد يدخل السجن بجسده، وقد سبقه في ذلك الكثير من النبيين والصالحين.
ولكن شهادته الحجة الدامغة التي أدلى بها ستبقى الفاضحة محلياً وعالمياً للقضاء الإسرائيلي والمؤسسة الإسرائيلية، ولمن لا يعلم فأن هذه الشهادة الحجة الدامغة ليست مجرد بضع وريقات بل هي مئات الصفحات وهي مدونة بالقلم ومسجلة تسجيلاً صوتياً بصوت الشيخ رائد صلاح، إلى جانب أنها تضم ماذا قال القاضي بينجو خلال إدلاء الشيخ رائد صلاح بشهادته التي إستغرقت عشرات الجلسات، وماذا قال طاقم الدفاع عن الشيخ رائد، وماذا قالت النيابة.
ولذلك أتمنى طباعة هذه الشهادة الحجة الدامغة وترجمتها إلى أكثر من لغة وتوزيعها على أوسع مدى على كافة الأصعدة، وأنا على يقين أنها ستجد الكثير من الباحثين الذين سيكتبون عنها اليوم وغدا وبعد عام وبعد أعوام وبعد عشرات الأعوام، وهذا يؤكد لنا أن الشيخ رائد صلاح هو الرابح في هذه المحكمة الظالم أهلها كما هو معروف، وستبقى مدة سجنه الزمنية، هي قضية هامشية، مقارنة لهذا الربح الوفير النامي الذي حققه الشيخ رائد صلاح من خلال هذه الشهادة الحجة الدامغة.
ومن أنا حتى أقول كل شيء عن هذه الشهادة الحجة الدامغة، عبر هذه المقالة القصيرة، سأجتهد أن أضع مجرد عناوين لأهم ما ورد في هذه الشهادة الحجة الدامغة، ثم سأجتهد أن أضع عناوين لأهم ما قد نستفيد من هذه الشهادة الحجة الدامغة، ثم سأجتهد أن أضع عناوين لأهم ما قد وقع فيه القضاء الإسرائيلي والنيابة الإسرائيلية من " تخبيص" لم يفرق بين " التمرة والجمرة" قبيل هذه الشهادة الحجة الدامغة، وفي سياقها، وبعدها، إليكم أهم العناوين التي وردت في هذه الشهادة الحجة
الدامغة:
1) انتصر فيها الشيخ رائد صلاح للقرآن الكريم مؤكدا أن تفسير القرآن ليس مشاعاً لكل أحد، بل هناك شروط كثيرة يجب أن تتوفر فيمن يجوز له أن يفسر القرآن الكريم، ومن فسّر القرآن دون أن تتوفر فيه هذه الشروط فقد إعتدى على القرآن الكريم، ومن فسّر مصطلحات القرآن الكريم دون أن تتوفر فيه هذه الشروط فقد إعتدى على القرآن الكريم، ولذلك فإن النيابة ومن دار في فلكها من محققين أو شهود قد إعتدوا على القرآن الكريم يوم أن فسّروه أو فسّروا مصطلحاته وفق هواهم بغية أن يبتزوا أدلة مصطنعة تقوم على الجهل أو التزييف عن سبق إصرار لمعاني القرآن الكريم ومعاني مصطلحاته كي يدينوا الشيخ رائد صلاح، ويدينوا الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية، ويدينوا خطاب الإنتصار لهذه الثوابت، ويدينوا الأنصار للقدس والمسجد الأقصى المباركين.
2) انتصر فيها الشيخ رائد صلاح للسنة النبوية مؤكداً أن شرحها ليس مشاعاً كما هو القرآن الكريم ليس مشاعاً، وهناك الشروط العلمية التي يجب أن تتوفر في كل من يريد شرح أي حديث نبوي، ومن تجرأ وشرح أي حديث نبوي دون أن تتوفر فيه هذه الشروط العلمية، فقد إعتدى على الأحاديث النبوية، وهو ما وقعت فيه النيابة والمحققين والشهود، حيث خاضوا في شرح بعض الأحاديث النبوية أو بعض مصطلحاتها وهم أجهل الناس بها ، بهدف تجريم الشيخ رائد صلاح ، وتجريم الثوابت الإسلامية العروبية الفلسطينية، وتجريم خطاب الانتصار لها، وتجريم العمل بها، وتحويل العامل بها إلى متهم، ثن إدانته، ثم الزج به في السجن، أو إنزال عقوبات أخرى عليه.
3) ولأن النيابة وزبانيتها قد إعتدوا على القرآن والسنة، فقد أكد لهم الشيخ رائد صلاح في شهادته أنهم أعتدوا بذلك على الإسلام، واعتدوا بذلك على الأمة الأسلامية، والعالم العربي، والشعب الفلسطيني، ولا يود إلا معنى واحد لهذه الاعتداء وهو إعلان حرب دينية من قبل المؤسسة الإسرائيلية ممثلة بنيابتها وزبانيتها على الإسلام والمسلمين والعرب والفلسطينيين.
4) لذلك أكد لهم الشيخ رائد صلاح في شهادته أن المؤسسة الإسرائيلية ممثلة بنيابتها وزبانيتها لا تحاكم شخص الشيخ رائد صلاح في هذا الملف، بل هي تحاكم القرآن والسنة، وهي لا تدين شخص الشيخ رائد صلاح في هذا الملف، بل تدين القرآن والسنة، وهي بذلك تحاكم وتدين ملياري مسلم وعربي وفلسطيني يحملون الثوابت التي يحملها الشيخ رائد صلاح، ويسعون للإنتصار لها كما يسعى إلى ذلك الشيخ رائد صلاح .
