نشرت صحيفة "فزغلياد" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تداول وسائل الإعلام الألمانية لعناوين متعلقة بإعلان ميركل الحرب على ترامب، بعد فرض الكونغرس الأمريكي لعقوبات على مشروع نورد ستريم 2.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه في خضم الخلاف المحتدم بين برلين وواشنطن، فرضت واشنطن عقوبات على مشروع نورد ستريم 2، التي صادق عليها الكونغرس الأمريكي. ومن جهتها، اعتبرت أنجيلا ميركل هذا القرار غير صائب.
كما اعتُبر تصريح أنجيلا ميركل، فيما يتعلق بقرار الكونغرس الأمريكي، بمثابة إعلان حرب صريح على دونالد ترامب.
وأفادت الصحيفة أنه تم فرض العقوبات الأمريكية على المشروع الروسي الألماني، وبشكل أساسي على الشركات الألمانية. وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه المشاريع من شأنها أن تزيد من اعتماد أوروبا على الغاز الروسي.
وبناء على ذلك، تبدو العقوبات والقيود الأمريكية بمثابة مساعدة للأوروبيين الذي يعدون حلفاء الولايات المتحدة.
وفي الواقع، تدافع الولايات المتحدة على موقعها في سوق الغاز الطبيعي المسال، أي أن عقوباتها يعني التدخل في أعمال الآخرين ومحاولة التصرف بأنانية خدمة لمصالحها. وبطبيعة الحال، يمثل هذا الموضوع مصدر إزعاج بالنسبة للألمان.
وأضافت الصحيفة أن العقوبات على نورد ستريم 2 هي عبارة عن مبادرة قدمها الكونغرس الأمريكي، الذي سن هذه القوانين.
أما ترامب، فلم يرفض هذا الأمر ولم ينتقده. وعلى العموم، من الممكن القول إن مسألة الصراع مع المنافسين تعد أحد أهم مبادئه السياسية. وفي الحقيقة، انتقد ترامب مرارا وتكرارا نورد ستريم 2 ودور ألمانيا في ظهورها.
ولكنه، لم يكن البادئ بوضع العقوبات. وعلى هذا الأساس، لن تكون حرب ميركل مع ترامب بشكل خاص، وإنما مع الولايات المتحدة.
وأوردت الصحيفة أن وسائل الإعلام الألمانية تداولت بكثرة العنوان التالي "أعلنت ألمانيا الحرب على الولايات المتحدة".
اقرأ أيضا : عقوبات أمريكية على شركات تبني خط أنابيب للغاز بين روسيا وألمانيا
ومن خلال هذه العناوين، تحاول تعزيز شعبية المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بين الشعب. والجدير بالذكر أنه على مدار سنوات من الحكم، لم تعد سياستها تتمتع بالزخم والتأثير مقارنة ببداية توليها للمنصب.
وأفادت الصحيفة أن شعبية ميركل انخفضت بشكل كبير نتيجة أزمة الهجرة وأثر ذلك على نفوذها وسياستها.
وفي الحقيقة، لا تكمن المشكلة الرئيسية في أن برلين سمحت للاجئين من الشرق الأوسط بالدخول إلى الأراضي الألمانية، وإنما في عجز السلطات على تحديد عدد المهاجرين الذين تم قبولهم ومكان استقرارهم.
وأضافت الصحيفة أنه من ناحية أخرى، يمر الاقتصاد الألماني بأوقات عصيبة. وعموما، بدأت الصناعة الألمانية التي تحظى بسمعة عالمية بالدخول في مرحلة الركود، كما تقلصت توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي لهذه السنة لتصل إلى 0.5 بالمئة، وهو ما يعدّ أحد أسوأ المؤشرات في الاتحاد الأوروبي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من كل ما ذكر آنفا، لا تزال المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بحاجة للدعم من أجل الوصول إلى انتخابات سنة 2021. وبطبيعة الحال، ستتكفل وسائل الإعلام الليبرالية بتقديم هذا الدعم لها، مستخدمة بذلك مسألة العقوبات الأمريكية ضد نورد ستريم 2. وعلى العموم، لا أحد في ألمانيا يرغب في الدخول في حرب مع الولايات المتحدة أو بشكل خاص مع ترامب.
وأوردت الصحيفة أن عبارة "حرب ميركل" التي تتداولها الصحف ووسائل الإعلام الألمانية تعد بمثابة محاولة لجعل السياسي الضعيف بطلا قويا قادرا على الدفاع على مصالح بلاده. وفي هذا السياق، تعد أنجيلا ميركل البطل الذي يحمي الاستثمارات الألمانية من الأجانب والأعداء.
وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن الحديث عن إعلان حرب، عندما يتعلق الأمر بمحاولة أمريكية مثيرة للاشمئزاز من أجل فرض طبيعية قانونية على محاولة سيطرتها على العالم وقطاع الطاقة بشكل خاص.
وفي الحقيقة، يجب أن نطالب بفرض عقوبات من الاتحاد الأوروبي على الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة الأمريكية.
وعندئذ، يمكن القول إنه تم إعلان الحرب على ترامب. وفي كل الأحوال، من الممكن أن يساهم تداول المعلومات المتعلقة بإعلان أنجيلا ميركل الحرب على ترامب، في تعزيز شعبية ميركل بين الألمان.
الغارديان: الكونغرس يمنح المخابرات 30 يوما لتحديد قتلة خاشقجي
هكذا علقت NYT على قرار ترامب بشأن معاداة السامية
واشنطن بوست: إيفانكا ترامب كانت على علاقة مع الجاسوس ستيل