5) عندما كان الشيخ رائد صلاح يشرح لهم كل ذلك كان يتحداهم في نفس الوقت ويقول لهم بناء: بناء على ما قلت إذا أردتم أن تحاربوا القرآن والسنة تفضلوا!! إذا أردتم أن تحاربوا الإسلام تفضلوا!! ‘ذا أردتم أن تحاربوا المسلمين والعرب والفلسطينيين تفضلوا!! ثم كان يقول: أنتم من سيتحمل تبعة كل ذلك!! .
6) وبناء على كل الأصول التي وردت أعلاه أكدّ الشيخ رائد صلاح في شهادته أن " الشهادة" في سبيل الله تعالى هي مصطلح قرآني ورد في الكثير من الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية ، ثم كان يقول: نحن نعتز بالشهادة في سبيل الله تعالى، وفق معناها الشرعي الصواب الذي ورد في القرآن والسنة، وليس وفق المعنى المشوه الذي تحاولون فرضه على " الشهادة" في سبيل الله تعالى، وكان يذكّر القاضي ويذكّر النيابة بقول الله تعالى: ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) مع التذكير سلفاً أن هذه المقالة لا تتسع أن أشرح فيها تفصيلات ما قاله الشيخ رائد صلاح حو " الشهادة" في سبيل الله تعالى، وآمل أن يتم طباعة كل الشهادة ونشرها .
7) كما وأكد الشيخ رائد صلاح في شهادته أن " الرباط" هو مصطلح شرعيّ عباديّ ورد في القرآن والسنة، ثم كان يقول للقاضي والنيابة هو عبادة نعتز بها ، ونعتز أن نعمل بها وفق معناها الشرعي الصواب الذي ورد في القرآن والسنة، وليس وفق المعنى المشوّه الذي تحاولون فرضه، وكما وأدعو الله أن يتقبل عمل المصلين والصائمين والحجاج، فإننا ندعو الله تعالى أن يتقبل عمل المرابطين والمرابطات في القدس والمسجد الأقصى وأكنافهما، وكما أدعو الله تعالى أن يتقبل عمل المرابطين فإنني أحييهم على قيامهم بعبادة الرباط رغم كل ما يلقون من عدوانية الاحتلال الإسرائيلي ومن أساليب قمعه لهم، ومع ذلك هم صابرون وثابتون في رباطهم .
8) وأكد الشيخ رائد صلاح في شهادته مبيناً المعنى الشرعي الصواب لهتاف " بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، وكان يقول للقاضي والنيابة بعد أن كان يخوض طويلا في شرح هذا الهتاف منذ قصة سيدنا إبراهيم مع الذبيح إسماعيل عليهما السلام كان يقول لهم : بناء على ما قلت لكم فأن معنى هذا الهتاف هو ان المسجد الأقصى أغلى علينا وأحب إلينا من أرواحنا ودمائنا، ثم كان يقول لهم: بناء على الشرح الذي بيّنته لكم لمعنى هذا الهتاف فنحن نعتز بهذا الهتاف ونردد بافتخار على صعيد شعبنا الفلسطيني وعلى صعيد الأمة الأسلامية والعالم العربي .
9) ثم كان الشيخ رائد صلاح يقول للقاضي والنيابة ليس معنى هتافنا " بالروح بالدم نفديك يا أقصى" أننا ندعو فقط للموت وبذل الروح والدم من أجل الأقصى، بل نحن في الأقصى ندعو للحياة وندعو أن يكون الأقصى في حياتنا أغلى علينا وأحب إلينا من أرواحنا ودمائنا، ثم كان يقول لهم: ولكن إذا حاول الاحتلال الإسرائيلي أن يهددنا ويقول لنا : إما أن تتنازلوا عن المسجد الأقصى أو أن أقتلكم، فلن نتنازل عن المسجد الأقصى، وسنفرح عندها للموت الذي سيفرضه علينا هذا الاحتلال الإسرائيلي فداء للمسجد الأقصى.
10) أكد الشيخ رائد صلاح في شهادته أن المسجد الأقصى المبارك حق إسلامي خالص، ولا يوجد للمجتمع الإسرائيلي حق ولو في ذرة تراب منه، وسيبقى كذلك حتى قيام الساعة .
11) أكد الشيخ رائد صلاح في شهادته أن الوجود الإسرائيلي في المسجد الأقصى هو وجود إحتلالي باطل بلا سيادة ولا شرعية وهو إلى زوال.
12) انتصر الشيخ رائد صلاح في شهادته للغة العربية، وأكد للقاضي وللنيابة أن اللغة العربية ليست مشاعاً حتى يتلاعب بها وبمعاني ألفاظها ودلالات مبانيها أمثال رافي وشيرلي والشاهدة(م) الذين بالكاد قد يفرقون بين الفعل والحرف والأسم في اللغة العربية، ومع ذلك قدّموا أنفسهم كأنهم خبراء في اللغة العربية، وقد فضحهم طاقم المحامين عندما أثبتوا عليهم مئات الأخطاء اللغوية التي وقعوا فيها عندما ترجموا مقالات وخطب الشيخ رائد صلاح، وكانت هذه الأخطاء اللغوية معيبة ومضحكة وكفيلة أن تنسف شهاداتهم لو كانت هناك حيادية عند القاضي .
13) انتصر الشيخ رائد صلاح في شهادته للثقافة الشعبية الفلسطينية ولفلكلورها ورفض تجريمها كما سعت إلى ذلك النيابة وزبانيتها، حيث جرّمت على سبيل المثال الهتاف الشعبي " بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، ولذلك أكد لهم الشيخ رائد صلاح أن هذا الهتاف الشعبي جزء من فلكلورنا الشعبي الذي نؤكد فيه حبنا لأرضنا وثوابتنا .